الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال المصنف رحمه الله: [ أبواب الجهاد.
باب فضل الجهاد في سبيل الله.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن الفضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
ثم قال: والذي نفسي بيده، لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تخرج في سبيل الله أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة فيتبعوني، ولا تطيب أنفسهم فيتخلفون بعدي، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( المجاهد في سبيل الله مضمون على الله، إما أن يكفته إلى مغفرته ورحمته، وإما أن يرجعه بأجر وغنيمة. ومثل المجاهد في سبيل الله، كمثل الصائم القائم الذي لا يفتر، حتى يرجع ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب فضل الغدو والرواح في سبيل الله عز وجل.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و عبد الله بن سعيد قالا: حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( غدوة أو روحة في سبيل الله، خير من الدنيا وما فيها ).
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا زكريا بن منظور قال: حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( غدوة أو روحة في سبيل الله، خير من الدنيا وما فيها ).
حدثنا نصر بن علي ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: حدثنا حميد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لغدوة أو روحة في سبيل الله، خير من الدنيا وما فيها ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب من جهز غازياً.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة عن عمر بن الخطاب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من جهز غازياً في سبيل الله حتى يستقل، كان له مثل أجره، حتى يموت أو يرجع ).
حدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا عبدة بن سليمان عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من جهز غازياً في سبيل الله كان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجر الغازي شيء ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب فضل النفقة في سبيل الله تعالى.
حدثنا عمران بن موسى الليثي قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على فرس في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله ) ].
ولفضل النفقة في سبيل الله قدمها الله جل وعلا على القتال بالنفس, فالجهاد بالنفس والجهاد بالمال ذكره الله عز وجل في كتابه العظيم, فما من موضع ذكر الله عز وجل النفقة أو الجهاد في سبيل الله, إلا وقدمها على الجهاد بالنفس إلا في موضع واحد، وذلك لفضل الجهاد بالمال، وأن الجهاد بالنفس يقوم به فرد, وأما الجهاد بالمال فالإنسان يقيم نفسه ويقيم غيره، ولهذا عظمت منزلته عند الله سبحانه وتعالى.
قال: [ حدثنا هارون بن عبد الله الحمال قال: حدثنا ابن أبي فديك عن الخليل بن عبد الله عن الحسن عن علي بن أبي طالب وأبي الدرداء وأبي هريرة وأبي أمامة الباهلي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وجابر بن عبد الله وعمران بن الحصين كلهم يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من أرسل بنفقة في سبيل الله وأقام في بيته، فله بكل درهم سبعمائة درهم، ومن غزا بنفسه في سبيل الله، وأنفق في وجهه ذلك، فله بكل درهم سبعمائة ألف درهم, ثم تلا هذه الآية: وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة:261] ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب التغليظ في ترك الجهاد.
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من لم يغز أو يجهز غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخير، أصابه الله سبحانه بقارعة قبل يوم القيامة ).
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا أبو رافع- هو إسماعيل بن رافع- عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لقي الله وليس له أثر في سبيل الله، لقي الله وفيه ثلمة ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب من حبسه العذر عن الجهاد.
حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن أنس بن مالك قال: ( لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك فدنا من المدينة، قال: إن بالمدينة لقوماً ما سرتم من مسير، ولا قطعتم وادياً، إلا كانوا معكم فيه, قالوا: يا رسول الله! وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة، حبسهم العذر ).
حدثنا أحمد بن سنان قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن بالمدينة رجالاً، ما قطعتم وادياً، ولا سلكتم طريقاً، إلا شركوكم في الأجر، حبسهم العذر ).
قال أبو عبد الله بن ماجه: أو كما قال، كتبته لفظاً ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب فضل الرباط في سبيل الله.
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير قال: ( خطب عثمان بن عفان الناس فقال: يا أيها الناس! إني سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يمنعني أن أحدثكم به إلا الضّنّ بكم وبصحابتكم، فليختر مختار لنفسه أو ليدع، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رابط ليلة في سبيل الله سبحانه كانت كألف ليلة، صيامها وقيامها ).
حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني الليث عن زهرة بن معبد عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من مات مرابطاً في سبيل الله أجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن من الفتان، وبعثه الله يوم القيامة آمناً من الفزع ).
حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة قال: حدثنا محمد بن يعلى السلمي قال: حدثنا عمر بن صبح عن عبد الرحمن بن عمرو عن مكحول عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسباً، من غير شهر رمضان، أعظم أجراً من عبادة مائة سنة، صيامها وقيامها، ورباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسباً، من شهر رمضان، أفضل عند الله وأعظم أجراً- أراه قال- من عبادة ألف سنة، صيامها وقيامها، فإن رده الله إلى أهله سالماً، لم تكتب عليه سيئة ألف سنة، وتكتب له الحسنات، ويجرى له أجر الرباط إلى يوم القيامة ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب فضل الحرس والتكبير.
حدثنا محمد بن الصباح قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن صالح بن محمد بن زائدة عن عمر بن عبد العزيز عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رحم الله حارس الحرس ).
حدثنا عيسى بن يونس الرملي قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور عن سعيد بن خالد بن أبي الطويل قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( حرس ليلة في سبيل الله أفضل من صيام رجل وقيامه في أهله ألف سنة، السنة ثلاثمائة يوم، واليوم كألف سنة ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن سعيد المقبري: ( عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: أوصيك بتقوى الله، والتكبير على كل شرف ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الخروج في النفير.
حدثنا أحمد بن عبدة قال: أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس بن مالك قال: ( ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان أحسن الناس وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلة فانطلقوا قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لـأبي طلحة عري، ما عليه سرج، في عنقه السيف، وهو يقول: يا أيها الناس! لن تراعوا, يردهم، ثم قال للفرس: وجدناه بحراً. أو إنه لبحر ).
قال حماد: وحدثني ثابت أو غيره قال: كان فرساً لـأبي طلحة يبطأ، فما سبق بعد ذلك اليوم.
حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن أبي أرطاة قال: حدثنا الوليد قال: حدثني شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا استنفرتم فانفروا ).
حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد مسلم ).
حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري قال: حدثنا أبو عاصم عن شبيب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من راح روحة في سبيل الله، كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسكاً يوم القيامة ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب فضل غزو البحر.
حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن ابن حبان هو محمد بن يحيى بن حبان: (
ثم نام الثانية ففعل مثلها، ثم قالت مثل قولها، وأجابها مثل جوابه الأول قالت: فادع الله أن يجعلني منهم قال: أنت من الأولين.
قال: فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازية أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية بن أبي سفيان، فلما انصرفوا من غزاتهم قافلين، فنزلوا الشام، فقربت إليها دابة لتركب، فصرعتها فماتت ).
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا بقية عن معاوية بن يحيى عن ليث بن أبي سليم عن يحيى بن عباد عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( غزوة في البحر مثل عشر غزوات في البر، والذي يسدر في البحر، كالمتشحط في دمه في سبيل الله سبحانه ) ].
وهذا دليل على أن فضل الجهاد واحد, ولكنه يتفاضل فيما بينه بحسب شدته وكربه، ونوازله متعددة، ولهذا لا نستطيع أن نقول: إن التفاضل في البر والبحر، فقد وجد حوادث الآن في زماننا كحرب الجو أيضاً.
ولهذا نقول: بحسب شدته وأثره وكربه يكون حينئذ فضله، نستطيع أن نقول: إن التفاضل في ذلك جو ثم بحر ثم أرض باعتبار ضعف النجاة، فالإنسان في البر أقرب إلى النجاة من البحر, وفي البحر أقرب إلى النجاة من الجو, وفي الجو أقرب إلى الهلاك، ولهذا نقول: تفاضلها بحسب شدتها وأثرها على الإنسان.
قال: [ حدثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري قال: حدثنا قيس بن محمد الكندي قال: حدثنا عفير بن معدان الشامي عن سليم بن عامر قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( شهيد البحر مثل شهيدي البر، والمائد في البحر كالمتشحط في دمه في البر، وما بين الموجتين كقاطع الدنيا في طاعة الله، وإن الله عز وجل وكل ملك الموت بقبض الأرواح، إلا شهيد البحر، فإنه يتولى قبض أرواحهم، ويغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين، ولشهيد البحر الذنوب والدين ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب ذكر الديلم وفضل قزوين.
حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو داود (ح)
وحدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي قال: حدثنا يزيد بن هارون (ح)
وحدثنا علي بن المنذر قال: حدثنا إسحاق بن منصور؛ كلهم عن قيس عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطوله الله عز وجل حتى يملك رجل من أهل بيتي، يملك جبل الديلم والقسطنطينية ) ].
والمراد بذلك هو المهدي, والأحاديث في المهدي صحيحة, ولكنها لم تبلغ حد التواتر، وهو يولد ولا يخرج, ويستعمل الناس خروج كما عند الرافضة؛ لأنهم يؤمنون بوجوده وبقائه، أما أهل السنة فيقولون: يولد؛ لأنه ليس بموجود إلا بولادة، وهذا فرق.
ومن وجوه الفروق أيضاً أن المهدي عند أهل السنة لا ينتظر, وعند الرافضة ينتظر، وذلك لأن الله عز وجل أمره وأمرنا وأمر من هو أفضل منا ومنه بالعمل بكتاب الله، بعد ذلك عيسى إذا نزل يحكم بكلام الله سبحانه وتعالى.
كتاب الله بين أيدينا نعمل به ولا ننتظر أحد، فإذا جاء أعين على نشر الخير، ولا نعطل من ذلك حكماً، أما الرافضة فيعطلون أحكام الله سبحانه وتعالى انتظاراً له، فيعطلون الجهاد, ويعطلون الحدود, فهم لا يرون جهاداً إلا جهاد الدفع انتظاراً للمهدي.
قال: [ حدثنا إسماعيل بن أسد قال: حدثنا داود بن المحبر قال: أخبرنا الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ستفتح عليكم الآفاق، وستفتح عليكم مدينة يقال لها: قزوين من رابط فيها أربعين يوماً أو أربعين ليلة كان له في الجنة عمود من ذهب، عليه زبرجدة خضراء، عليها قبة من ياقوتة حمراء، لها سبعون ألف مصراع من ذهب، على كل مصراع زوجة من الحور العين ) ].
حديث فضل قزوين هو من الأحاديث التي أخذت على المصنف رحمه الله, وهو حديث لا شك بوضعه, وحرمة نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على سبيل التحذير، وعلة واحدة فيه كافية لتكذيبه، وذلك أنه قد تفرد به وضاع وهو داود بن المحبر، وقد اتهمه الأئمة, بل قطعوا بكذبه.
إضافة إلى وجود من إذا تفرد بهذا الحديث طرح, وذلك كـالربيع بن صبيح فهو ضعيف الحديث، وكذلك يزيد بن أبان وهو متروك, فكيف وقد اجتمعا مع وضاع في هذا الحديث.
قال المصنف رحمه الله: [ باب الرجل يغزو وله أبوان.
حدثنا أبو يوسف محمد بن أحمد الرقي قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: (
ثم أتيته من الجانب الآخر فقلت: يا رسول الله! إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، قال: ويحك! أحية أمك؟ قلت: نعم، يا رسول الله، قال: فارجع إليها فبرها.
ثم أتيته من أمامه، فقلت: يا رسول الله! إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، قال: ويحك! أحية أمك؟ قلت: نعم، يا رسول الله. قال: ويحك! الزم رجلها فثم الجنة ).
حدثنا هارون بن عبد الله الحمال قال: حدثنا حجاج بن محمد قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أبيه طلحة عن معاوية بن جاهمة السلمي: ( أن جاهمة أتى النبي صلى الله عليه وسلم )، فذكر نحوه.
قال أبو عبد الله بن ماجه: هذا جاهمة بن عباس بن مرداس السلمي الذي عاتب النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين.
حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال: حدثنا المحاربي عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: ( أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني جئت أريد الجهاد معك، أبتغي وجه الله والدار الآخرة، ولقد أتيت وإن والدي ليبكيان! قال: فارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب النية في القتال.
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن أبي موسى قال: ( سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياءً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن أبي عقبة: ( عن أبي عقبة وكان مولى لأهل فارس قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فضربت رجلاً من المشركين، فقلت: خذها مني وأنا الغلام الفارسي، فبلغت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألا قلت: خذها مني وأنا الغلام الأنصاري؟! ) ].
