إسلام ويب

ديوان الإفتاء [332]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن مكانة العلماء عظيمة، ومنزلتهم علية، فمن أراد بلوغها فليخلص النية لله في طلب العلم، وليحرص على الفائدة وإن صغرت، ولا يكترث بقلة المستمعين له، وليلزم التواضع، وعليه أن يبذل العلم للناس كلهم، وليصبر على جفوة شيخه وغلظته

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، والبشير النذير، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أما بعد:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله عز وجل أن يوفقني وإياكم لصالح القول والعمل، وأن يجنبنا الإساءة والزلل، وأن يعيننا على ما فيه رضاه.

    وفي عصر هذا اليوم يوم السبت الأول من جمادى الآخرة اختتمت دورة طيبة المباركة، ووزعت جوائزها على المتفوقين من الرجال والنساء، هذه الدورة التي دُرس فيها علم العقيدة، وعلم أصول الفقه، وعلم السيرة النبوية، ودُرست فيها بعض القضايا المعاصرة، وتدافع للاستماع إليها، واستذكار دروسها، والجلوس للامتحان فيها الموفقون من الرجال والنساء، وقُدمت جوائزها من إخواننا في شركة المحاميد، جزاهم الله خيراً، وأخلف عليهم، وبارك في أموالهم وأعمارهم، وأقول بأن من الأمور التي تسترعي الانتباه أن يكون الحاصل على المركز الثاني امرأة قد كف بصرها، سلبت نعمة البصر، لكن نور الله بصيرتها، ونور قلبها، وهداها للعناية بالعلم الشرعي، قال الله قال رسوله، ولا شك أن هذه بادرة طيبة، والتفاتة خيّرة، وهي مما يزرع الأمل في القلوب بأن الناس مقبلون - والحمد لله - على هذا العلم المبارك.

    إخوتي وأخواتي! لا بد أن أذكر في هذا المقام بأن ربنا جل جلاله قد رفع شأن العلم والعلماء، فقرنهم بذاته الشريفة، وملائكته الكرام، فقال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18]، وبين جل جلاله بأن أهل العلم وغيرهم لا يستوون، فقال تعالى: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [الزمر:9]، بعدما قال: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ [الزمر:9]، وبين جل جلاله أن العلماء هم أهل الخشية فقال: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28]، وأنهم مرفوعون عند الله درجات فقال تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة:11]، وما أمر ربنا جل جلاله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يدعو بالاستزادة من شيء إلا من العلم فقال: وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا [طه:113-114]، وأحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم أخبر فيها ( بأن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر، وأن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وأن الأنبياء عليهم السلام ما ورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا علماً نافعاً، فمن أخذه أخذ بحظ وافر )، ونبينا صلى الله عليه وسلم بعثه الله معلماً فقال سبحانه: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ [الجمعة:2] أي السنة وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الجمعة:2].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088542253

    عدد مرات الحفظ

    777225222