الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
قال المصنف رحمه الله: [ أبواب الأدب .
باب بر الوالدين .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شريك بن عبد الله عن منصور عن عبيد الله بن علي عن أبي سلامة السلامي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أوصي امرأً بأمه، أوصي امرأً بأمه، أوصي امرأً بأمه - ثلاثاً - أوصي امرأً بأبيه، أوصي امرأً بمولاه الذي يليه، وإن كان عليه منه أذًى يؤذيه ) ] .
إنما يؤخر العلماء أبواب الآداب منها: البر، والإحسان . . وغير ذلك، باعتبار أن الفطر تدل عليها في سائر الملل، فداعي الانحراف فيها يسير؛ ولهذا تجد الفطرة تدل على بر الوالدين ولو كان مثلاً عند الملاحدة أو عباد الشجر والبقر، والنجوم والكواكب . . وغير ذلك, كلهم يؤمنون بمثل هذا باعتبار أن الفطرة تدل عليه، كذلك الصدق والأمانة وغيرها؛ ولهذا العلماء يخففون في تصدير أمثال هذه الأحكام .
قال: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شريك بن عبد الله عن منصور عن عبيد الله بن علي عن أبي سلامة السلامي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أوصي امرأً بأمه، أوصي امرأً بأمه، أوصي امرأً بأمه - ثلاثاً - أوصي امرأً بأبيه، أوصي امرأً بمولاه الذي يليه، وإن كان عليه منه أذًى يؤذيه ) .
حدثنا محمد بن ميمون المكي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: ( قالوا: يا رسول الله! من أبر؟ قال: أمك, قال: ثم من؟ قال: أمك, قال: ثم من؟ قال: أبوك, قال: ثم من؟ قال: ثم الأدنى فالأدنى ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي صالح
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( القنطار اثنا عشر ألف أوقية، كل أوقية خير مما بين السماء والأرض ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى هذا؟! فيقال: باستغفار ولدك لك ) .
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله يوصيكم بأمهاتكم- ثلاثاً - إن الله يوصيكم بآبائكم، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب ) .
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا صدقة بن خالد قال: حدثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة: ( أن رجلاً قال: يا رسول الله! ما حق الوالدين على ولدهما؟ قال: هما جنتك ونارك ) .
حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن أبي الدرداء، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( الوالد أوسط أبواب الجنة, فأضع ذلك الباب أو احفظه ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب صل من كان أبوك يصل .
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن إدريس عن عبد الرحمن بن سليمان عن أسيد بن علي بن عبيد مولى بني ساعدة عن أبيه عن أبي أسيد مالك بن ربيعة، قال: ( بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله! أبقي من بر أبوي شيء أبرهما به من بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإيفاء بعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب بر الوالد، والإحسان إلى البنات .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت: ( قدم ناس من الأعراب على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: تقبلون صبيانكم؟ قالوا: نعم . فقالوا: لكنا والله ما نقبل . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأملك أن كان الله قد نزع منكم الرحمة؟ ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى العامري، أنه قال: ( جاء الحسن والحسين يسعيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فضمهما إليه، وقال: إن الولد مبخلة مجبنة ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا زيد بن الحباب عن موسى بن علي، سمعت أبي يذكر عن سراقة بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا أدلكم على أفضل الصدقة؟ ابنتك مردودة إليك، ليس لها كاسب غيرك ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر عن مسعر قال: أخبرني سعد بن إبراهيم عن الحسن عن صعصعة عم الأحنف، قال: ( دخلت على عائشة امرأة معها ابنتان لها، فأعطتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ثم صدعت الباقية بينهما، قالت: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته، فقال: ما أعجبك؟ لقد دخلت به الجنة ) .
حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال: حدثنا ابن المبارك عن حرملة بن عمران، قال: سمعت أبا عشانة المعافري
سمعت عقبة بن عامر يقول: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان له ثلاث بنات، فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته، كن له حجاباً يوم القيامة من النار ) .