وفي هذا تحذير النبي عليه الصلاة والسلام من القوميات والعنصريات، ولهذا حينما ذكر عرقه وجنسه أراد بذلك التمايز والمفاخرة, فرده النبي صلى الله عليه وسلم إلى مصطلح شرعي, وهو الأنصار؛ وذلك لمناصرتهم للحق ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ورسالته ودعوته.
قال: [ حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الله بن يزيد قال: حدثنا حيوة قال: أخبرني أبو هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: إنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما من غازية تغزو في سبيل الله، فيصيبوا غنيمة، إلا تعجلوا ثلثي أجرهم، فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم ) ].
وهذا على ما تقدم أن النية إنما تشترط في جهاد الطلب, أما جهاد الدفع فالإنسان يؤجر على مجرد دفعه عن دمه وعن عرضه، ولو قتل ولم يستحضر نية، أو دافع لأجل المال، فهو مأجور وشهيد.
بخلاف الذي يطلب العدو لأجل المال, فإذا قاتل مسلم المشركين لأجل المال, لا لإعلاء كلمة الله, فهذا ليس بشهيد ولا مأجور, ولكن إذا كان ذلك دفاعاً عن ماله فإنه يؤجر على ذلك ولو لم يستحضر النية.
قال المصنف رحمه الله: [ باب ارتباط الخيل في سبيل الله.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة عن عروة البارقي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة ).
حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن نافع عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ).
حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار قال: حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
فأما الذي هي له أجر: فالرجل يتخذها في سبيل الله ويعدها له، فلا تغيب شيئاً في بطونها إلا كتب له أجر، ولو رعاها في مرج، ما أكلت شيئاً إلا كتب له بها أجر، ولو سقاها من نهر جار كان له بكل قطرة تغيبها في بطونها أجر, حتى ذكر الأجر في أبوالها وأرواثها، ولو استنت شرفاً أو شرفين، كتب له بكل خطوة تخطوها أجر.
وأما الذي هي له ستر: فالرجل يتخذها تكرماً وتجملاً، ولا ينسى حق ظهورها وبطونها، في عسرها ويسرها.
وأما الذي هي عليه وزر: فالذي يتخذها أشراً وبطراً وبذخاً ورياء الناس، فذلك الذي هي عليه وزر ).
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( خير الخيل الأدهم، الأقرح، المحجل، الأرثم، طلق اليد اليمنى، فإن لم يكن أدهم، فكميت على هذه الشية ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن سلم بن عبد الرحمن النخعي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل ).
حدثنا أبو عمير عيسى بن محمد الرملي قال: حدثنا أحمد بن يزيد بن روح الداري عن محمد بن عقبة القاضي عن أبيه عن جده عن تميم الداري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من ارتبط فرساً في سبيل الله، ثم عالج علفه بيده، كان له بكل حبة حسنة ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب القتال في سبيل الله سبحانه وتعالى.
حدثنا بشر بن آدم قال: حدثنا الضحاك بن مخلد قال: حدثنا ابن جريج قال: حدثنا سليمان بن موسى قال: حدثنا مالك بن يخامر حدثنا معاذ بن جبل أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من قاتل في سبيل الله عز وجل من رجل مسلم فواق ناقة، وجبت له الجنة ) ].
ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ذكر في هذا الخيل وأن في نواصيها الخير إلى قيام الساعة, وفيه أيضاً أن الجهاد والقتال يكون عليها باق إلى قيام الساعة, إشارة إلى تغير أحوال الناس قبل قيام الساعة, وضعف المدنية الحاضرة وزوالها بزوال أسبابها, وتضافرت الأحاديث في هذا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والعلم عند الله.
قال: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عفان قال: حدثنا ديلم بن غزوان قال: حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: حضرت حرباً، فقال عبد الله بن رواحة:
يا نفس ألا أراك تكرهين الجنه أحلف بالله لتنزلنه
طائعة أو لتكرهنه.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا حجاج بن دينار عن محمد بن ذكوان عن شهر بن حوشب: ( عن عمرو بن عبسة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! أي الجهاد أفضل؟ قال: من أهريق دمه، وعقر جواده ).
