أيها الإخوة الكرام! يستفاد من الآية فوائد:
الفائدة الأولى: عموم هذا الحكم، أي: لا نتقيد بخصوص السبب، فليس الحكم خاصاً بيوم بدر، بل هو عام إلى يوم القيامة، فلا يجوز للمسلمين الفرار أمام عدوهم إلا بالضابط الذي ذكر، وهذا هو قول جمهور العلماء.
الفائدة الثانية: قال ابن القاسم : لا تجوز شهادة من فر من الزحف، ولا يجوز لهم الفرار وإن فر إمامهم، يعني: حتى لو قائد الجيش فر فلا يجوز لعامة الناس أن يفروا، ومن ثبت عليه أنه قد فر من الزحف فشهادته ترد، لأنه مرتكب كبيرة، والشهادة ترد بارتكاب الكبيرة أو الإصرار على الصغيرة.
الفائدة الثالثة: من فر فليستغفر الله عز وجل، روى الترمذي من حديث بلال بن يسار بن زيد قال: حدثني أبي عن جدي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر الله له وإن كان قد فر من الزحف ).
أسأل الله أن يجعلنا من المجاهدين في سبيله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.