حدثنا الحسين بن الحسن قال: حدثنا ابن المبارك عن فطر عن أبي سعد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من رجل تدرك له ابنتان، فيحسن إليهما ما صحبتاه - أو صحبهما- إلا أدخلتاه الجنة ) ] .
والعلة في الإحسان إلى البنات من وجهين:
الوجه الأول: لضعفهن عن الأبناء .
الوجه الثاني: أن حاجة البنت إلى أبيها تتصل معها وإن كبرت, بخلاف الابن، فإنه يستقل بنفسه كفاية له من جهة التقوت؛ وذلك بالعمل والضرب في الأرض بخلاف البنت .
ولهذا جاءت الشريعة بالتأكيد عليها تربية وعناية وصيانة .
قال: [ حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي قال: حدثنا علي بن عياش قال: حدثنا سعيد بن عمارة قال: أخبرني الحارث بن النعمان، قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أكرموا أولادكم، وأحسنوا أدبهم ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب حق الجوار .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار: سمع نافع بن جبير يخبر
عن أبي شريح الخزاعي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون و عبدة بن سليمان (ح)، وحدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد، جميعاً عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) .
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب حق الضيف .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي شريح الخزاعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، وجائزته يوم وليلة، ولا يحل له أن يثوي عند صاحبه حتى يحرجه، الضيافة ثلاثة أيام، وما أنفق عليه بعد ثلاثة أيام، فهو صدقة ) .
حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر، أنه قال: ( قلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك تبعثنا فننزل بقوم فلا يقرونا، فما ترى في ذلك؟ قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا، وإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم ) .
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن منصور عن الشعبي عن المقدام أبي كريمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليلة الضيف واجبة، فإن أصبح بفنائه، فهو دين عليه، فإن شاء اقتضى، وإن شاء ترك ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب حق اليتيم .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة ) .
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا ابن المبارك عن سعيد بن أبي أيوب عن يحيى بن أبي سليمان عن زيد بن أبي عتاب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه ) .
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا حماد بن عبد الرحمن الكلبي قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من عال ثلاثة من الأيتام، كان كمن قام ليله وصام نهاره، وغدا وراح شاهراً سيفه في سبيل الله، وكنت أنا وهو في الجنة أخوين، كهاتين أختان، وألصق إصبعيه السبابة والوسطى ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب إماطة الأذى عن الطريق .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع عن أبان بن صمعة عن أبي الوازع الراسبي عن أبي برزة الأسلمي، قال: ( قلت: يا رسول الله! دلني على عمل أنتفع به . قال: اعزل الأذى عن طريق المسلمين ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( كان على الطريق غصن شجرة يؤذي الناس، فأماطها رجل، فأدخل الجنة ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا هشام بن حسان عن واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( عرضت علي أمتي بأعمالها، حسنه وسيئه، فرأيت في محاسن أعمالها الأذى ينحى عن الطريق، ورأيت في سيئ أعمالها النخاعة في المسجد لا تدفن ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب فضل صدقة الماء .
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن هشام صاحب الدستوائي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن سعد بن عبادة، قال: ( قلت: يا رسول الله! أي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء ) ] .
في قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( كان على الطريق غصن شجرة يؤذي فأماطها رجل فأدخل الجنة ), هذا في غصن شجرة فكيف بإماطة الأذى من الأفكار والعقائد التي تعتري طريق الإيمان وطريق الحق فأزالها الإنسان؟ لا شك أن أثرها وعاقبتها عند الله سبحانه وتعالى أعظم .
قال: [ حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يصف الناس يوم القيامة صفوفاً -وقال ابن نمير: أهل الجنة- فيمر الرجل من أهل النار على الرجل فيقول: يا فلان! أما تذكر يوم استسقيت فسقيتك شربة؟ قال: فيشفع له، ويمر الرجل فيقول: أما تذكر يوم ناولتك طهوراً؟ فيشفع له ) . قال ابن نمير: ( ويقول: يا فلان! أما تذكر يوم بعثتني في حاجة كذا وكذا، فذهبت لك؟ فيشفع له ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم عن أبيه عن عمه سراقة بن جعشم، قال: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضالة الإبل تغشى حياضي، قد لطتها لإبلي، فهل لي من أجر إن سقيتها؟ قال: نعم، في كل ذات كبد حرى أجر ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الرفق .
