إسلام ويب

شرح أحاديث مختارة من كتاب التجريد الصريح [1]للشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تنقسم الطهارة إلى قسمين: طهارة حدث، وطهارة خبث، وطهارة الحدث هي: إزالة المنع المرتب على الأعضاء، وطهارة الخبث هي: إزالة النجاسة عن موضعها، وطهارة الحدث تنقسم إلى: مائية، وترابية؛ فالمائية مثل: الغسل، والوضوء، والترابية هي: التيمم، والطهارة المائية تنقسم إلى قسمين: كبرى وصغرى، فالكبرى هي: الغسل، والصغرى هي: الوضوء.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أما بعد:

    فأذكر نفسي وإخواني بإخلاص النية لله سبحانه وتعالى في بداية الطلب، وأذكر كذلك بأدب طالب الحديث بالخصوص؛ فهو متميز عن غيره من الطلبة، والكتاب الذي اختير لهذه الدورة هو "التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح" للإمام زين الدين الزبيدي رحمة الله عليه، واختصار الحديث مصطلح معروف لدى القدماء، وهو حذف بعض متنه، بأن يقتصر المخرج له على الجزء الذي يستشهد به على الفصل الذي يريده، وهو كثير في صحيح البخاري، فكثيرًا ما يختصر البخاري بعض الأحاديث؛ أي: يحذف بعضها، سواء كان الاختصار من وسط الحديث أو من أوله أو من آخره، ومن أمثلة ذلك: أول حديث أورده البخاري في الصحيح، فقد قال فيه: (حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: أخبرنا سفيان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، أنه أخبره أن محمد بن إبراهيم التيمي أخبره أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) ) فهذا الحديث اختصره البخاري من الوسط، فحذف منه جملة وهي: (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله).

    لكن هذا النوع من الاختصار الذي بين أيدينا ليس مثل هذا النوع، فليس اختصارًا في المتن، وإنما هو اختصار في الإسناد وحذف للمكررات والمعلقات، وهو طريقة لدى المتأخرين، يحتاج إليها عندما تقاصرت الهمم بالناس وضعف الحفظ فيهم، فكثير من الناس لا يحفظون الأسانيد، ويشق عليهم حفظها وسردها، مع أن الإسناد من خصائص هذه الأمة، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، والإسناد نسب الحديث كما قال أحمد بن حنبل، وأهل الحديث يقولون: (كفى بالرجل شرفًا أن يكون اسمه أدنى سلسلة أسماها اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ومع ذلك عندما تقاصرت الهمم وضعفت احتاج الناس إلى الاختصار، فحذفوا المكررات، مع ما فيها من الفوائد؛ لأن فيها أطرافًا قد يشرح بها المقصود، مثل ما ذكر البخاري في كتاب العلم، عقد بابًا لامتحان المحدث طلبته، فأورد فيه حديث مجاهد، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتي بجمار نخل، فقال: (إن من الشجر شجرة مثلها مثل المؤمن لا يتحات ورقها، فأخبروني ما هي؟)، ثم أورد الحديث في باب آخر، وهو باب: قول المحدث حدثنا وأخبرنا واحد، وأورده برواية أخرى، وهو يشير إلى أن هذا الحديث جاء فيه في لفظ: (حدثوني ما هي؟)، وجاء فيه: (فأخبروني ما هي؟)، ومعناهما واحد؛ لأنهما وردتا في مكان واحد، ومن لم يعرف التكرار لم يفهم نكتة هذا الحديث؛ لأن البخاري لم يأت بموضع الاستشهاد منه؛ فلذلك يحتاج إلى مكررات، وهي كثيرة في صحيح البخاري، فصحيح البخاري- بإحصاء المتقدمين له- فيه أربعة آلاف حديث من غير المكررات، وإذا أضيف إليه المكررات وصلت سبعة آلاف حديث، كما قال العراقي في الألفية:

    أربعة آلاف والـمكرر فوق ثلاثة ألوفًا ذكروا

    في عد صحيح البخاري.

    وكذلك حذفوا الأسانيد؛ لصعوبة حفظها؛ ولأن الكتب قد تلقيت بالقبول، وبالأخص ما كان منها من الصحيحين وما يشبههما، فقد تلقاهما الناس بالقبول، فتجاوز كل ما فيهما القنطرة، أي حديث صح أنه في صحيح البخاري، أو في صحيح مسلم، فقد تجاوز القنطرة، ولم يعد الناس اليوم بحاجة إلى البحث في علله، أو أطرافه، أو ما يقع فيه في سنده أو في متنه.

    وهذا كان مُسلَّمًا لدى جيل المختصرين، وهم أهل القرن السادس والسابع، حتى جاء أهل بداية القرن الثامن وكان فيهم عدد من المحققين من أمثال الحافظ زين الدين العراقي، وتلميذه الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، وتلميذه الإمام السخاوي، وكذلك تلميذه الحافظ الديلمي، وتلميذه الحافظ زكريا الأنصاري أيضًا، فهؤلاء تعقبوا بعض الأمور، وبينوا بعض العلل فيما كان في الصحيحين، ثم جاء بعدهم المتأخرون فرجعوا إلى ما كان عليه المتقدمون في أيام الدارقطني عندما ألف كتاب "الإلزامات والتتبع"، وعندما ألف أيضًا الخطيب البغدادي كتاب "أوهام البخاري" رحمه الله تعالى، وهو أوهام الجمع والتفريق، وتلك الأوهام ليست في الصحيح، وإنما هي في التاريخ، لكن "الإلزامات والتتبع" تتعلق بالصحيح.

    وعمومًا فالذي عليه جمهور علماء الحديث أن ما كان في الصحيحين أو أحدهما فقد تجاوز القنطرة، لا يحتاج فيه اليوم إلى بحث؛ فلذلك اقتصر المختصرون على ذكر أطراف الحديث دون ذكر إسناد لها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088550091

    عدد مرات الحفظ

    777273233