إسلام ويب

كيف نلتزم بالإسلامللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • جعل الله رسالة الإسلام خاتمة الرسالات، وجعل لها أركاناً يتميز بها من أقامها من غيره، ومنها الشهادتان ولها مقامات ومقتضيات، فمن خالف مقتضياتها صار خارجاً عن الإسلام بكفر أو نفاق، فيجب على الإنسان أن يحذر ذلك، وأن يعمل على التوبة، ومراقبة الحركات والسكنات باستمرار، مستعيناً بما يثبته على ذلك من لجوء إلى الله ومحاسبة وغير ذلك.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فإن الله سبحانه وتعالى بعث الرسول صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل واقتراب من الساعة وجهالة من الناس فجاء بهذه الملة السمحة التي كان كل الأديان إعداداً لها، مصدقاً لما بين يديه من الحق ومهيمناً عليه وكان دينه ناسخاً لجميع الأديان التي قبله، وقد جاء صلى الله عليه وسلم بالدين الحق من عند الله فقد قال الله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ[آل عمران:19]، وقال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[آل عمران:85].

    وهذا الدين الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله صدقته المعجزات الظاهرة الباهرة، التي لا تدع مجالاً للشك، فقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأمة الأمية التي لا تحسب ولا تكتب؛ فجاء بهذا القرآن الذي تضمن علم الأولين والآخرين، وتضمن كل ما يحتاج الناس إليه إلى قيام الساعة، وقد تعهد بحفظه، وتولى ذلك بنفسه، فقال فيه: لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ[فصلت:42]، وبين أنه تبيان لكل ما يحتاج الناس إليه فقال: تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ[النحل:89]، وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبينه للناس فقال: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ[النحل:44] وقد بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنته القولية والفعلية، ولا يرضى الله سبحانه وتعالى لعباده إلا التمسك بما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم فقد قامت الحجة به على الناس جميعاً؛ فلا يستطيع أحد منهم أن يقول: مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ[المائدة:19]، فكلهم مجبرون بعد ثبوت الحجة وإقامتها على الاطمئنان بصدق هذا الرسول الكريم وبصدق ما جاء به من عند الله.

    ثم بعد ذلك الاتباع الذي هو فائدة القناعة؛ فإن الله سبحانه وتعالى بنى هذا الدين على أركان الإسلام التي هي الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ثم إقام الصلاة، ثم إيتاء الزكاة، ثم صيام رمضان، ثم حج البيت، وبعد ذلك اجتناب النواهي الكبرى التي حذر الله منها ورتب عليها حدوداً في الدنيا وعقوبة في الآخرة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088586123

    عدد مرات الحفظ

    777507716