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عبد الرحمن بن هلال العبسي عن جرير بن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من يحرم الرفق يحرم الخير ) .
حدثنا إسماعيل بن حفص الأبلي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي (ح)، وحدثنا هشام بن عمار وعبد الرحمن بن إبراهيم، قالا: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب الإحسان إلى المماليك .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يعنيهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، قالا: حدثنا إسحاق بن سليمان عن مغيرة بن مسلم عن فرقد السبخي عن مرة الطيب عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل الجنة سيئ الملكة, قالوا: يا رسول الله! أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثر الأمم مملوكين ويتامى؟ قال: نعم، فأكرموهم ككرامة أولادكم، وأطعموهم مما تأكلون, قالوا: فما ينفعنا في الدنيا؟ قال: فرس ترتبطه تقاتل عليه في سبيل الله، مملوكك يكفيك، فإذا صلى فهو أخوك ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب إفشاء السلام .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية وابن نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟! أفشوا السلام بينكم ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد عن أبي أمامة، قال: ( أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نفشي السلام ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اعبدوا الرحمن، وأفشوا السلام ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب رد السلام .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير قال: حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة: ( أن رجلاً دخل المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد، فصلى، ثم جاء فسلم، فقال: وعليك السلام ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن الشعبي عن أبي سلمة أن عائشة حدثته، ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: إن جبريل يقرأ عليك السلام! قالت: وعليه السلام ورحمة الله ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب رد السلام على أهل الذمة .
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا عبدة بن سليمان و محمد بن بشر عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب، فقولوا: وعليكم ) .
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة: ( أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ناس من اليهود، فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم! فقال: وعليكم ) .
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا ابن نمير عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الرحمن الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني راكب غداً إلى اليهود، فلا تبدؤوهم بالسلام، فإذا سلموا عليكم فقولوا: وعليكم ) ] .
لا يبدأهم بالسلام ولكن يبدأهم بغيره، ويرد عليهم إذا سلموا بقوله: وعليكم, كما في الخبر, ويبدأهم بغير السلام؛ لأن السلام تحية أهل السلام هو تحية أهل الإسلام، وذلك أنه يحي مثلاً بأهلاً، أو مرحباً، أو صباح الخير، أو مساء الخير . . أو غير ذلك من الألفاظ التي لا تختص بالمسلمين، فهذا جائز سواء كان ذلك لمسلم أو لكافر .
قال المصنف رحمه الله: [ باب السلام على النساء والصبيان .
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن حميد عن أنس، قال: ( أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن صبيان، فسلم علينا ) .
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي حسين سمعه من شهر يقول: أخبرته أسماء بنت يزيد، قالت: ( مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة، فسلم علينا ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب المصافحة .
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن جرير بن حازم عن حنظلة بن عبد الرحمن السدوسي عن أنس بن مالك، قال: ( قلنا: يا رسول الله! أينحني بعضنا لبعض؟ قال: لا, قلنا: أيعانق بعضنا بعضاً؟ قال: لا، ولكن تصافحوا ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو خالد الأحمر و عبد الله بن نمير عن الأجلح عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان، إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب الرجل يقبل يد الرجل .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن عمر، قال: ( قبلنا يد النبي صلى الله عليه وسلم ) .
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا عبد الله بن إدريس و غندر و أبو أسامة عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن صفوان بن عسال: ( أن قوماً من اليهود قبلوا يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجليه ) ] .
تقبيل اليدين على حالين:
الأول: تقبيل اليد من غير تعظيم، وإذا حصل شيء من الانحناء غير مقصود بالركوع وإنما ليصل إلى اليد فهذا لا بأس به لمن عظم الله عز وجل حقه عليك كالأب والأم .
