إسلام ويب

الأخوة الإسلاميةللشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الأخوة في الله من أعظم النعم، وأجل المنن التي امتن الله بها على عباده، وقد كان أصدق الناس في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده، فقد ضربوا لنا أروع الأمثلة في أخوتهم وتآزرهم، فينبغي لنا الحفاظ على هذا الخلق الكريم، وترك كل أمر يتنافى مع الأخوة في الله وينقض عراها.

    الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وهو الرحيم الغفور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا وعظيمنا محمداً رسول الله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

    أما بعد:

    أيها المسلمون عباد الله! فإن نعمة الأخوة في الله من أعظم النعم، وقد امتن الله بها على عباده المؤمنين في كتابه فقال: وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران:103]، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأخوة في الله موجبة لحصول رحمته، فمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ( رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ).

    وأخبرنا صلوات ربي وسلامه عليه أن الأخوة في الله موجبة لحصول حلاوة الإيمان: ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف به في النار ).

    وبين صلوات ربي وسلامه عليه: ( أن دعاء المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجاب، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل: آمين، ولك بمثله )، وأن: ( من زار أخاً له في الله، لا يزوره إلا لله، أرسل الله على مدرجته ملكاً، قال له يا عبد الله: أين تريد؟ قال: أريد تلك القرية أزور أخاً لي في الله، قال له: هل لك من نعمة تربها عليه، قال: لا، غير أني أحبه في الله، فقال له الملك: فإني رسول الله إليك أخبرك أن الله أحبك كما أحببته )، وأخبرنا صلوات ربي وسلامه عليه: ( أن من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن رد عن عرض أخيه المسلم رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ).

    وأخبرنا أن حق المسلم على أخيه: ( إذا لقيه أن يسلم عليه، وإذا دعاه أن يجيبه، وإذا استنصحه أن ينصح له، وإذا عطس أن يشمته، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يتبعه )، المسلم إذا جاع أطعمته، وإذا عري كسوته، وإذا احتاج أعنته، هذه هي علاقة المسلم مع المسلم في دين الله وشرعه، ( المسلم أخو المسلم إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089173223

    عدد مرات الحفظ

    782429432