بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى خلق البشر من نفس واحدة ولو شاء لجعله كالشجر؛ فكانت كل شجرة تنبت وحدها على أصل، وما ذلك إلا لحاجة البشر إلى الاتصال والترابط والتعاون؛ ولذلك شرع الله التعاون للناس فقال: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ[المائدة:2].
والاتصال مطلب من مطالب العقلاء؛ لأن الإنسان العاقل لا بد أن يتأثر ويؤثر؛ فهو محتاج إلى أن يتأثر من غيره حتى لو كان عقله وثقافته ومستواه أعلى فإنه يسمع ما كان محجوباً عنه، وقديماً قال عامر بن الظرب : "فرجتها سخيلة" وهو رجل من حكماء العرب وقضاتهم في الجاهلية، وكانوا إذا أشكلت عليهم النازلة عرضوا عليه فيجتهد فيها فيفصلها؛ فجاءه إشكال وهو ميراث الخنثى المشكل؛ فبات يفكر ليلته كاملة ولم يعرف حلاً لهذه الأزمة والمشكلة، ولديه جارية صغيرة في ثقافتها وعقلها نقص؛ فرأته ساهراً فقالت: ما يسهرك يا مولاي؟! قال: سئلت عن مسألة لم أحسن جوابها؛ قالت: وما هي؟ قال: ميراث الخنثى المشكل، قالت: أتبع المال المبال، أي: اجعل الميراث تابعاً للمبال؛ فإذا كان يسبق من جهة الذكر فهو ذكر وإلا فهي أنثى، فقال: "فرجتها سخيلة" فضرب ذلك مثلاً.
كذلك يحتاج الإنسان إلى التأثير بغيره، ومن لم يترك بصماته في العالم الذي يعيش فيه؛ كانت حياته عادية وموته عادياً، ولم يترك أثراً في الحياة الدنيا، ومن عاش في هذه الدار فإنه مؤهل لأن يترك فيها بصماته وآثاره، وأن يؤثر في غيره ويقنع غيره بقناعاته.
والاتصال كان عند البشر ويستغلون له في قديم الزمان الوسائل البدائية؛ لأن البشر كانت حياتهم بذاك فطرية بدائية؛ فكانوا يرسلون الرسائل عن طريق الحمام الزاجل فيعلقونها برقاب الحمام، والحمام متعود على المقام في مكان ويهاجر في فترات معينة إلى أمكنة مختلفة؛ فإذا وضع له ما يشتاق إليه من إلفه وقوته في مكان أحب ذلك المكان؛ فإذا وضع له في مكان آخر تردد بينهما دائماً ذهاباً وإياباً؛ فكانوا يحملونه رسائلهم ويعلقونها في رقاب الحمام، وكانوا يبالغون في التأثر بالحمام ومراجعة كلامه ونشيده، وقد قال الشاعر:
شجى قلب الخليل فقال غل وبرّح بالشجي فقال لاح
وقال آخر:
تذكرني أم العلاء حمائم تجاوبنا إن مالت بهن غصون
تملأ ظلاً ريشكن من الندى وتخضر مما حولكن فنون
ألا يا حمامات اللواء عُدن عودة فإني إلى أصواتكن حزين
فعُدن فلما عدن كدن يمتنني وكدت بأسرار لهن أبين
وعدن بقرقار الهدير كأنما شربن الحُمَيّا أو بهن جنون
فلم تر عيني مثلهن حمائماً بكين ولم تدمع لهن عيون
وكن حمامات جميع بقفرة فأصبحن شتى لما لهن قرين
وقال الآخر:
ألم تسمعي أي دعد في رونق الضحى بكاء حمامات لهن هديل
تجاوبن في عيدانة مُرجَحِنّة من السدر رواها النصيف نسيل
فهيجن لي أشواق جمل وإنما يهيج هوى جمل علي قليل
وهذه الأبيات يمكن أن تغير قافيتها؛ فيقال:
ألم تسمعي أي دعد في رونق الضحى بكاء حمامات لهن هدير
تجاوبن في عيدانة مرجَحِنّة من السدر رواها النصيف غدير
فيهجن لي أشواق جمل وإنما يهيج هوى جمل علي يسير
بدل قليل.