الثاني: أن يكون ثمة تقبيل مع وضع الجبهة مع اليد, فهذا سجود وليس بتقبيل، فهذا لا يجوز، وقد نهى عنه غير واحد من السلف أن يضع الإنسان جبهته على كف الأب أو كف الأم أو كف مثلاً سيد في قومه أو نحو ذلك فهذا سجود وليس بتقبيل .
وبعض السلف ينهى عن تقبيل اليد على أي حال كما نهى عن ذلك سفيان الثوري وكان يسميه "السجدة الصغرى" باعتبار أنه يتضمن شيئاً من الانحناء .
فالأصل في هذا الجواز، جواز تقبيل اليد لمن له حق عليك، ولكن من غير وضع الجبهة على الكف .
قال المصنف رحمه الله: [ باب الاستئذان .
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري، ( أن أبا موسى استأذن على عمر ثلاثاً، فلم يؤذن له، فانصرف، فأرسل إليه عمر: ما ردك؟ قال: استأذنت الاستئذان الذي أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً، فإن أذن لنا دخلنا، وإن لم يؤذن لنا رجعنا، قال: فقال: لتأتيني على هذا ببينة أو لأفعلن، فأتى مجلس قومه فناشدهم، فشهدوا له، فخلى سبيله ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن واصل بن السائب عن أبي سورة عن أبي أيوب الأنصاري، قال: ( قلنا: يا رسول الله! هذا السلام، فما الاستئناس؟ قال: يتكلم الرجل تسبيحة وتكبيرة وتحميدة، ويتنحنح، ويؤذن أهل البيت ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة عن الحارث عن عبد الله بن نجي عن علي، قال: ( كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدخلان: مدخل بالليل، ومدخل بالنهار، فكنت إذا أتيته وهو يصلي يتنحنح بي ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن شعبة عن محمد بن المنكدر عن جابر، قال: استأذنت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ( من هذا؟ فقلت: أنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا، أنا ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب الرجل يقال له: كيف أصبحت؟
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا عيسى بن يونس عن عبد الله بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر، قال: ( قلت: كيف أصبحت يا رسول الله؟ قال: بخير من رجل لم يصبح صائماً، ولم يعد سقيماً ) .
حدثنا أبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص قال: حدثني جدي، أبو أمي مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه عن جده أبي أسيد الساعدي قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب، ودخل عليهم، فقال: السلام عليكم, قالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته . قال: كيف أصبحتم؟ قالوا: بخير نحمد الله، فكيف أصبحت، بأبينا وأمنا يا رسول الله؟! قال: أصبحت بخير، أحمد الله ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه .
حدثنا محمد بن الصباح قال: أخبرنا سعيد بن مسلمة عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أتاكم كريم قوم، فأكرموه ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب تشميت العاطس .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك، قال: ( عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فشمت أحدهما -أو سمت- ولم يشمت الآخر، فقيل: يا رسول الله! عطس عندك رجلان، فشمت أحدهما ولم تشمت الآخر؟! فقال: إن هذا حمد الله، وإن هذا لم يحمد الله ) .
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يشمت العاطس ثلاثاً، فما زاد، فهو مزكوم ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا علي بن مسهر عن ابن أبي ليلى عن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليرد عليه من حوله: يرحمك الله، وليرد عليهم: يهديكم الله ويصلح بالكم ) ] .
وإذا لم يسمع الإنسان حمد الله عز وجل من العاطس فيقال حينئذٍ أنه على حالين:
الأول: إذا تيقن أنه لم يسمع لقربه منه وسماعه لو تكلم بهذا فإنه لا يشمته .
الثاني: إذا لم يسمعه ولكن إما لبعده منه، أو ربما انشغل بشيء، وذلك غالب حال الإنسان مثلاً أنه لا يدع مثل هذا الذكر فلا حرج عليه أن يشمته ولو لم يسمع إذا كان عدم السماع ليس يقيناً .
وقد جاء عن عبد الله بن عمر كما روى البخاري في كتابه الأدب المفرد أنه قال لرجل عطس عنده: يرحمك الله إن كنت حمدت الله .
قال المصنف رحمه الله: [ باب إكرام الرجل جليسه .
