أيها الإخوة الكرام! لو تأملتم في واقع الناس اليوم تجدون أن هذه الآداب الاجتماعية التي أدبنا الله عز وجل بها تخفى على كثيرين، ولربما يعلمها كثيرون لكنهم لا يطبقون، فمثلاً الله عز وجل أمرنا بالسلام فقال:
حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا
[النور:27]، وهناك في الآية الأخرى قال:
فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ
[النور:61]، أي: على إخوانكم، بعض العلماء حملها على ظاهرها، قال: إذا دخلت بيتاً خالياً فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذ كان فيه ملائكة، أو جن مسلمون دخلوا في هذا السلام.
تحية الإسلام والإخلال بآدابها
السلام بالإشارة والجمع بينها وبين الصوت
أيضاً نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السلام بالإشارة من غير لفظ؛ لأن بعض الناس يشير دون أن يلفظ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الإشارة بالأيدي سلام النصارى، والإشارة بالأصابع سلام اليهود )، فالذي يشير باليد فقط هذا سلام النصارى، والذي يشير بالأصابع -من جنس ما يفعله الناس الآن من بعيد يشير بعضهم لبعض- هذا سلام اليهود، لكن لا بأس أن تجمع بين اللفظ والإشارة إذا كان الشخص بعيداً، أو كان في أذنه وقر، فتقول له: السلام عليكم ورحمة الله، وتشير بيدك فتجمع بين اللفظ والإشارة.
كذلك ينبغي أن يكون الرد بصوت مسموع، فبعض الناس يسلم عليه بصوت مسموع فيرد بصوت خافت، وهذا مما يوقع الوحشة في النفوس، ويسبب تناكر القلوب، فلا بد أن ترد بصوت مسموع يسمعه المسلم، من سلم عليك يسمع جوابك، ويسمع ردك.
السلام على النساء
وقال أهل العلم: لا بأس أيضاً بالسلام على النساء إذا لم تكن ريبة، فإذا مررت بامرأة فلا بأس أن تقول: السلام عليكم، اللهم إلا إذا كان الموطن موطن ريبة، كما لو كان في مكان ظلمة، وفي حال خلوة، أو كانت المرأة يبدو من حالها أنها ليست من أهل التحفظ والصيانة، ففي هذه الحال لا تسلم، وإلا فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم إذا مر بالنساء، وكان يسلم إذا مر بالصبيان، حتى الصبيان إذا مر عليهم كان يسلم ويمسح على رءوسهم صلوات ربي وسلامه عليه.
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين، والحمد لله رب العالمين.