إسلام ويب

ديوان الإفتاء [658]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، عدد خلقه ورضا نفسه، وزنة عرشه ومداد كلماته.

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد ما اختلف الليل والنهار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى المهاجرين والأنصار.

    سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقنا عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى.

    أما بعد:

    إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، ومرحباً بكم في هذه الحلقة التي أبدأ فيها بالإجابة عن أسئلة إخوتي وأخواتي مما ورد كتابة.

    السؤال: لا يجوز تأخير الصلاة إلا لعذر شرعي، ما هي تلك الأعذار؟

    الجواب: من الأعذار الشرعية: النوم عن الصلاة، فلو أن إنساناً غلبته عيناه فنام وما استطاع أن يقوم فإنه معذور، وبمجرد أن يستيقظ فإنه يقضي تلك الصلاة، فالنبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه لما كانوا في غزوة من الغزوات ونزلوا منزلاً قبل الفجر كلفوا بلالاً رضي الله عنه أن يحفظ لهم الفجر، لكنَّ بلالاً غلبته عيناه فنام، وما أيقظهم إلا حر الشمس، فالنبي عليه الصلاة والسلام أمرهم بأن يرتحلوا عن ذلك المكان، ثم توضئوا وأمر بلالاً فأقام الصلاة، ثم صلى النبي بهم صلوات ربي وسلامه عليه بهم الصبح قضاءً.

    ومن الأعذار كذلك: النسيان، فلو أن إنساناً نسي صلاة وسها عنها ثم بعد ذلك تذكرها فإنه يقضيها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نام عن صلاة أو نسيها، فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ).

    ومن ذلك أيضاً: إذا احتلم الصبي، يعني: لو كان الصبي لم يبلغ الحلم ثم بلغ في آخر الوقت فإنه يؤدي تلك الصلاة، ولا إثم عليه، مثلاً: لو أنه بلغ قبيل غروب الشمس فإنه يغتسل ويصلي العصر، وليس عليه إثم، يعني: لا يشمله الحديث: ( تلك صلاة المنافق ينتظر حتى إذا كانت الشمس بين قرني شيطان، قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً ).

    ومن ذلك أيضاً: المجنون إذا أفاق، فلو أن إنساناً أصابه جنون، وبقي في ذلك حيناً من الدهر، ثم أفاق مثلاً قبيل غروب الشمس فإنه يصلي الظهر والعصر، أو أفاق قبل طلوع الفجر بما يسع أربع ركعات، فإنه يصلي المغرب والعشاء، وإذا أفاق قبل غروب الشمس بمقدار ما يسع خمس ركعات فإنه يصلي الظهر والعصر.

    وكذلك المرأة الحائض والنفساء إذا طهرت في وقت متأخر، فإنها تغتسل وتصلي وليس عليها إثم. هذه جملة الأعذار التي لا يؤاخذ بها المرء إذا أخر الصلاة.

    أما إنسان يتعمد أن ينام إلى قبيل طلوع الشمس، أو إلى أن تطلع الشمس، أو ينام إلى قبيل الغروب، أو إلى أن تغرب الشمس، فهذا الإنسان يشمله الوعيد الوارد في قول ربنا: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:4-5].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089188652

    عدد مرات الحفظ

    782568438