وقال الآخر وهو أبو فراس الحمداني:
أقول وقد لاحت بقربي حمامة فيا جارتاه هل تشعرين بحالي
أيا جارتاه ما أنصف الدهر بيننا تعالي أقاسمك الهموم تعالي
فيضحك مأسور وتبكي طليقة ويسكت محزون ويندب سالي
ومثل ذلك ما حصل للشاعر الصوفي ابن الفارض لما سمع صوت حمامة وهو في خلوته وبكائه وخشوعه؛ فقال أبياته المشهورة التي فيها:
فبكائي ربما أرقها وبكاها ربما أرقني
ولقد تبكي فما أفهمها ولقد أبكي فما تفهمني
غير أني بالهوى أعرفها وهي أيضاً بالهوى تعرفني
وكانوا يستغلون الوسائل الأخرى للاتصال عن طريق الكلاب المعلمة، واستغل ذلك الرومان في حضارتهم، وحاول الإغريق إيجاد اتصال بين قراهم بإيقاد النار في الأماكن المرتفعة، وذلك علامة على خبر ما؛ على خوف أو أمن على ظهور هلال أو بداية السنة أو على عيد من أعيادهم؛ فكانوا يوقدون ناراً في مكان مرتفع؛ فإذا رأتها القرى المختلفة وصل إليها الخبر في نفس اللحظة.
وهذا الحال يدل على اهتمام البشر بالاتصال وبأن يكون فعالاً سريعاً؛ يوصل المعلومة في وقت مناسب.
ويذكر في بلادنا هذه أن قبيلة من قبائلنا المشهورة وهي قبيلة المدلش، كان يولد فيهم المولود على شاطئ النهر في الجنوب؛ فيعلم به سكان تيرس في نفس الليلة، لأن كل فريق منهم يزغرد بعض نسائه فيسمع ذلك الفريق الآخر؛ فيزغرد فيسمعه الفريق الآخر، حتى يصل الخبر إلى الشمال، وإن كان هذا الاتصال غير فعال لأنه لا يأتي بالخبر تماماً، لكن النار إذا كانت على العلم فإنها تجلب الأضياف كما قال حاتم بن عبد الله الطائي :
أوقد فإن الليل ليل قر والريح واقد ريحه الصر
لكي يرى نارك من يمر إن جلبت ضيفاً فأنت حر
وكذلك قالت الخنساء تماضر بنت عمرو بن الشريد السلمية في مرثيتها لأخيها صخر بن عمرو الشريد :
قذىً بعينك أم بالعين عُوّار إن ذرفت إن خلت من أهلها الدار
إلى أن تقول في هذه القصيدة:
وإن صخراً لوالينا وسيدنا وإن صخراً إذا نشتوا لنحار
وإن صخراً لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار
كأنه علم أي: جبل، في رأسه نار.
وبعد أن تطورت البشرية وتطورت وسائلها احتاجت إلى اتصال مفهم فأنشأت لذلك الكتب التي ترسل، ومن أسرعها في التاريخ كتاب سليمان عليه السلام الذي أرسل به الهدهد فرماه إلى ملكة سبأ؛ فجمعت قومها وأهل شورها في اليمن، فقالت: إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ[النمل:29-31]، فالكتاب كريم لأنه مختوم، وقيل: لأنه مفتتح بذكر الله، أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ[النمل:29]، إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ[النمل:30]؛ وهذا يقتضي مشروعية تعريف الكاتب بنفسه في بداية كتابه، وهذا الذي عقد له البخاري باباً في صحيحه " باب من بدأ بنفسه في كتابه " فيبدأ بنفسه فيعرف بنفسه أولاً: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ[النمل:30-31].
وكان الاتصال الثاني لسليمان وهو نقل عرش امرأة سبأ من اليمن إلى الشام، وقد عرض ذلك على جنوده وقد حشر له جنوده من الجن والإنس والطير وهم يوزعون، أي: يجمعون، فقال له عفريت من الجن: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ[النمل:39]، وقال له الذي عنده علم من الكتاب، وظاهر الآية أنه بشر، وأن لديه علم من الكتاب المنزل، أي: يعلم اسم الله الأعظم أو يعرف من أسرار كتاب الله ما يستطيع إحضار العرش به؛ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ[النمل:40]، فلم يتخذ سليمان القرار حتى حضر العرش عنده؛ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ[النمل:40].
وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم بنذارته إلى الملوك وإلى كل جبار يدعوهم إلى الإسلام؛ ففي الصحيحين أنه كتب إلى هرقل كتاباً، وأعطاه دحية بن خليفة الكلبي وأرسله به إلى ملك بني غسان ليوصله إلى قيصر، وهذا الكتاب فيه: " من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، أسلم تسلم؛ يؤتك الله أجرك مرتين؛ فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين، يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ[آل عمران:64] ".
وكتب إلى كسرى كتاباً أرسله إليه مع عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي ، وكتب إلى النجاشي كتاباً كذلك، وفي حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كل جبار يدعوهم إلى الإسلام، وما زال بعض كتبه موجوداً إلى اليوم في كتابه إلى المنذر بن ساوى وهو سيد البحرين وملك البحرين، والكتاب ما زال وهو بخط علي بن أبي طالب ، وما زال في جلد غزال في تركيا إلى الآن، وقد كتب فيه نذارته للمنذر بن ساوى فأسلم وحفظ هذا الكتاب ووصل إلى خلفاء بني العباس فحفظوه حتى وصل إلى خلفاء بني عثمان وهو موجود في إسطنبول الآن.
وبعد ذلك اتخذ الخلفاء ما يسمى خيل البريد للاتصال السريع، وأول من رتبها عبد الملك بن مروان ، فكان الكتاب تجري به الفرس، أو عدد من الخيول مسافة معينة فتستلمه خيل مستريحة كانت تنتظره، فتنقله إلى خيل أخرى مستريحة، وكل مسافة محددة بالأمتار، وكانوا يسمون ذلك بريداً، والبريد هو أربع غلوات للخيل، أربع سريات تستريح الفرس كل غلوة، والأربعة ضروب هي ثمانية وأربعون ميلاً وهي مسافة القصر عند كثير من الفقهاء.
وكانت هذه الخيل تستعمل في البداية بنقل ما خف من الأخبار والأوامر والتوجيهات، ولكنها فيما بعد استعملت لإحضار ما يحتاج إليه الخلفاء أيضاً؛ ففي قصة الواثق أمير المؤمنين العباسي، وهو تاسع خلفاء بني العباس؛ أنه أنشدته جاريته في الليل قول الشاعر:
أغنيم إن مصابكم رجلاً أهدى السلام تحية ظلم
فقال:
أغنيم إن مصابكم رجل، بالرفع، خبر إن.
فقالت: لا.
أغنيم إن مصابكم رجلاً، هكذا علمني شيخي أبو عثمان النازلي فأرسل خيل البريد، فأحضرت أبا عثمان النازلي من البصرة في نفس الليلة في وقت سريع، فسأله عن البيت فقال: يا أمير المؤمنين! ألا ترى أن البيت مغلق إلى قوله: ظلم، فظلم هنا خبر وإن ورجلاً مفعول ومصابكم هي مصدر يصيب.
فكانت تستعمل خيل البريد للاتصال السريع وللإنذار، وقد أعد سيف الدولة الحمداني خيولاً لإخباره عن مكايد الروم وحملات الصليبيين، فكانت الحملة إذا تحركت من ألمانيا، من مدينة آسم أو آخم يصل الخبر إلى سيف الدولة في نفس اليوم؛ ولذلك قال فيه أبو الطيب المتنبي :
في قصيدته التي مطلعها:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي وللحب ما لم يبق مني وما بقي
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه ولكن من يبصر جفونك يعشق
وبين الرضا والقرب والسخط والنوى مجال لدمع المقلة المترقرق
يقول فيها:
رأى ملك الروم ارتياحك للندى فأقام مقام المجتدي المتملق
وكاتب من أرض بعيد مرامها قريب على خيل حواليك سبق
وقد سار منها كل سير رسوله فما سار إلا فوق هام مفلق
وفي العصر الحديث احتيج إلى تطور أكثر؛ لأن الاتصال لم يعد بالفاعلية الكافية، وصار الزمان أسرع من المهام وحاجات الناس أسرع، والوسائل اختلفت فاحتيج إلى اكتشاف جديد فاكتشف التلغراف وهو أول الوسائل الحديثة اكتشافاً، وطريقته ربط كابل طويل يصل بين مدينة وأخرى، ويحرك آلات فتؤثر في صفحة منشورة، وكل تـأثيره يقرؤه القارئ لأنه يعلم أنه رمز لحرف معين فيقرؤه ويفهمه، ولما حصلت قضية التلغراف بما أن شفرتها صعبة الفهم اختلف الفقهاء في إثبات الأهلة بها وإثبات الأحكام القضائية وغير ذلك والكتب فيها، وعدد من العلماء ألفوا فيها كتباً، فألف فيها الشيخ بخيت المطيعي كتاباً سماه " القول الحق في قضية البرق " أي: في إثباته أو قضية التلغراف الذي سماه البرق.