حدثنا بشر بن آدم وأحمد بن ثابت الجحدري قالا: حدثنا صفوان بن عيسى قال: حدثنا محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مجروح يجرح في سبيل الله- والله أعلم بمن يجرح في سبيله- إلا جاء يوم القيامة وجرحه كهيئته يوم جرح، اللون لون دم، والريح ريح مسك ).
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثني إسماعيل بن أبي خالد سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول: ( دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب فقال: اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم ).
حدثنا حرملة بن يحيى وأحمد بن عيسى المصريان قالا: حدثنا عبد الله بن وهب قال: حدثني أبو شريح عبد الرحمن بن شريح أن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف حدثه عن أبيه عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من سأل الله الشهادة بصدق من قلبه، بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب فضل الشهادة في سبيل الله.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ذكر الشهداء عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى تبتدره زوجتاه، كأنهما ظئران أضلتا فصيليهما في براح من الأرض، وفي يد كل واحدة حلة خير من الدنيا وما فيها ).
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا إسماعيل بن عياش قال: حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه ).
حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدثنا موسى بن إبراهيم الحرامي الأنصاري سمعت طلحة بن خراش سمعت جابر بن عبد الله يقول: ( لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جابر ألا أخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك؟ قلت: بلى. قال: ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحاً، فقال: يا عبدي تمن علي أعطك. قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال: يا رب فأبلغ من ورائي، فأنزل الله عز وجل هذه الآية: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا [آل عمران:169], الآية كلها ).
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق: ( عن عبد الله: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169], قال: أما إنا سألنا عن ذلك: أرواحهم كطير خضر تسرح في الجنة في أيها شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، فبينما هم كذلك إذ اطلع عليهم ربك اطلاعة، فيقول: سلوني ما شئتم، قالوا: ربنا ماذا نسألك ونحن نسرح في الجنة في أيها شئنا؟! فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا قالوا: نسألك أن ترد أرواحنا في أجسادنا إلى الدنيا حتى نقتل في سبيلك. فلما رأى أنهم لا يسألون إلا ذلك، تركوا ).
حدثنا محمد بن بشار وأحمد بن إبراهيم الدورقي وبشر بن آدم قالوا: قال: حدثنا صفوان بن عيسى قال: أخبرنا محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما يجد الشهيد مسّ القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة ) ].
حديث الخصال الست وإن كان معناه صحيحاً إلا أنه ضعيف, وكذلك حديث القرصة أيضاً لا يصح.
قال المصنف رحمه الله: [ باب ما يرجى فيه الشهادة.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن أبي العميس: ( عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن أبيه عن جده: أنه مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال قائل من أهله: إن كنا لنرجو أن تكون وفاته قتل شهادة في سبيل الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شهداء أمتي إذاً لقليل، القتل في سبيل الله شهادة، والمطعون شهادة، والمرأة تموت بجمع شهادة- يعني حاملاً- والغرق والحرق والمجنوب- يعني ذات الجنب- شهادة ).
حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار قال: حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة: ( عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما تقولون في الشهيد فيكم؟ قالوا: القتل في سبيل الله، قال: إن شهداء أمتي إذاً لقليل، من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون شهيد ).
قال سهيل: وأخبرني عبيد الله بن مقسم عن أبي صالح وزاد فيه: ( والغرق شهيد ) ].
والشهادة في ذلك من جهة الأجر لا الحكم الدنيوي، ففي الحكم الدنيوي يأخذون حكم سائر الموتى من جهة التغسيل والتكفين والصلاة عليهم, أما من جهة الأجر فأكرمهم الله عز وجل بلحاق الأجر لهم في الآخرة.
قال المصنف رحمه الله: [ باب السلاح.
حدثنا هشام بن عمار و سويد بن سعيد قالا: حدثنا مالك بن أنس قال: حدثني الزهري عن أنس بن مالك: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر ).
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد إن شاء الله: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أخذ درعين، كأنه ظاهر بينهما ).
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني سليمان بن حبيب قال: دخلنا على أبي أمامة فرأى في سيوفنا شيئاً من حلية فضة، فغضب وقال: لقد فتح الفتوح قوم ما كان حلية سيوفهم الذهب والفضة، ولكن الآنك والحديد والعلابي.
قال أبو الحسن القطان: العلابي: العصب.
حدثنا أبو كريب قال: حدثنا ابن الصلت عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنفل سيفه ذا الفقار يوم بدر ).
حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة قال: أخبرنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الخليل عن علي بن أبي طالب قال: ( كان المغيرة بن شعبة إذا غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم حمل معه رمحاً، فإذا رجع طرح رمحه حتى يحمل له، فقال له علي: لأذكرن ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تفعل؛ فإنك إن فعلت لم ترفع ضالة ).
حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى عن أشعث بن سعيد عن عبد الله بن بسر عن أبي راشد عن علي رضي الله عنه قال: ( كانت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس عربية، فرأى رجلاً بيده قوس فارسية، فقال: ما هذه؟ ألقها، وعليكم بهذه وأشباهها، ورماح القنا، فإنهما يزيد الله لكم بهما في الدين، ويمكّن لكم في البلاد ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الرمي في سبيل الله.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن عبد الله بن الأزرق عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله ليدخل بالسهم الواحد الثلاثة الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، والممد به ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا، وكل ما يلهو به المرء المسلم باطل، إلا رميه بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته امرأته، فإنهن من الحق ).
حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن سليمان بن عبد الرحمن القرشي عن القاسم أبي عبد الرحمن عن عمرو بن عبسة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من رمى العدو بسهم، فبلغ سهمه العدو، أصاب أو أخطأ، فعدل رقبة ).
حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي علي الهمداني أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال:60], ألا وإن القوة الرمي. ثلاث مرات ).
حدثنا حرملة بن يحيى المصري قال: أخبرنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن عثمان بن نعيم الرعيني عن المغيرة بن نهيك أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من تعلم الرمي ثم تركه فقد عصاني ).
حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان عن الأعمش عن زياد بن الحصين عن أبي العالية عن ابن عباس قال: ( مر النبي صلى الله عليه وسلم بنفر يرمون، فقال: رمياً بني إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الرايات والألوية.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم: ( عن الحارث بن حسان قال: قدمت المدينة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قائماً على المنبر، وبلال قائم بين يديه متقلد سيفاً، وإذا راية سوداء فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا عمرو بن العاص قدم من غزاة ).
حدثنا الحسن بن علي الخلال و عبدة بن عبد الله قالا: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا شريك عن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح ولواؤه أبيض ).
حدثنا عبد الله بن إسحاق الواسطي الناقد قال: حدثنا يحيى بن إسحاق عن يزيد بن حيان أنه قال: سمعت أبا مجلز يحدث عن ابن عباس: ( أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء، ولواؤه أبيض ) ].
واعتبار لون اللواء لا أصل له قصداً في الشريعة, فأي لون من الأولية, سواء كان الأبيض أو الأسود أو ما بينهما من الألوان, الأمر في ذلك على السعة.
وأما وضع الأسماء محمد رسول الله, فيجعل الله الأعلى ورسول الأوسط ثم محمد الأسفل, حتى لا يعلى على اسم الله، فهذا لا أصل له بإسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم, وقد بين ضعفه الحافظ ابن حجر عليه رحمة الله في أكثر من موضع, وجاء فيه بعض الأخبار وهي ضعيفة.
والفرق بين الراية واللواء: أن اللواء يحمله الأجزاء, سواءً كتيبة فلان, أو كتيبة فلان, فهذه ألوية, أما بالنسبة للراية فهي الراية التي تكون للجماعة الأم.
قال المصنف رحمه الله: [ باب لبس الحرير والديباج في الحرب.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن أبي عمر مولى أسماء: ( عن أسماء بنت أبي بكر أنها أخرجت جبة مزررة بالديباج، فقالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس هذه إذا لقي العدو ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا حفص بن غياث عن عاصم الأحول عن أبي عثمان: عن عمر: ( أنه كان ينهى عن الحرير والديباج إلا ما كان هكذا، ثم أشار بإصبعه، ثم الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عنه ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب لبس العمائم في الحرب.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة عن مساور قال: حدثني جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه قال: ( كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة سوداء، قد أرخى طرفيها بين كتفيه ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء ) ].
نقف على هذا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر