إسلام ويب

خطر التنصيرللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن شريعتنا الإسلامية خير شريعة أنزلت، وهي ناسخة لكل شريعة، وهي مما خصت به هذه الأمة فسادت الأمم كلها، وكانت هي الحاكمة لها، ولكن عندما تركناها ونفرنا من شريعتنا جاء أصحاب الشرائع المحرفة، وبدءوا ينشرون دينهم النصراني المحرف، ويعملون جاهدين من أجله، فيجب على كل عالم وطالب علم ومسلم مواجهة التنصير وخطره على المسلمين.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فإن الله سبحانه وتعالى قد ارتضى هذا الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم للبشرية، وهو الدين عنده سبحانه وتعالى وحده، فكل الأديان السابقة التي أنزلها الله إنما كانت لمرحلة محددة لا تتجاوزها، وفي علم الله أن البشرية ستتعدى ذلك الطور الذي يصلح له ذلك الدين، حتى إذا خاضت البشرية كل أطوارها، وأكملت كل تجربتها، أنزل الله إليها هذا الدين الحق الذي اختار له محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً، واختار له هذا القرآن كتاباً، وخصه من بين سائر الشرائع بكثير من الخصائص، منها صلاحيته المستمرة للتطبيق في كل زمان ومكان، ومنها كذلك عصمته وحفظه.

    أما الحفظ فحفظ لأدلته، فأدلة هذا الدين الخاتم محفوظة كتاباً وسنة تعهد الله بحفظ الذكر في محكم كتابه فقال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]، وحفظ الذكر يقتضي حفظ القرآن والسنة.

    ومنها كذلك: العصمة، والمقصود بها عصمة أمة الإجابة الذين صدقوا هذا الرسول صلى الله عليه وسلم واتبعوه، وهي عصمة في الجملة، أي: أنهم لا يتفقون على ضلالة، ولا يمكن أن تجتمع قلوبهم جميعاً على ما لا يرضي الله عز وجل.

    أما الديانات السابقة فليست كتبها وشرائعها محفوظة بما حفظ الله به القرآن، بل قد وكل الله حفظها إلى الأمم، وعندما ينتهي صلاحية تلك الديانات يبدأ فيها التحريف والتغيير حتى تنسخ وتبدل بالكلية.

    وكذلك فإن إجماعهم ليس معصوماً، بل لا إجماع لهم أصلاً، ولا يمكن أن يتفق أحبارهم ورهبانهم على أمر واحد، بل لا بد أن تبقى قلوبهم متباينة مختلفة.

    كذلك فإن حفظ الله سبحانه وتعالى لهذا الدين متجدد في كل مائة سنة يبعث الله سبحانه وتعالى من يجدد أمر دينه لحفظه سبحانه وتعالى للدين، وهؤلاء الذين يبعثهم الله لتجديد ملة النبي صلى الله عليه وسلم ليسوا فقط من العلماء، بل يدخل فيهم كذلك المجاهدون في سبيل الله، والداعون إلى سبيله، والحاكمون بالقسط، والمعلون لكلمة الله، والناصحون الذين لا يخافون لومة لائم، كل أولئك يجتمعون على تجديد دين الله عز وجل، فيكون سعيهم جميعا تجديداً للدين، ولا يمكن أن ينحصر ذلك في جهود أفراد محصورين أو عدد يسير من العلماء، أو من الحكام أو من غيرهم، بل لا بد أن تكون الجهود في ذلك منسقة متفقة؛ لأن تجديد دين الله عز وجل لو كان يمكن أن يقوم به فرد بعد النبي صلى الله عليه وسلم لم تختم الرسالة أصلاً، فختم الرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم دليل على أن الدين لا يمكن أن يجدده بعده فرد، بل لا بد أن يجتمع على تجديده المعتنون بأمر الدين من هذه الأمة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088797407

    عدد مرات الحفظ

    779102710