إسلام ويب

الربا أنواعه ومخاطرهللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد شرع الله لعباده شرائع يتعاملون بها معه كالعبادات، وشرائع يتعاملون بها فيما بينهم؛ ومن ذلك البيع والشراء، وذكر لحله شروطاً لما فيه منافع الناس، وحرم الربا لما فيه من فساد العلاقة بينهم، كالمخادعة والهلع والطمع، ولما فيه من مفاسد في التعامل مع الله والتعامل مع الناس في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكل مناحي الحياة.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فإن الله سبحانه وتعالى هو الحي القيوم، قيام السموات والأرض، خلق هذه الأرض للبشر، وسخر لهم ما فيها من أرزاق، وقسمها بينهم على حسب حكمته، لا على حسب هواهم؛ فقال سبحانه وتعالى: وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ [النحل:71]؛ فجعل من الناس من يستطيع الإنتاج، ولديه قوة عقلية وبدنية لذلك، ومن لا يمتلك تلك القوة نهائياً، ومن لديه قوة جزئية تمكنه من إنتاج جزء يكفيه، لا إنتاج كل حاجته، فجعل الذين ينتجون أكثر من حاجاتهم يغطون جزءاً مشلولاً من البشرية، والذين ينتجون قدر حاجاتهم فقط أو أقل منها يشاركون في عملية الإنتاج، وما ذلك إلا ليقع التكامل، والترابط بين البشر؛ لأن الله سبحانه وتعالى ارتضى للبشرية الأخوة والتعاون والتكامل؛ فخلقهم من نفس واحدة، وكان بإمكانه أن يخلق مليون آدم، وأن يجعل البشر من سلالات شتى، ولكنه شاء بحكمته البالغة أن يردهم إلى سلالة واحدة، وأن يتحقق بينهم كل ما يقتضي ألفتهم وتعاونهم؛ ولهذا شرع لهم ما ينظم علاقاتهم فيما بينهم، ويحميهم من الخلافات المدمرة لهذه العلاقات.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088546374

    عدد مرات الحفظ

    777246590