إسلام ويب

أبواب السنة [3]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • اتفق العلماء على أن أفضل الصحابة عليهم رضوان الله تعالى هم السابقون الأولون ممن آمن وأنفق قبل الفتح وهاجر، وأن أفضل أولئك الخلفاء الراشدون، ثم يليهم بقية البدريين، ثم يليهم الأحديون، ثم الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، وهذا فضل الله عز وجل يؤتيه من يشاء.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    قال المصنف رحمه الله: [ باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

    حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا إني أبرأ إلى كل خليل من خلته، ولو كنت متخذاً خليلاً، لاتخذت أبا بكر خليلاً، إن صاحبكم خليل الله ).

    قال وكيع: يعني نفسه.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عليه رضوان الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر، قال: فبكى أبو بكر، وقال: هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله ).

    حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان، عن الحسن بن عمارة، عن فراس، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي عليه رضوان الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي ما داما حيين ) ].

    وهذا الحديث ضعيف، فإن الحارث الأعور لم يسمع من علي بن أبي طالب إلا أربعة أحاديث، وكذلك فإن هذه الزيادة مما يتفرد به ابن ماجه رحمه الله عن أصحاب الصحيح.

    والنبي عليه الصلاة والسلام ما نفى المحبة وإنما نفى الخلة، والخلة هي مرتبة فوق المحبة، وذلك لخلوص النبي عليه الصلاة والسلام لربه.

    قال: [ حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن عطية بن سعد، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أهل الدرجات العلى يراهم من أسفل منهم كما يرى الكوكب الطالع في الأفق من آفاق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم، وأنعما ).

    حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع (ح)

    وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا مؤمل، قالا: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لـربعي بن حراش، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين من بعدي، وأشار إلى أبي بكر وعمر ).

    حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن المبارك، عن عمر بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: لما وضع عمر على سريره اكتنفه الناس يدعون ويصلون، أو قال: يثنون ويصلون عليه، قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يرعني إلا رجل قد زحمني، وأخذ بمنكبي، فالتفت، فإذا علي بن أبي طالب، فترحم على عمر، ثم قال: ما خلفت أحداً أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله إن كنت لأظن ليجعلنك الله عز وجل مع صاحبيك، وذلك أني كنت أكثر أن أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، فكنت أظن ليجعلنك الله مع صاحبيك ).

    حدثنا علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، قال: ( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر، فقال: هكذا نبعث ).

    حدثنا أبو شعيب صالح بن الهيثم الواسطي، قال: حدثنا عبد القدوس بن بكر بن خنيس، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ).

    حدثنا أحمد بن عبدة، والحسين بن الحسن المروزي، قالا: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس، قال: ( قيل: يا رسول الله! أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قيل: من الرجال؟ قال: أبوها ) ].

    في هذا أنه ينبغي للإنسان ألا يزكى في وجهه خشية عليه، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام ما كان يقول ذلك في وجه أبي بكر بالشهادة له بالجنة، وكذلك فيما جاء في حديث علي بن أبي طالب عليه رضوان الله تعالى في قوله: لا تخبرهما، فهذا فيه إشارة إلى أن الإنسان مهما بلغ فضلاً وجلالةً ومنزلةً وإيماناً أنه لا تؤمن عليه فتنة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088793423

    عدد مرات الحفظ

    779082449