الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد البشير النذير، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقناً عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد:
قالت: ( فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي وهو على المنبر، فقال: يا معشر المسلمين! من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيراً، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً، وما يدخل على أهلي إلا معي. قالت: فقام أسيد بن حضير أخو بني عبد الأشهل، فقال: أنا يا رسول الله أعذرك ).
طالت المدة، كما قالت رضي الله عنها: ( فاستلبث الوحي )، قيل: كانت المدة شهراً، وقال بعض المفسرين: بل كانت سبعةً وثلاثين يوماً، وقال بعضهم: بل بلغت خمسين يوماً، أي: المدة بين قول الإفك وبين نزول براءة عائشة قال الحافظ رحمه الله: من قالوا: شهراً أي: من حين علمت عائشة إلى أن نزل الوحي، ومن قالوا: خمسين يوماً من حين قيل ما قيل، ومعلوم أنهم لما تكلموا بالإفك ما علمت عائشة إلا بعد زمان، فمن قالوا: خمسين يوماً، فإنما حسبوا المدة من أول ما قيل إلى أن نزلت براءتها، ومن قالوا: شهراً، فإنما حسبوا المدة من حين بلغها ما قاله أهل الإفك إلى أن نزلت براءتها.