إسلام ويب

اعتقاد سفيان الثوري [6]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • على المسلمين أن يجاهدوا وأن يصلوا خلف إمامهم سواءً كان براً أو فاجراً أو مبتدعاً ما أقام في المسلمين الصلاة، وإنما قيد الأمر بالصلاة؛ لأنها غالب ما يظهر من إيمان الناس من جهة الأمور العملية الظاهرة, بخلاف الأمور الاعتقادية الباطنة التي لا تظهر.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

    فقد تقدم الكلام على مسألة القدر ومشيئة الله جل وعلا، وبين المصنف رحمه الله أن نفي القدر لم يقل به سائر الطوائف حتى إبليس الذي احتج بقدر الله عز وجل وإن كان قد غلا في ذلك، والطريقة التي كان عليها أهل الضلال من نفاة القدر وما التزموه من لوازم كانت مخالفة لطريقة واعتقاد أهل النار واعتقاد أهل الجنة وإبليس وغيرهم، وهذا باب حسن من أبواب المناظرة, والإنسان إذا أراد أن يحاجج خصماً من خصومه فعليه أن ينظر إلى من هو أبعد منه في الضلال، ويقول له: حتى هذه الطائفة لم تقل بقولك، وهذا من وجوه المحاججة، وكذلك أن يسترسل معه في لوازم ذلك القول الباطل، ويأتي بالأنواع التي لا يقول بها.

    وثمة أنواع قد تقدمت الإشارة إليها في مسألة لوازم نفاة القدر، وقد ذكرنا جملة من تلك اللوازم التي يجب عليهم أن يقولوا بها، فمن قال: إن الله عز وجل يجبر العباد على شيء من أفعالهم، وأنه لا مشيئة لهم، فيلزم من ذلك إبطال العقاب، فكيف يؤمر الإنسان بشيء لا يريده ثم يعاقب عليه، فإن هذا لا يكون من عدل الله عز وجل، فالله جل وعلا قد حرم الظلم على نفسه، وجعله بين العباد محرماً.

    ومن لوازم نفي القدر: نفي كثير من الصفات؛ كغضب الله عز وجل وسخطه وعقابه وغير ذلك, والتي هي نتاج فعل بعض العباد في مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى، وإذا قلنا: إن الله عز وجل لم يجعل للعبد مشيئة؛ فإنه يلزم من ذلك أن الله عز وجل لا يغضب على من أكره من عباده على شيء لا طاقة له به، وهذا من اللوازم الفاسدة التي لا يلتزمها كثير من أهل الضلال.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088800910

    عدد مرات الحفظ

    779126429