ثم بعد ذلك اكتشف التيار المجلفن وهو الذي يسمى الآن بالكهرباء، اكتشفه شاب إيطالي فاشل في الدراسة! ورأى التأثير عن بعد عن طريق الألياف، فكان ذلك سبباً لأول اتصال وأول هاتف اكتشف هو الذي اكتشفه، وهذا الهاتف قطع المحيط الأطلنطي، فكان الاتصال فيه بين من هو في الولايات المتحدة الأمريكية ومن هو في إيطاليا، وهذا الاتصال عن بعد إما أن يكون عن طريق الكابل على فكرة التلغراف أو أن يكون عن طريق الألياف.
ثم أخيراً اكتشف السليكون وهو مختصر لذلك كله فجاء بثورة المعلومات الحديثة، وجاء الكمبيوتر وأول ما اكتشف الكمبيوتر في ولاية سلفانيا في جامعة سلفانيا في أمريكا، لكنه كان مكلفاً كثيراً؛ فكان الكمبيوتر الواحد على قدر غرفة كبيرة، وهذا الاكتشاف كان له ما بعده في العلم الحديث؛ ولذلك اختلف الناس في تسميته، فمنهم من سماه الرتابة ومنهم من سماه المنظمة ومنهم من سماه العقل الإلكتروني، ومنهم من سماه الإنسان العاقل، ومنهم من سماه الحاسبة الكبرى أو الحاسوب، وهي أسماء كلها لمسمى واحد.
ومضت أجيال الكمبيوتر حتى وصلت إلى الجيل الخامس حيث استعمل السليكون واختصر الكمبيوتر وأصبح محمولاً، وإلى الآن ما زال التطور هائلاً في الاتصالات، وهذا الاتصال الآن بدايته ما كان منه عن طريق الكمبيوتر كان عن طريق الموديم بنقل الرسالة كطريقة الفاكس في داخل الجهاز؛ فتكون نسخة كاملة منها ليس فيها أي تحريف ولا أي تبديل، وفيها الختم وفيها التوقيع منقولة عن طريق اسكانر، فتصل عن طريق الموديم.
واستعمل عدد من الوسائل الأخرى أوثقها التلكس؛ لأن التلكس تخرج مخرجها في نسختين، نسخة مكتوبة على الجهاز ونسخة في الشريط المثقب، وكل تثقيب هو علامة على حرف معين، وأيضاً لا تفتح حتى تعرف شفرة الشخص المتصل وحتى تعرف بنفسها بعد ذلك، فهي أوثق وسائل الاتصال، وأقلها ثقة الهاتف لسهولة تقليد الأصوات، والفاكس لسهولة التزوير في المستندات التي ترسل عن طريق الفاكس وبالأخص إذا كان فيه عدم وضوح في الخط.
كان جهاز الاستخبارات المركزي الأمريكي حريصاً على السبق في مجال الاتصال، فأنشأ شبكة سماها شبكة العنكبوت، وهي منطلقة من فكرة العولمة التي ترى أن العالم جميعاً قرية واحدة، وأنه ينبغي أن ينطبع بدين واحد وحضارة واحدة وخلق واحد ولباس واحد وزي واحد وطعام واحد ومناهج دراسية واحدة؛ فيكون العالم جميعاً قرية واحدة، وهذه الفكرة على أساسها أنشـأ كثير من المؤسسات الجديدة منها النظام العالمي الجديد، ومنها توحيد المناهج الذي تسعى له اليونيسكو، ومنها كذلك توحيد الدين الذي تسعى له منظمة دولية اسمها "لنترفيد" بمعنى: الدين العالمي.
