إسلام ويب

الرقية الشرعية أحكام وآثارللشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • القرآن الكريم شفاء للناس من الأمراض الحسية والمعنوية، فهو يطرد السحر ويقي من العين والحسد وغير ذلك، وقد وردت نصوص تبين أن الإنسان يرقي نفسه من الأمراض بالقرآن والأذكار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن ينبغي للراقي ألا يبالغ في أخذ المال على رقياه، وأن يلزم الرقية الشرعية وما ليس فيها محذور.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

    فإن الله جل وعلا قد أنعم على هذه الأمة، وأكرمها بنعم عظيمة جليلة، ومن أعظم هذه النعم أن الله جل وعلا قد خصها بخير الرسل، وأنزل عليها أتم وأشمل كلام وهو الكتاب العظيم، وهذا لا شك أن له أثراً في عاقبة هذه الأمة عند ربها، ولهذا كان من أعظم آثارها أنها من أقل الأمم دخولاً للنار، وأكثرها دخولاً للجنة، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أخبار عديدة.

    وقد جعل الله جل وعلا كتابه العظيم دليلاً وحجة للناس يعرفون به الحق من الخطأ والباطل، وكذلك يعرفون به الخير من الشر، وجعله الله جل وعلا شفاءً للناس من الأسقام والأمراض، سواءً كانت أمراضاً حسية أو معنوية، أما المعنوية فما يمكن أن يطرأ على الإنسان في نفسه من العوارض التي تكون داخلة على النفس أو الروح، وأما ما كان من الأمور الحسية فمما يطرأ على الإنسان من جراحات وآلام يحس بها في جسده، كل ذلك قام الدليل في كلام الله جل وعلا وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه شفاء له، وقد جاء في ذلك جملة من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها ما جاء في حديث أسامة بن شريك قال: ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته: أنتداوى؟ قال: نعم. فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ما من داء إلا جعل الله له دواءً إلا داءً واحداً. قيل له: ما هو يا رسول الله؟! قال: الهرم )، والمراد بذلك مقدمات آجال الناس في أواخر أعمارهم، وذلك أن الله سبحانه وتعالى يجعل لعلامات موت الإنسان ظهوراً للناس في غالب الأحيان، وذلك معلوم كما جاء في ذلك جملة من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تقدير الآجال على سبيل التقريب كما في السنن وغيرها: ( أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين )، وكذلك ما جاء في ذكر المشيب، والهرم الذي يطرأ على الإنسان، وغير ذلك مما يظهر على الإنسان من ضعف حواسه مما يدل على قرب أجله وبعده عن مواضع القوة في الحياة.

    وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ [القيامة:27]، قال غير واحد من المفسرين منهم عكرمة فيما رواه ابن جرير الطبري من حديث سماك عن عكرمة قال: هل ثمة راقٍ يرقيه؟ يعني: إذا كانت حاله كذلك, وهذا لا يدخل في أبواب الرقية، وهي من المستثناة كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث السالف في قوله: ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل الله له دواءً إلا الهرم )، وجاء في معنى هذا جملة من الأحاديث، وهو ظاهر من جهة الدلالة في كلام الله سبحانه وتعالى.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088796093

    عدد مرات الحفظ

    779095828