إسلام ويب

الأحاديث المعلة في الصلاة [32]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من الأحاديث المعلة في الصلاة: حديث أبي هريرة: (من كان له إمام، فقراءة الإمام له قراءة)، وحديث: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فما زاد)، وحديث: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر)، وحديث أبي سعيد الخدري: (أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما زاد)، وحديث: (من كان خلف الإمام، فليقرأ بفاتحة الكتاب لنفسه)

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    تكلمنا على قراءة الفاتحة في الصلاة سواءً كانت سرية أو جهرية، وشيئاً من الأحاديث الواردة في ذلك.

    الحديث الأول: حديث أبي هريرة عليه رضوان الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان له إمام، فقراءة الإمام له قراءة )، هذا الحديث يرويه محمد بن عباد الرازي عن أبي يحيى إسماعيل بن إبراهيم التيمي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث فيه جملة من العلل:

    الأولى: أنه تفرد به محمد بن عباد الرازي ويرويه عن أبي يحيى إسماعيل بن إبراهيم التيمي ، وهؤلاء ضعفاء لا يحتج بحديثهما، و أبو يحيى إسماعيل بن إبراهيم التيمي أشد ضعفاً من محمد بن عباد الرازي ، ضعفه غير واحد من الأئمة عليهم رحمة الله كـابن معين وغيره.

    وأما محمد بن عباد الرازي فقد ضعفه غير واحد من الأئمة كـالدارقطني عليه رحمة الله، إلا أن أبا يحيى منهم من يضعفه جداً كـابن نمير كما نقل ذلك البخاري عليه رحمة الله تعالى عنه، يقول: قال ابن نمير: ضعيف جداً، يعني: إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي ، وتفردهما بهذا الحديث أمارة على شدة ضعفه.

    الثانية: أن هذا الحديث في عموم الإطلاق يحتاج إلى ما يعضده في أمور المتن، ولا وجه يثبت أيضاً فيما يعضده، وقد جاء من معناه من وجه آخر عند الدارقطني في كتابه السنن من حديث زكريا أبي يحيى الوقار عن بشر بن بكر عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث تفرد به زكريا أبي يحيى الوقار وهو متروك الحديث، قد اتهمه بالوضع غير واحد كـابن عدي عليه رحمة الله في كتابه الكامل، فإنه قال: كان يضع الحديث.

    وهذا الحديث هو في سياق ما تقدم من معانيه من الأحاديث الواردة في ذلك وهي شديدة الضعف، والأحاديث بهذا الإطلاق عن النبي عليه الصلاة والسلام لا يثبت منها شيء، ولا يخلو حديث بعلة شديدة لا تجعله يقوم بغيره فضلاً عن أن يقوم بنفسه.

    وجاء معناه أيضاً من حديث أنس بن مالك عليه رضوان الله تعالى. وهذا الحديث على ما تقدم هو حديث منكر.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088518107

    عدد مرات الحفظ

    777078999