وهذه الشبكة جعلت فيها حشداً كبيراً من معلوماتها فسهل البحث فيها؛ لأنه إما بالماسح الضوئي وإما عن طريق التتبع بكتابة المطلوب والمطلوب لبحثه أوجه متعددة إما أن يكون ببحث الجذر، جذر الكلمة أو لبحث الاشتقاق وكل ما يتعلق به أو البحث مع التشكيل أو البحث دون تشكيل أو البحث المتشعب أو البحث حتى في المعنى، وكانت البداية بالحروف الإنجليزية لأنها الأشهر دولياً، وفي الأخير دخل الحرف العربي، وأول من أدخل ذلك مؤسسة صخر وقد تكلفت في ذلك مبالغ كبيرة فأدخلت العربي إلى عالم الغربي وثم إلى عالم الإنترنت.
لقد قرر جهاز الاستخبارات المركزي الأمريكي تعميم هذه الشبكة ليستفيدوا من معلومات العالم، وبالأخص فيما يتعلق بتذاكر السفر وما يتعلق بالحوالات البنكية والأرصدة وما يتعلق بالنشاط التجاري والبوليصات، بوليصات النقل والشحن، وما يتعلق بمعلومات الأفراد وتغطياتهم؛ فكان هذا هو المحظور الأول من محظورات الإنترنت؛ أنها أولاً جهاز مملوك لجهاز الاستخبارات المركزي الأمريكي، وأن هذه المعلومات هم يستفيدون منها أكثر ممن سواهم، وأن لديهم وسائل للبحث السريع والتقصي لكل ما فيها.
المحظور الثاني أو السلبية الثانية لهذا الجهاز: أنه مضيعة للوقت؛ فالناس ينشغلون به وتتفتح لهم الأبواب وتتشعب عليهم الشعب، فالذي تعود عليه يكون لديه إدمان كالإدمان على المخدرات أو الإدمان على متابعة القنوات الفضائية ونحو ذلك؛ فينشغل به حتى يضيع وقته.
السلبية الثالثة: أن هذه الشبكة أيضاً استغلت استغلالاً سيئاً فنشر عليها أنواع الفساد؛ فعليها كثير من المواقع الإباحية التي لا تحصى ولا تعد، وكذلك كل الأفكار الهدامة التي كان يمكن حصارها أو فلترتها؛ لم يعد ذلك ممكناً بوجود هذه الشبكة.
وكذلك من أضرارها ومشكلاتها الكبرى الوصل بين أجناس الناس؛ فكثير من البشر إذا فتحت لهم أبواب الاتصال يستغلون ذلك استغلالاً سيئاً؛ لأن لهم شهوات وأغراضاً شيطانية فيتبعونها.
ولهذه الشبكة فوائد وإيجابيات، أهمها سهولة البحث واختصار الوقت؛ فأنت إذا طلبت تخريج أي حديث فبدلاً من أن تسهر الليالي ذوات العدد وأنت تبحث عنه في صفحات الكتب، فبمجرد إدخاله يمكن أن تبحث عنه بطرف الحديث أو براويه أو بكلمة منه أياً كانت تلك الكلمة، وكذلك البحث في تفسير القرآن وكذلك البحث في العلوم الحديثة كلها؛ فكل المقررات العلمية موجودة على الشبكة، وأكثر المؤلفات المطبوعة اليوم موجودة على الشبكة أيضاً، وكثير من الأبحاث التي لم تنشر بعد على الورق هي موجودة الشبكة؛ فكانت الفائدة منها من هذا الوجه كبيرة.
أما الإيجابية الكبرى فهي ما حصل من استغلالها بالمواقع الإسلامية المعرفة بالإسلام بمختلف لغات العالم، ومنها مواقع كبرى يتبع لها عدد من المواقع، وهذه المواقع منها ما يتابع حياة الناس بالفتاوي الوقتية، وترون من هذه المواقع الكبرى مثلاً "إسلام أون لاين" و " إسلام تودي " أي: الإسلام اليوم، و "شبكة الإسلام ويب" أي الشبكة الإسلامية، وغيرها من المواقع الكبرى التي فيها فتاوي متابعة لحياة الناس وأوقاتهم.
وهذه الفتاوي ما كان منها متكرراً مباشرة يبرمجه الجهاز، فإذا جاء نفس السؤال الذي سبق يعيد الجهاز بذاته عن طريق الشبكة نفس الجواب، وإذا كان سؤالاً جديداً يضاف جوابه مع المشايخ المتخصصين المهتمين بهذا.
