إسلام ويب

كتاب الصلاة [11]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من المسائل المتعلقة بأحكام الصلاة: التشهد وهو فرض كما حديث ابن مسعود، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير، والدعاء بعد التشهد، ويشير بأصبعه وأما التحريك فلا يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام لا نفياً ولا إثباتاً، والثابت الإشارة، وأما أين يضع بصره فحيث يخشع، أما زيادة أن بصره لا يجاوز إشارته ففيها نظر، والسلام فرض والالتفات سنة، فلو سلم الإنسان من غير التفات أجزأه، والسنة في ذلك أن يلتفت عن يمينه وشماله، والتسليمة الأولى فرض والثانية سنة.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    اللهم اغفر لنا ولشيخنا، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.

    أما بعد:

    فبأسانيدكم إلى أبي داود رحمنا الله تعالى وإياه، قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب التشهد

    حدثنا مسدد قال: أخبرنا يحيى عن سليمان الأعمش قال: حدثني شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود قال: ( كنا إذا جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة، قلنا: السلام على الله قبل عباده، السلام على فلان وفلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن إذا جلس أحدكم فليقل: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض - أو بين السماء والأرض -أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به ).

    حدثنا تميم بن المنتصر قال: أخبرنا إسحاق -يعني: ابن يوسف- عن شريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: ( كنا لا ندري ما نقول إذا جلسنا في الصلاة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم فذكر نحوه )، قال شريك: وحدثنا جامع -يعني: ابن أبي شداد- عن أبي وائل عن عبد الله بمثله ].

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    قال شريك: وحدثنا جامع، جامع هذا شيخ شريك اسمه جامع بن أبي راشد، وليس اسمه جامع بن شداد فيتأكد من المطبوع.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [قال شريك: وحدثنا جامع يعني: ابن أبي شداد عن أبي وائل عن عبد الله بمثله قال: ( وكان يعلمنا كلمات ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد: اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك، مثنين بها قابليها وأتمها علينا ).

    حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي قال: حدثنا زهير قال: حدثنا الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال: أخذ علقمة بيدي، فحدثني أن عبد الله بن مسعود أخذ بيده، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عبد الله، فعلمه التشهد في الصلاة، فذكر مثل دعاء حديث الأعمش: ( إذا قلت هذا أو قضيت هذا فقد قضيت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد ) ].

    هذا ليس مرفوعاً وإنما هو من قول عبد الله بن مسعود، في قوله: إذا قضيت هذا، أو فعلت هذا قضيت صلاتك، وإن شئت أن تقوم فقم، هذا من قول عبد الله بن مسعود، وربما يرويه عنه بالمعنى، بهذا يستدل الحنفية على أن التسليم ليس بواجب في الصلاة، ليس من أركانها، فلو انتقض وضوءه قبل السلام أنه لا شيء عليه، ولو قام قبل السلام فإنه لا شيء عليه، وهذا ليس مرفوعاً، وإنما هو من قول عبد الله بن مسعود، وجاء عنه خلافه، كما رواه عنه علقمة عن عبد الله بن مسعود.

    وبأسانيدكم إليه رحمه الله تعالى، قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا نصر بن علي قال: حدثني أبي قال: حدثنا شعبة عن أبي بشر قال: سمعت مجاهداً يحدث عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد: ( التحيات لله، الصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته -قال: قال ابن عمر: زدت فيها: وبركاته- السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله -قال ابن عمر: زدت فيها: وحده لا شريك له- وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ).

    حدثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا أبو عوانة عن قتادة، ح وحدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا هشام عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله الرقاشي قال: ( صلى بنا أبو موسى الأشعري فلما جلس في آخر صلاته، قال رجل من القوم: أقرت الصلاة بالبر، والزكاة، فلما انفتل أبو موسى أقبل على القوم، فقال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ قال: فأرم القوم، قال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ فأرم القوم، قال: فلعلك يا حطان قلتها، قال: ما قلتها، ولقد رهبت أن تبكعني بها، قال: فقال رجل من القوم: أنا قلتها وما أردت بها إلا الخير، فقال أبو موسى: أما تعلمون كيف تقولون في صلاتكم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا، فعلمنا وبين لنا سنتنا، وعلمنا صلاتنا، فقال: إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7] فقولوا: آمين، يحبكم الله، وإذا كبر وركع، فكبروا واركعوا، فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فتلك بتلك، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد، يسمع الله لكم، فإن الله عز وجل قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: سمع الله لمن حمده، وإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا، فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فتلك بتلك، فإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم أن يقول: التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) لم يقل أحمد: (وبركاته) ولا قال: (وأشهد) قال: (وأن محمداً).

    حدثنا عاصم بن النضر قال: حدثنا المعتمر قال: سمعت أبي قال: حدثنا قتادة عن أبي غلاب يحدثه عن حطان بن عبد الله الرقاشي بهذا الحديث، زاد: (فإذا قرأ فأنصتوا) وقال في التشهد بعد أشهد أن لا إله إلا الله زاد (وحده لا شريك له) قال أبو داود: قوله: (فأنصتوا) ليس بمحفوظ، لم يجئ به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث.

    حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاوس عن ابن عباس أنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن، وكان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله ).

    حدثنا محمد بن داود بن سفيان قال: حدثنا يحيى بن حسان قال: حدثنا سليمان بن موسى أبو داود قال: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب قال: حدثني خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب أنه قال: أما بعد: ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في وسط الصلاة أو حين انقضائها، فابدءوا قبل التسليم، فقولوا: التحيات الطيبات، والصلوات، والملك لله، ثم سلموا على اليمين، ثم سلموا على قارئكم، وعلى أنفسكم ). قال أبو داود: سليمان بن موسى كوفي الأصل كان بدمشق، ودلت هذه الصحيفة على أن الحسن سمع من سمرة ].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088549496

    عدد مرات الحفظ

    777270471