إسلام ويب

كيف ننصر الله ورسولهللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الله عز وجل قد خلق الإنسان لعبادته، وعبادته تكون باتباع شريعته، فمن اتبع هذه الشريعة فإن من واجبه نحوها أن ينصرها، وأن يدعو إليها، وألا يخاف ولا يتعذر في سبيل نصرة الحق، والوقوف مع أهل الحق

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، ومن استن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فأحمد الله سبحانه وتعالى على إتاحة هذه الفرصة مرة أخرى للقاء بهذه الوجوه الخيرة النيرة، التي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها جميعاً من الوجوه الناضرة الناظرة إلى وجه الله الكريم، وأحمده سبحانه وتعالى كذلك على إتاحة الرجوع إلى هذا المكان المبارك الطيب، الذي نحن فيه بقلوبنا أينما كنا وحيثما كنا، ونعلم كذلك أن أهله يعتقدون أننا معهم في كل الأوقات وفي كل الظروف، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة.

    لا شك أن من أولى الموضوعات بالحديث مناقشة موضوع التكليف الذي من أجله خلق هذا البشر، فالله سبحانه وتعالى غني عن عباده ولو شاء ما خلقهم، وهو سبحانه وتعالى الغني الحميد، وكل صفات ذاته وما اتصف به من الكمال والجلال والجمال كان متصفاً به قبل أن يخلق خلقه، وعندما خلقهم فإنه لم يعطل خلقهم عن حكمة، وإنما خلقهم من أجل حكمة بالغة، وهذه الحكمة ما يختص منها بخلق الإنسان ينقسم إلى قسمين:

    إلى حكمة مختصة بهذا الجنس البشري، وهي حكمة الاستخلاف في الأرض، وقد أخبر الله بها ملائكته وآدم منجدل في طينته؛ فقال: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً[البقرة:30].

    وإلى حكمة تجمع هذا الجنس البشري والجن كذلك وهي حكمة العبادة؛ فقد قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[الذاريات:56]، وعلى هذا فكل واحد منا مخلوق لوظيفتين:

    الوظيفة الأولى هي: الاستخلاف في الأرض ونصرة الحق وإعلاء كلمة الله، والسعي لتمكين دين الله سبحانه وتعالى في هذه الأرض.

    والحكمة الثانية هي: العبادة لله جل جلاله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088782835

    عدد مرات الحفظ

    778998509