وكذلك من فوائد الإنترنت: أن كثيراً من الأمور التي كانت محظورة، والنظام العالمي الجديد لا يرغب في نشرها ولا الاطلاع عليها، من اضطهاد الشعوب ومضايقتهم والإهانات والتعدي على حقوق الإنسان كشفتها هذه الشبكة؛ فأنتم اليوم تعرفون تفاصيل السجون الأمريكية السرية والسجن الذي في إيطاليا والسجون الأخرى، وهي مكشوفة عن طريق الشبكة، ولا يسمح بنشرها في وسائل الإعلام ولا في غيرها؛ فكان الاتصال بها عن طريق الشبكة اتصالاً فعالاً مفيداً.
وكذلك من الإيجابيات: أن الشبكة يمكن أن تستغل عصاً في وجه الاستبداد؛ فالحكام المستبدون الذين يضطهدون شعوبهم كانت الشعوب لا تجد وسيلة للتعبير، إذا خرجت في مظاهرات قمعت وإذا رفعت اللافتات ضربت، فما لها وسيلة للتعبير؛ لأن وسائل الإعلام تملكها المؤسسة الرسمية؛ فوجدت هذه القناة وسيلة للتعبير ولنشر الأفكار التي يريدونها وبيان ما يحتاجون إلى بيانه بسهولة لا يحتاج معها إلى تعب ولا إلى بذل مال.
وكذلك من فوائد هذه الشبكة: أنها أيضاً سهلة الاتصال عن طريق الهاتف، فقد كان مكلفاً جداً وبالأخص بين بعض المناطق النائية، فتبلغ تكلفة الاتصال عبر القمر الصناعي في الجو مثلاً عشرة دولارات لكل دقيقة، وهكذا، تكاليف باهظة، لكن إذا كان الاتصال عن طريق الإنترنت فإنه يكون رخيصاً جداً لا يكلف نصف دولار واحد.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لكل خير وأن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وأن يهدينا للصواب والسداد، وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم.
السؤال: كيف يمكن للمسلم أن يقوي يقينه بالله تعالى؟
الجواب: على المسلم أن يقوي صلته بالله تعالى، ويجب عليه تقوية إيمانه والسعي لزيادة هذا الإيمان دائماً، فالإيمان قابل للزيادة والنقصان، ويزداد بالازدياد من الطاعات وينقص بالمعاصي، فيجب على الإنسان أن يزيد إيمانه دائماً وأن يحرص على قربه من الله جل وعلا فالله يتقرب إلى من تقرب إليه، وقد ثبت في الحديث القدسي الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )ن يأن
؛ فإذا عرف الإنسان أن تفاضل أهل الإيمان فيه كبير فهم درجات عند الله، وأن أهل الآخرة درجاتهم متفاوتة كما قال الله تعالى: وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا[الإسراء:21] فإن كان من ذوي الهمم العالية فإنه سيحرص على زيادة إيمانه وصلته بالله سبحانه وتعالى بزيادة الطاعات وزيادة قراءة القرآن والذكر والكينونة مع الله تعالى في كل ما قال.
السؤال: أريد منكم اقتراح أدوات لتقوية الهمة والعزيمة والطموح.
الجواب: هذا مما يجب على الإنسان أن يحرص عليه؛ فالإنسان قيمته إنما هي همته، فمن كانت قيمته مجرد جمع الأرزاق الدنيوية فإن ذلك تحسنه الفأرة والنملة، وهو شريك للفأرة والنملة في معاشهما، ومن كانت همته الفردوس الأعلى من الجنة فإنه سيتعب جسمه في الوصول إلى ما تعلق به، ومعالي الأمور لا تنال إلا بالهمم العالية؛ ولذلك يقول السيوطي رحمه الله:
ومن تكون نفسه أبية يطمح للمراتب العلية
رجا فطاف فأصاخ فأحب مأموره وما نهى عنه اجتنب
فحبه الله فكان عقله وسمعه ويده ورجله
واعتده من أولياه إن دعاه أجابه أو استعاذه أعاذه
أما الذي همته دنية فلا مبالاة له سنية
ففوق جهل الجاهلين يجهل وتحت سبل المارقين يدخل
فخذ صلاحاً بعد أو فسادا وشقوة ترديك أو إسعادا
وقرباً أو بعداً وسخطا أو رضى وجنة الفردوس أو نار لظى
السؤال: هل تطور التكنولوجيا يواكب المتطلبات الأخلاقية؟
الجواب: تطور التكنولوجيا هو نتاج الحاجة؛ فحاجة البشرية هي التي تؤدي إلى التطور التكنولوجي وهي التي تؤدي إلى الاختراعات، فالاختراع هو وليد الحاجة، وما ذكرناه من الاكتشافات والتطور الهائل في الاتصالات كله ناشئ عن حاجة البشر إلى وسائل اتصال ملائمة للسرعة وفعالة في الوصول في الوقت المناسب.
