إسلام ويب

اعتقاد سفيان الثوري [1]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين, يدعون إلى التوحيد الخالص، وسفيان الثوري مع كونه نشأ في الكوفة إلا أنه كان سليم العقيدة والجنان، وهذا ما ظهر في جوابه لسؤال شعيب بن حرب، وثمة مسائل فرعية ذكرها الثوري في ذلك, وليست من العقائد، وإنما لأنها تتكئ على أصل عقدي, وهو المخالفة للمبتدعة وغيرهم.

    الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

    فكلامنا بإذن الله عز وجل سيكون على عقيدة سفيان الثوري .

    هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، من أئمة السلف، ومن أئمة الاعتقاد في الكوفة, وهو إمام جليل القدر, ومن أهل السنة والأثر, وقد أطبق العلماء على إمامته في السنة، وإمامته في الفقه، وإمامته في الرأي والاتباع والاهتداء, وإمامته في الزهد والورع, فقد كان إماماً في ذلك كله، وقد سماه غير واحد من العلماء بأمير المؤمنين في الحديث.

    ومع كونه نشأ في الكوفة إلا أنه عليه رحمة الله كان من أنقى تلك الطبقة اعتقاداً وأسلمهم جناناً, وأبصرهم بسلامة العمل, واتباعاً لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ومعلوم أن أهل الكوفة فيهم شيء من مخالفة هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مسائل الاعتقاد مما يتعلق ببعض مسائل التشيع, وبعض مسائل العقائد مما يتعلق بخلق القرآن؛ كقول طائفة منهم: إن القرآن مخلوق, أو ما يتكلم به بعض متأخريهم من قولهم: إن لفظي بالقرآن مخلوق, فكان سفيان رحمه الله سليماً من ذلك كله.

    وإنما كان الاختيار لعقيدة سفيان الثوري ذلك لأمور:

    الأمر الأول: لإمامة هذا الرجل وجلالة قدره.

    الأمر الثاني: لكونه من الأئمة المتقدمين، ومن طبقة متقدمة جداً.

    وتقرير ذلك على ألسنتهم مما ينبغي لطالب العلم أن يعتني به عناية بالغة, والعناية بذلك هي مما ينبغي لطالب العلم والمتعلم أن يسلكه، وأن يرجع إلى المنبع الأصيل على سبيل التدرج, فيرجع إلى الأئمة الأربعة, فأتباع التابعين, فالتابعين, فالصحابة, فالكتاب والسنة, وألا يأخذ العقائد عن المتأخرين؛ وذلك للبون والمدد المترامية بين المتقدمين والمتأخرين مما دخل في أبواب الاعتقاد والفروع من التغيير والتدليس, وربما التلبيس في بعض المواضع, وربما كان ذلك عند بعض أهل الأهواء من تحريف كلام الله جل وعلا عن غير ما أراده الله.

    وإذا كان هذا قد وجد في بعض القرون الأولى فإنه يوجد في العصور المتأخرة من باب أولى, فينبغي للإنسان إذا أراد أن يرجع إلى عقيدة أحد بعينه فليرجع إلى قائلها, فإنه لا أصلح من منهج الإنسان من قوله بنفسه, ومن قول أتباعه ومن كان قريباً منه؛ كحال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه, وحال الصحابة مع التابعين عليهم رضوان الله تعالى.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089273707

    عدد مرات الحفظ

    783304454