إسلام ويب

الدعاء في شهر رمضانللشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • للدعاء آداب عظيمة ومن آدابه: تحري أوقات الاستجابة والأماكن الفاضلة واستقبال القبلة, والدعاء بصوت بين الإعلان والمخافتة, والحمد والثناء على الله والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام قبل الدعاء وبعده، ومن أعظم الأسباب لاستجابة الدعاء: رد المظالم إلى أهلها.

    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في سبيل ربه حق الجهاد، ولم يترك شيئاً مما أمر به إلا بلغه، فتح الله به أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، وهدى الناس من الضلالة، ونجاهم من الجهالة، وبصرهم من العمى، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وهداهم بإذن ربهم إلى صراطٍ مستقيم، اللهم صلِ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره، واهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خيرٌ مما كثر وألهى، إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ [الأنعام:134]

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

    أما بعد:

    أيها المسلمون عباد الله! اعلموا أن رمضان هو شهر الدعاء، شهر الرجاء، فإن ربنا جل جلاله قد حثنا على دعائه حين علمنا أحكام الصيام فقال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، أيها المسلمون عباد الله! ألظوا على الله بالدعاء في هذا الشهر الكريم، فإن ربكم جل جلاله يحب عبده الملحاح، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والمسافر حتى يرجع، ودعوة الوالد لولده )، وقال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55]، وفي الحديث ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله تعالى لا يقبل دعاءً من قلب غافلٍ لاه)، ادعوا ربكم دعاء مسألة، اطلبوا منه أن يجلب لكم ما ينفعكم، وأن يكشف عنكم ما يضركم، وادعوا الله عز وجل دعاء عبادة بالثناء عليه بما هو أهله، كما كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان إذا قام لصلاة الليل افتتح بهذا الدعاء: ( اللهم لك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك حق، والساعة حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت يثني على ربه جل جلاله، ثم يسأله حاجته)

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088484024

    عدد مرات الحفظ

    776945529