وما يتعلق بالجانب الخلقي ينبغي أن تبنى عليه التصرفات كلها، وهذا ما لم يتقيد به العلم الحديث ومع الأسف، فاليوم تسمعون عن الاستنساخ البشري وحتى الاستنساخ للحيوان قبله، وتسمعون عن كثير من الأمور التي هي منافية للأخلاق، ويهتم بها العلم الحديث، وتنفق في سبيلها الأموال الطائلة في الدراسات وهي منافية للأخلاق البشرية والقيم الإنسانية، والاتصال يدخل فيه هذا القبيل في الغرف، غرف المحادثة في الإنترنت كثيراً ما يكون المقصد بها مقصداً خبيثاً لإغواء النفوس واتباع الهوى، وكذلك ما يبث عليها من الأفلام والكتب التي كثير منها يقصد بها الإغواء والإضلال، وهو مناف للأخلاق والقيم والدين.
السؤال: هل على من حلف أن يفعل حراماً وفعله الكفارة أم لا؟
الجواب: لا، ليست عليه كفارة، لكن عليه أن يتوب إلى الله وأن يستغفر مما فعل؛ فإن هذا الأمر عظيم حين يقسم بالله على أن يخالف أمره وأن يعصي منهجه، كذلك مخالفته عظيمة مغلظة؛ فيجب عليه أن يتوب وأن يتبع الحسنة السيئة لعل الله يعفو عنه ذلك.
السؤال: مسافر يريد السفر بمسافة مائة وخمسين كيلو متراً، مع العلم أنه سوف يقضي أربعة أيام في المدينة وثلاثة أيام في مدينة أخرى، هل يقصر طيلة السفر أم لا؟
الجواب: في أثناء السفر بين المدن يقصر قطعاً، وفي المدينة التي نوى أن يستقر فيها أربعة أيام كاملة؛ يتم، وفي المدينة التي نوى فيها ثلاثة أيام فقط يقصر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يقيم المهاجر بعد قضاء نسكه بمكة ثلاثاً )، فأجاز للمهاجرين الإقامة بمكة ثلاثة أيام بعد قضاء النسك، فدل ذلك على أن ثلاثة أيام لا تقطع حكم السفر؛ بأنهم لا يحل لهم الاستقرار بمكة بعد أن باعوها لله وهاجروا له.
السؤال: ما هي أفضل وسيلة للقضاء على انتشار المواقع الإباحية، ألا يجب على الدولة أن تراقب ذلك وألا تسمح به؟
الجواب: إن المراقبة على الشبكة غير فعالة مطلقاً؛ فالتكاليف المادية الكبيرة جداً التي تنفق في التشويش على بعض المواقع وحجبها ليست تساوي قيمة ذلك؛ لأن المواقع يمكن أن تتعدد، فإذا حجب هذا الموقع يمكن أن ينجب في نفس الوقت عشرة مواقع أو أكثر؛ فلذلك ليست المراقبة فعالة، وإنما الحل في ذلك هو مكاثرة أهل الشر بالخير؛ فإذا ازداد الالتزام في الناس بين الشباب والشابات وانتشرت الدعوة والتربية الصالحة بينهم فإن هذه المواقع سيقل روادها تبعاً لذلك، وإذا انتشر الفساد وعلا شأنه فإن هذه المواقع سيزداد فعلها وتأثيرها في المجتمع.
فإذاً مجرد الرقابة ليست فعالة في حجب المواقع والتشويش عليها؛ ولذلك تجدون الآن أن كثيراً من المواقع التي شوش عليها ازداد الطلب عليها وازدادت الرغبة فيها، والبشر من طبعهم أن كل ممنوع مرغوب، وكل ما منعوه، يرغبون فيه.
