إسلام ويب

شرح متن الرحبية [3]للشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من السنة في كل عمل مهم يقصد به وجه الله تعالى أن يستأنف بالدعاء، ومن المهم معرفة نشأة المذاهب، فالمذهب في الاصطلاح هو طريقة للتعامل مع النصوص ولم يكن موجوداً في العهد النبوي؛ لأن الدين مأخوذ من الوحي، ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد العهد وحصلت تغيرات بدأ التابعون بالتفكير والتقعيد لهذه المذاهب، واشتهرت منها المذاهب الأربعة، ومنها المذهب الشافعي الذي أخذ بقواعد الفرائض على قول زيد بن ثابت حيث شهد له النبي بذلك فقال: أفرضكم زيد.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

    قال المؤلف رحمه الله:

    ونسأل الله لنا الإعانه فيما توخينا من الإبانه

    عن مذهب الإمام زيد الفرضي إذ كان ذاك من أهم الغرض

    من السنة في كل عمل مهم يقصد به وجه الله تعالى أن يستأنف بالدعاء، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستأنف حجه، وعمرته، وأسفاره، وجهاده، بالدعاء؛ ولذلك جاء بالدعاء ثالثاً بعد حمد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، فسأل الله سبحانه وتعالى، فقال: ( ونسأل الله )، وكان مقتضى السياق أن يقول: وأسأل الله؛ لأنه مفرد، ولكنه يدعو باسمكم جميعاً، فأنتم مشاركون له في دعائه، ويريد إدخال غيره حتى لا يرد الدعاء، فالإنسان يرجو ويخاف، فيرجو لكرم الله جل جلاله، ويخاف لتقصيره هو في جنب الله، فيرجو استجابة الدعاء لكرم الله جل جلاله، ويخاف رده لتقصيره هو ونقصه، لكن إذا كان معه غيره وبالأخص إذا كانوا عدداً غير محصور، فإن ذلك مظنة للإجابة لأن يكون فيهم المجابون، وهذا السياق تبع فيه سياق الفاتحة، ففيه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، (إياك نعبد) فالفعل هنا مسند لضمير جميع العابدين بمن فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنبياء الله، وملائكته الكرام، وكل العابدين في السموات وفي الأرض، (وإياك نستعين) كذلك يشمل جميع المستعينين الداعين في السموات وفي الأرض، فلهذا قال: ( ونسأل الله ) عطفاً على ما مضى، نسأل الله، أي: نطلب منه الإعانة، ( لنا الإعانه ) معناه: أن يعطينا الإعانة، ( فيما توخينا من الإبانه )، معناه: على ما توخينا من الإبانة، أي: الإظهار ( عن مذهب الإمام زيد الفرضي ) معناه: أن يعيننا على إظهار ما توخينا، معناه: ما قصدنا إظهاره من مذهب زيد بن ثابت رضي الله عنه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088529504

    عدد مرات الحفظ

    777151991