إسلام ويب

كتاب الصلاة [14]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • مما تميزت به صلاة الجمعة الخطبتان وقد تعلق بها أحكام نصت عليها السنة، فيستحب تخفيف الخطبة، والدنو من الإمام، وحرمة الكلام والإمام يخطب، وتخطي الرقاب، وهل يصلي الداخل تحية المسجد أم يجلس وغيرها، والخطبتان لا تقصران على الجمعة فقط بل العيد يشرع له خطبتان كذلك لكنهما بعد الصلاة وليس قبلها، ويستحب الجلوس واستماعهما.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أما بعد:

    فقد قال الإمام أبو داود رحمه الله تعالى: [باب رفع اليدين على المنبر

    حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زائدة عن حصين بن عبد الرحمن قال: ( رأى عمارة بن رؤيبة بشر بن مروان وهو يدعو في يوم جمعة فقال عمارة: قبح الله هاتين اليدين، قال زائدة: قال حصين: حدثني عمارة قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ما يزيد على هذه يعني: السبابة التي تلي الإبهام ) ].

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    وفي هذا شدة البدع التي تكون في الدين فيجب على العالم أن ينكرها مهما كان الذي بدرت منه، وبشر بن مروان كان خليفة ومع هذا أنكر عليه أمام الناس؛ لأن الإنكار في خاصته لا يبين للناس فربما ظن الناس أن هذه سنة فيبقي الأمر في أذهان الناس، ولهذا لا بد من حماية الناس من المنكر الذي يبدر من بعض العلية أو الوجهاء أو العلماء أياً كانوا إذا اقتدى بهم الناس، ولهذا نقول: إنه يجب على العالم أن يبين الخطأ المعلن علانية؛ لأن في ذلك حماية لدين الله سبحانه وتعالى، فإذا كان ثمة خطأ علانية وأنكر سراً فإنه يتفشى المنكر في الناس، ويستمر صاحب المنكر بفعل المنكر، ويستمر الذي ينصح ينصح سراً ثم يبقى الأمر على ما هو عليه وهذا من المعاني الخاطئة، بل نقول: لا بد من إنكار المنكر علانية حتى لا ينتشر في الناس.

    أما ما يتعلق بتوجيه الإنكار إلى فاعله عيناً فهذا ينظر إلى المصلحة، والأصل في ذلك أن الإنسان ينكر المنكر بعينه ويبينه للناس، وإذا احتاج إلى بيان فاعله وأنه أخطأ في ذلك حتى لا يلتبس على الناس فإنه يفعله، وإن نصحه بينه وبينه فهو الأولى، لكن لا يعطل إنكار المنكر بعينه هيبةً لأحد؛ لأن حماية الدين أولى، وعمارة عليه رضوان الله تعالى صحابي جليل أنكر على بشر بن مروان وهو خليفة، وذلك لأن هذه المسألة ربما يتقللها البعض فيقول: هي مسألة يسيرة، لكنها تقتضي إحداثاً فبين له ذلك الأمر وأغلط عليه.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا مسدد قال: حدثنا بشر بن المفضل قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني: ابن إسحاق - عن عبد الرحمن بن معاوية عن ابن أبي ذباب عن سهل بن سعد قال: ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهراً يديه قط يدعو على منبره ولا على غيره، ولكن رأيته يقول هكذا وأشار بالسبابة وعقد الوسطى بالإبهام ) ].

    وهذا سواءً كان في خطبة الجمعة أو في غيرها، بعض الناس إذا أراد أن يدعوا إما أن يرفع يديه أو لا يشير بإصبعه، نقول: إن الإنسان إذا لم يرفع يديه فإنه يشير بإصبعه في حال دعائه إذا دعا، اللهم اغفر لي أو ارحمني وارزقني واهدني واجبرني وسددني وغير ذلك ويشير بإصبعه إذا لم يتمكن سواءً كان ماشياً أو قاعدا أو متحدثاً مع غيره أو نحو ذلك، والإشارة بالإصبع تكون بعد رفع اليدين، ولهذا نقول: الدعاء له أحوال، دعاء مع رفع اليدين، ودعاء مع الإشارة بالإصبع وهي المرتبة الثانية، ودعاء لا إشارة ولا رفع اليدين وكلها واردة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088821354

    عدد مرات الحفظ

    779261659