يستفاد من هذه الآية فوائد منها:
أولاً: النهي عن دخول بيوت الغير بلا استئذان، والنهي المتجرد عن القرائن مقتض للتحريم كما تقرر في الأصول؛ لأن الله عز وجل قال:
لا تَدْخُلُوا
[النور:27]، فهذا نهي يفيد التحريم.
ثانياً: مشروعية الاستئذان لدخول بيوت الناس، قال النووي رحمه الله: وقد تظاهرت به دلائل القرآن والسنة وإجماع الأمة، قال الشيخ أبو محمد بن أبي زيد القيرواني في الرسالة: الاستئذان واجب فلا تدخل بيتاً فيه أحد حتى تستأذن ثلاثاً فإن أذن لك وإلا رجعت.
ثالثاً: قال العلامة ابن عاشور رحمه الله: وليس للاستئذان صيغة معينة، وما ورد في بعض الآثار فإنما محمله على المتعارف بينهم، أو على أنه كلام أجمع من غيره في المراد.
رابعاً: مشروعية السلام قبل الدخول.
خامساً: يجب على الرجل أن يستأذن على أبنائه وبناته البالغين، وعلى أمه وأخته؛ لأنه إن دخل على من ذكر بغير استئذان فقد تقع عينه على عوراتهم وذلك لا يحل له، وإنما جعل الاستئذان من أجل البصر.
ثم آخر الكلام: في الالتزام بهذه الأحكام خير الدنيا والآخرة؛ لأن الله عز وجل قال:
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
[النور:27].
أسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.