فلذلك الأفضل أن نعتني بتربية أنفسنا وبإلزامها بمنهج الله وبالالتزام بالحق، فيكون ذلك كافياً لنا عن إنفاق أموال باهظة على التشويش على موقع واحد أو موقعين، ولا نستطيع التشويش على آلاف المواقع في وقت واحد، مع أنه في أيام الحرب على غزة كان عدد من القراصنة في المغرب وفي اليمن وفي السعودية سطوا على مواقع صهيونية فدمروا عدد كبيراً منها أكثر من ألف وسبعمائة موقع. وهذا لا يضر فيهم ضرراً مادياً لكن ضرره المعنوي موجود؛ لأن هذه المواقع أغلبها مشفر ومحفوظ بكثير من الاحتياطات، ومع ذلك استطاع هؤلاء الشباب أن يفكوا الشفرة، وأن يدخلوا هذه المواقع ويحطموها من الداخل.
السؤال: ما هي مسئولية شركات الاتصال وموفرو الخدمة؟
الجواب: المسئولية جسيمة، فيجب على شركات الاتصال ألا توفر الاتصال بتلك المواقع الخبيثة، ويجب على موفر الخدمة كذلك أن يمنع من يستغلها في مكانه وفي مقهاه وأن يمنعه من ذلك؛ لأن هذا هو من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ[المائدة:2].
السؤال: هل يجوز لمن كان يقوم الليل في زمن الدراسة أن يراجع العلم ويترك قيام الليل في المسجد مع أنه يجد الوساوس عندما يفعل ذلك؟
الجواب: عبد الله بن عمر روى في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ( يا عبد الله ! لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل )؛ فمن كان يقوم من الليل فليحافظ على قيامه فإن ذلك خيراً له، وإذا كان الإنسان يستغل وقتاً ما للمذاكرة والمراجعة فذلك الوقت أيضاً لا بد أن يخلص فيه النية حتى يكون تعبداً لله سبحانه وتعالى؛ فدراستكم هذه إذا أحسنتم فيها النية كانت جهاداً في سبيل الله، وكان الإنسان مأجوراً فيها كما يؤجر في الجهاد وكما يؤجر في طلب العلم الشرعي.
السؤال: من لم يجود الفاتحة في الصلاة؛ هل صلاته صحيحة مع العلم أنه يعرف تجويدها؟
الجواب: إذا لحن لحناً جلياً مغيراً المعنى؛ فإن صلاته باطلة، وإذا لحن لحناً دون ذلك كفك المدغم ونحو ذلك؛ فصلاته صحيحة ولكن أجره ناقص؛ لأن الله أمر بترتيل القرآن؛ قال: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا[المزمل:4]، قال: وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا[الفرقان:32].
السؤال: هذا السؤال: هل خدمة (فوني) أحلال أم حرام؟
الجواب: أن المعقود عليه لا بد أن يكون معلوماً ولا يحل العقد على المجهول؛ لأنه من الغرر، والمجهول منه الخدمة التي لم تحدد بوحدات اتصال، فالخدمة إنما تباع على أساس وحدات الاتصال المحددة، المتعارف عليها؛ فإذا دفع الإنسان مبلغاً محدداً على أن يتصل لمدة يومين أو أسبوع أو خمسة أيام، ما شاء من الاتصالات؛ فالمعقود عليه هنا مجهول، والعقد إذا كان على مجهول فهو غرر محرم وهو داخل في المزابنة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والشركات التي تفعل ذلك إنما تهتم فيه بأهل الميسر والقمار؛ فهم يرون أنهم سيربحون لأنه سيجلب لهم كثيراً من العملاء، ولن يستغل العملاء المساحة المحددة جميعاً، وبالأخص أنكم تجدون أنه إذا نزل برنامج من هذه البرامج فتحصل زحمة شديدة على الخطوط؛ فهذه الزحمة تضيع من الإنسان وقته وهو يريد الاتصال وقد اشترطوا الاتصال؛ فلا يتمكنون.
والإنسان يظن أيضاً أنه هو الرابح لأنه يظن أنه سيتمكن من كل اتصالاته بهذا الزمن الزهيد؛ فلذلك يكون هذا من الميسر والقمار.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر