الرؤى المنامية أمر يشترك فيه جنس البشر، ومنها ما يقبل التعبير وهي الرؤى الصادقة والتي هي جزء من النبوة، ومنها ما لا يقبل التعبير وهي أحاديث النفس والرؤى الشيطانية، وقد اعتنى الإسلام بموضوع الرؤى وتعبيرها، ووضع لها آداباً يتأدب بها الرائي، كأن يحمد الله عليها ويستبشر بها ويتحدث بها لمن يحبه وهذا في الرؤيا الصالحة، أو يستعيذ بالله من شرها وشر الشيطان ويتفل عن يساره ولا يحدث بها وهذا في الرؤيا المكروهة.
قال المصنف رحمه الله: [ باب علام تعبر به الرؤيا؟ ].
وذلك أن الرؤيا لها اتجاهاتها, وقد تحتمل أكثر من تأويل، وربما كل التآويل تصدق، فإذا أولت وسبق إليها وجه ليس بخير ربما سبق وقوع الشر على الإنسان، وهي شبيهة بالمرآة أو الزجاجة المقعرة التي لها جهات متعددة تري الإنسان جهات متعددة وكلها صحيحة، فما أول منها كان صواباً؛ ولهذا ينبغي للإنسان ألا يعبرها إلا عند حاذق عارف واد, وألا يعبرها كذلك عند من يكره فربما حملها على معنى آخر مما يحذره الإنسان.
قال: [ حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اعتبروها بأسمائها، وكنوها بكناها، والرؤيا لأول عابر ) ].