إسلام ويب

القول على الله بغير علمللشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من الفواقر التي تصيب الأمة في آخر الزمان انتزاع العلم بموت العلماء، وتصدر الجهلاء للقول على الله بغير علم، مع أن الله قد حذر من ذلك أشد تحذير، وكان رسول الله لا يفتي في المسألة إلا بعلم أو نزول الوحي، وهكذا كان الصحابة والتابعون، وصالحو الأمة من الأئمة وغيرهم. وللقول على الله بغير علم مظاهر كالتلاعب بأحكام الشريعة، ونسبة شيء لرسول الله لم يقله ولم يفعله.

    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في سبيل ربه حق الجهاد، ولم يترك شيئاً مما أمر به إلا بلغه.

    فتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً، وهدى الناس من الضلالة، ونجاهم من الجهالة، وبصرهم من العمى، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وهداهم بإذن ربه إلى صراط مستقيم، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه، أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، و إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ [الأنعام:134].

    أيها المسلمون عباد الله! من المصائب العظام، والطامات الكبار التي ابتلي بها المسلمون في هذا الزمان جرأة كثير من الناس على القول على الله تعالى بغير علم، يتصدر أحدهم للفتيا والتدريس، وبضاعته في العلم مزجاة، وخبرته بكتب أهله قليلة، ومعرفته بالواقع معدومة، ثم بعد ذلك تطير منه الفتاوى ذات اليمين وذات الشمال؛ فيضل بها خلق كثيرون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من قلوب الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً، اتخذ الناس رءوساً جهالاً؛ فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا ).

    أيها المسلمون عباد الله! اعلموا أن القول على الله بغير علم حرام، القول في القرآن بالرأي حرام، الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حرام، أن تقوله ما لم يقل، أو أن تفسر كلامه بما لم يرد، هذا كله حرام، قال الله عز وجل: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، وقال: وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النحل:116-117]، وقال عز وجل: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء:36].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088535268

    عدد مرات الحفظ

    777185903