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن أبي يحيى الطويل رجل من أهل الكوفة عن زيد العمي عن أنس بن مالك ، قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لقي الرجل فكلمه، لم يصرف وجهه عنه حتى يكون هو الذي ينصرف، وإذا صافحه لم ينزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزعها، ولم ير متقدماً بركبتيه جليساً له قط ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب من قام من مجلس فرجع فهو أحق به .
حدثنا عمرو بن رافع قال: حدثنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا قام أحدكم من مجلسه، ثم رجع، فهو أحق به ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب المعاذير .
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن ابن جريج عن ابن ميناء عن جودان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من اعتذر إلى أخيه بمعذرة فلم يقبلها، كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس ) .
حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن العباس بن عبد الرحمن - هو: ابن ميناء - عن جودان عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب المزاح .
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا وكيع عن زمعة بن صالح عن الزهري عن وهب بن عبد بن زمعة عن أم سلمة (ح)، وحدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا زمعة بن صالح عن الزهري عن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة، قالت: ( خرج أبو بكر في تجارة إلى بصرى قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بعام، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكانا شهدا بدراً، وكان نعيمان على الزاد، وكان سويبط رجلاً مزاحاً، فقال لـنعيمان: أطعمني، قال: حتى يجيء أبو بكر، قال: أما لأغيظنك، قال: فمروا بقوم، فقال لهم سويبط: تشترون مني عبيداً لي؟ قالوا: نعم، قال: إنه عبد له كلام، وهو قائل لكم: إني حر، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه، فلا تفسدوا علي عبدي . قالوا: لا، بل نشتريه منك، فاشتروه بعشرة قلائص، ثم أتوه فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلاً، فقال نعيمان: إن هذا يستهزئ بكم، وإني حر لست بعبد . فقالوا: قد أخبرنا خبرك . فانطلقوا به، فجاء أبو بكر فأخبروه بذلك، قال: فأتبع القوم، ورد عليهم القلائص، وأخذ نعيمان، قال: فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه منه حولاً ) .
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي التياح، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: يا أبا عمير! ما فعل النغير؟ ) .
قال وكيع: يعني طيراً كان يلعب به ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب نتف الشيب .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نتف الشيب، وقال: هو نور المؤمن ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب الجلوس بين الظل والشمس .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا زيد بن الحباب عن أبي المنيب عن ابن بريدة عن أبيه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقعد بين الظل والشمس ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب النهي عن الاضطجاع على الوجه .
حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن قيس بن طهفة الغفاري عن أبيه، قال: ( أصابني رسول الله صلى الله عليه وسلم نائماً في المسجد على بطني، فركضني برجله، وقال: ما لك ولهذا النوم! هذه نومة يكرهها الله, أو يبغضها الله ) .
حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبيه عن ابن طهفة الغفاري عن أبي ذر، قال: ( مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع على بطني، فركضني برجله وقال: يا جنيدب، إنما هذه ضجعة أهل النار ) .
حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا سلمة بن رجاء عن الوليد بن جميل الدمشقي، أنه سمع القاسم بن عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة، قال: ( مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل نائم في المسجد، منبطح على وجهه، فضربه برجله وقال: قم -أو اقعد- فإنها نومة جهنمية ) ] .
الأحاديث الواردة في النهي في النوم على البطن معلولة جميعها ولا تصح على سبيل الاستقلال، منهم من يحسنها بمجموع الطرق ومنهم من لا يقبلها ولكن على سبيل الانفراد كلها معلولة .
قال المصنف رحمه الله: [ باب تعلم النجوم .
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن الأخنس عن الوليد بن عبد الله عن يوسف بن ماهك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من اقتبس علماً من النجوم، اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد ) ] .
قال المصنف رحمه الله: [ باب النهي عن سب الريح .
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن الأوزاعي عن الزهري قال: حدثنا ثابت الزرقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا الريح، فإنها من روح الله تأتي بالرحمة والعذاب، ولكن سلوا الله من خيرها، وتعوذوا بالله من شرها ) ] .
نقف على هذا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر