إسلام ويب

الأحاديث المعلة في باب الصيام [2]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • وردت عدة أحاديث معلة في الصيام منها ما يتعلق بتبييت النية من الليل، ومنها ما يتعلق بتعجيل الفطر وتأخير السحور، وتعجيل الفطر ورد في صحيح البخاري وإنما الإشكال في قرنه بتأخير السحور، ومنها ما يتعلق بأدعية مخصوصة عند الفطر، ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء بهذا الخصوص، ونفي ثبوت ذلك لا يعني ألا يدعو الإنسان بل لو دعا فلا حرج في ذلك

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فنكمل في هذا الدرس ما يتعلق بالأحاديث المعلة في الصيام.

    الحديث الأول: حديث أبي هريرة عليه رضوان الله تعالى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( صومكم يوم تصومون، وفطركم يوم تفطرون ).

    هذا الحديث رواه الإمام أحمد و الترمذي في كتابه السنن من حديث عبد الله بن جعفر ، عن عثمان بن محمد الأخنسي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخرجه الترمذي وقال بعد إخراجه: حسن غريب، واستغراب الترمذي رحمه الله لهذا الحديث ولتفرد عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الأخنسي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة ، و عثمان الأخنسي وهو ابن المغيرة قد تكلم فيه بعض العلماء، وذلك من جهة ذاته فإنه ليس بذلك الحافظ، وإن كان في ذاته صدوقاً، ومن جهة أخرى فيما يتفرد به عن سعيد المقبري خاصة، وقد تكلم عليه في ذلك علي بن المديني رحمه الله، وقال النسائي : إنه ليس بالقوي، يعني: في ذاته، وهذا الحديث أخذ على عثمان التفرد بروايته، وإن كان مستقيماً من جهة المعنى، ومن العلماء من يميل إلى تحسينه وإلى العمل به، وهو ظاهر عمل عامة المتأخرين، وذلك له وجه، وقد جاء هذا الحديث من طرق متعددة، فقد رواه الإمام أحمد و أبو داود في كتابه السنن من حديث أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( فطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون ).

    وهذا الحديث معلول بأن محمد بن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة كما قال ذلك غير واحد من الحفاظ، كـأبي زرعة ، و الدارقطني ، و الأثرم ، وغيرهم، وقد جاء من وجهٍ آخر عند ابن ماجه في كتابه السنن من حديث أيوب عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا فيما يظهر لي -والله أعلم- أنه وهم وغلط، فما جاء في سنن ابن ماجه من قوله أيوب عن محمد بن سيرين وهم، والصواب في ذلك أنه عن محمد بن المنكدر لا عن محمد بن سيرين ، و محمد بن المنكدر لم يسمع هذا الحديث من أبي هريرة عليه رضوان الله تعالى كما تقدمت الإشارة إليه، وهو معلول بهذا، وقد جاء هذا الحديث من وجهٍ آخر عند الدارقطني كما في كتابه السنن من حديث محمد بن عمر الواقدي ، عن ثابت وداود وآخر، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث في روايته في هذه الطرق قد تفرد به محمد بن عمر الواقدي في روايته من هذا الوجه، وقد أعله في ذلك جماعة كـابن عبد الهادي ، وأعله قبله أبو الفرج ابن الجوزي ، وغيرهم من الأئمة، و محمد بن عمر الواقدي وإن كان إماماً في المغازي إلا أنه في أبواب الرواية في غير المغازي منكر الحديث، وقد اتهمه غير واحد من الأئمة بالكذب، ويظهر في ذلك أنه قد روى هذا الحديث عن الإمام مالك رحمه الله، و ابن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا طريق يذكره بعضهم وهو من وضع محمد بن عمر الواقدي لهذا الحديث عن الإمام مالك ، فإن هذا الحديث لا يعرف في حديث الإمام مالك ولم يروه المعروفون من أصحابه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089096998

    عدد مرات الحفظ

    781619036