إسلام ويب

واحة القرآن - إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينواللشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يأمرنا ربنا سبحانه وتعالى بالتثبت في الأخبار، ويحذرنا من نشرها وإشاعتها قبل التثبت منها، وأن ذلك مدعاة للندم، وقد لا ينفع الندم حينها؛ والتثبت يكون بأمرين: حسن الظن بالمؤمنين، والإشهاد والبينة على الخبر

    الشيخ محمد الخضيري: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

    فحديثنا سيكون عن خصلة ذميمة يقع فيها كثير من الناس، وهي تركهم التثبت من الأخبار التي تصل إليهم، سواء كانت هذه الأخبار عامةً أو خاصةً، وقد جاء في القرآن ذم للذين لا يتثبتون، ونهي عن التسرع في نقل الأخبار، قال الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات:6].

    فهذه الآية كما ترون توجهنا إلى أمر لو اتقيناه لسلمنا من شر كثير، واليوم نتحدث في ظلال هذه الآية العظيمة الكريمة، وما يدور في فلكها من آيات، وحول هذه الخصلة التي نتمنى أن يتعاهد كل واحد منا نفسه، فلا يقع في شيء منها، وهي نشر الأخبار وبثها من غير ترو، ولا نظر، ولا فحص، ولا تمحيص.

    ماذا عندك أبا عمر ! في هذه الآية؟

    الشيخ عبد الحي يوسف: أكرمك الله أبا عبد الله ! أول ما يسترعيني أنها افتتحت بنداء ووصف الإيمان، وهو أشرف الأوصاف، وكما قال ابن مسعود رضي الله عنه: إذا سمعت الله في القرآن يقول: (يا أيها الذين آمنوا) فأرعها سمعك، فإنه خير يؤمر به، أو شر ينهى عنه.

    والافتتاح بالنداء ووصف الإيمان فيه دليل على أن الالتزام بما يأتي بعده دليل على الإيمان، كما أن النكوص عنه، والتملص منه، وإهماله دليل على نقص الإيمان، فها هنا ربنا جل جلاله نادانا بهذا الوصف، ثم أتبعه بالشرط إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا [الحجرات:6]، وفي قراءة حمزة بن حبيب الزيات : (فتثبتوا)، والتثبت والتبين بمعنىً واحد.

    والفاسق هو الخارج عن طاعة الله عز وجل، ويطلق الفسق في القرآن على الكفر وعلى ما دونه.

    فمن إطلاقه على الكفر قول الله عز وجل: وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ [البقرة:26-27].

    ومن إطلاقه على ما دون الكفر كما في هذه الآية المباركة وفي كثير من الآيات.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088515144

    عدد مرات الحفظ

    777060371