إسلام ويب

تفسير آية - الشورى [38]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من صفات المؤمنين التي أثنى الله عليهم بها استجابتهم لله ورسوله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والأخذ بالشورى فيما بينهم، والتي تعد أدباً إسلامياً مهماً في الحياة، وقد ثبتت عن رسول الله قولاً وفعلاً، وسار عليها الصحابة الصالحون من هذه الأمة؛ بل أمر الله الحاكم بها؛ لذلك أوجبها بعض العلماء، وينبغي أن تعرف الشورى الشرعية للتفريق بينها وبين الديمقراطية.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد ما اختلف الليل والنهار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى المهاجرين والأنصار، أما بعد:

    فيقول الله عز وجل في الآية الثامنة والثلاثين من سورة الشورى: وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [الشورى:38].

    هذه الآية في معرض الثناء على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، تذكر أنهم استجابوا لربهم فاتبعوا رسله، وأطاعوا أمره، واجتنبوا زجره، وأقاموا الصلاة وهي أعظم العبادات لله عز وجل، وأنهم لا يبرمون أمراً حتى يتشاوروا فيه، ومما رزقهم الله عز وجل ينفقون؛ بالإحسان إلى خلق الله الأقرب فالأقرب.

    قال ابن العربي رحمه الله: مدح الله المشاورة في الأمور، ومدح القوم الذين يمتثلون ذلك، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه في الأمور المتعلقة بمصالح الحروب، وذلك في الآثار كثير، ولم يشاورهم في الأحكام؛ لأنها منزلة من عند الله على جميع الأقسام: من الفرض والندب والمكروه والمباح والحرام.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088523920

    عدد مرات الحفظ

    777121645