إسلام ويب

الأحاديث المعلة في الطهارة [28]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من الأحاديث المعلة في كتاب الطهارة حديث أوس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على نعليه)؛ لوقوع الاضطراب في إسناده، ولمخالفته لكثير من الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنها في المسح على النعلين حديث ابن عمر وابن عباس وحذيفة وعلي بن أبي طالب، وكلها أحاديث معلة، والمشتهر عندهم المسح على الخفاف، أما النعال فهذه من المسائل النادرة في كلام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك أيضاً في كلام التابعين.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فأول أحاديث اليوم، هو حديث: أوس بن أبي أوس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنه توضأ ومسح على نعليه ).

    هذا الحديث قد رواه الإمام أحمد في كتابه المسند، والطبراني في كتابه المعجم الكبير من حديث حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء، عن أوس بن أبي أوس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وقد تابع حماداً عليه شريك كما رواه أحمد أيضاً في كتابه المسند، وهذا الحديث معلول بعلل:

    أول هذه العلل هي: أن هذا الحديث وقع في إسناده اضطراب، تارة يذكر من حديث أوس بن أبي أوس، وتارة يذكر من حديث أوس عن أبيه، فيكون تارة من مسند أبي أوس، وتارة من مسند أوس وهو ابنه، ووقع فيه اضطراب آخر أيضاً أن هذا الحديث جاء من حديث يعلى بن عطاء العامري تارة يروى عن أبيه، وتارة يرويه يعلى بن عطاء عن أوس، وقد اختلف في هذا الحديث بالترجيح بين الوجهين، هل هو من حديث يعلى بن عطاء عن أبيه أو من حديث يعلى بن عطاء عن أوس، وهذا مما وقع فيه الاضطراب. وقد أعله غير واحد من الحفاظ بالاضطراب في الإسناد.

    والإسناد لو قلنا بأنه جاء بالوجهين وهذا القول ضعيف، فإن الحديث منكر والإسناد ضعيف، وذلك أن الإسناد إذا قلنا أن يعلى بن عطاء يرويه عن أبيه؛ فأبوه لا يعرف، وإذا قلنا إنه لا يرويه عن أبيه، وإنما يرويه عن أوس، فـيعلى لم يسمعه من أوس كما نص على ذلك غير واحد من الحفاظ، بل قيل: إنه لم يدركه أصلاً؛ وعلى هذا نعلم أن الحديث ضعيف على الوجهين.

    كذلك فإن هذا الحديث في نكارة متنه؛ أنه ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على نعليه، ويظهر من هذا الحديث أنه لم يكن على رسول الله صلى الله عليه وسلم غير النعلين شيء لا من خف ولا غيره، وهذا مخالف لكثير من الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشديد بأهمية الإنقاء، وكذلك بالنهي عن ترك الأعقاب والتشديد في ذلك، وكذلك النهي عن ترك ولو لمعة، وقد تقدم معنا الإشارة إلى شيء من هذا، ومعلوم أن المسح على النعلين يفوت شيئاً ظاهراً، وأكثر القدم يظهر في النعال .

    وعلى هذا نقول: إن الحديث الوارد في ذلك ضعيف.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089176381

    عدد مرات الحفظ

    782458795