إسلام ويب

تفسير آية - البقرة [160-161]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أمر الله عز وجل بنشر العلم وتبليغه، ونهى عن إخفائه وكتمانه، وتوعد الذين يكتمون العلم بالعذاب، ولعنهم في الدنيا وأمر خلقه بلعنهم، والكتمان يكون إما بإخفائه وعدم تبليغه، وإما بتحريفه، وكلاهما متوعد صاحبه باللعن والمقت، إلا من تاب وأصلح وبين فأولئك يتوب الله عليهم.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، عدد خلقه ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته.

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد ما اختلف الليل والنهار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى المهاجرين والأنصار، أما بعد:

    ففي الآيتين الستين والحادية والستين بعد المائة من سورة البقرة، يقول ربنا جل جلاله: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:159-160].

    سبب نزول هاتين الآيتين الكريمتين: ما رواه الإمام الطبراني عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ( أن معاذ بن جبل، وسعد بن معاذ، وخارجة بن زيد رضوان الله عليهم سألوا نفراً من اليهود عما في التوراة من ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتموهم إياه، فأنزل الله الآية).

    والمعنى الإجمالي للآيتين: إن الذين يخفون ما أنزل الله من الآيات البينات والهدى الواضح إما بكتمانه أصلاً، أو تحريفه عن مقاصده والكذب على الله في شرعه ودينه، أولئك جزاؤهم الطرد من رحمة الله، وحلول اللعنة عليهم منه سبحانه، وكذلك يلعنهم ويدعو عليهم الناس أجمعون، إما حالاً أو مآلاً، باعتبار ما يكون يوم القيامة ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً[العنكبوت:25].

    قال ابن كثير رحمه الله: هذا وعيد شديد لمن كتم ما جاءت به الرسل من الدلالات البينة على المقاصد الصحيحة والهدى النافع للقلوب من بعد ما بينه الله لعباده في كتبه التي أنزلها على رسله.

    ثم استثنى الله عز وجل من تاب وأناب وأصلح من بعد فساد، وبين من بعد كتمان، وأعلن الحق المسطور في الكتب المنزلة، فأولئك يتوب الله عليهم.

    وفي هذا حث لهم على التوبة، وبيان لسعة عفو الله ورحمته، فهو سبحانه كثير التوبة على عباده، رحيم بهم، لا يعاجلهم بالعقوبة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088950031

    عدد مرات الحفظ

    780073262