إسلام ويب

الأحاديث المعلة في باب الصيام [3]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من الأحاديث المعلة المتعلقة بالصيام النهي عن الكحل للصائم، وقد ضعف بعبد الرحمن بن النعمان فهو ضعيف وأبوه مجهول، ثم إنه وردت أحاديث في المضمضة والحجامة والجماع صريحة صحيحة فكان الأولى بسند هذا الحديث أن يكون مثلها في القوة؛ لأن هذه المسألة مما يحتاج إليها الناس ومدعاة للنقل والاهتمام. ومن تلك الأحاديث: من أفطر يوماً من رمضان لم يجزه أن يصوم الدهر... فإن متنه مخالف لأصول الشريعة الحاثة على التوبة وأنها تعم جميع الذنوب.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فتكلمنا بالأمس على مجموعة من الأحاديث المعلولات في الصيام، وتكلمنا في المجلس السابق عن حديث أنس بن مالك عليه رضوان الله: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفطر على رطبات، فإن لم يجد فعلى تمرات وإلا حسا حسوات من ماء ).

    هذا الحديث اجتزأنا فيه الكلام في المجلس السابق، وهذا الحديث جاء من حديث عبد الرزاق عن جعفر بن محمد عن ثابت عن أنس بن مالك .

    هذا الحديث معلول بعدة علل: أول هذه العلل: هي تفرد عبد الرزاق في روايته له عن جعفر بن محمد , ولا يعرف هذا الحديث إلا من طريقه، ولهذا استنكره عليه أبو حاتم ، واستنكره عليه أبو زرعة أيضاً، فإنهما قالا: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث عبد الرزاق عن جعفر ، ولا ندري من أين جاء به، يعني: أنه لم يكن معروفاً عن جعفر في روايته عن ثابت .

    العلة الثانية: أن هذا الحديث من مفاريد جعفر عن ثابت أيضاً، فإن جعفراً له مفاريد عن ثابت كما ذكر ذلك علي بن المديني فقال: إن له أحاديث منكرة يحدث بها عن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مكثر بالرواية عن ثابت ، مع سوء حفظٍ فيه.

    العلة الثالثة: أن الأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفطر لم يثبت فيها ذكر الرطب كما تقدمت الإشارة إلى ذلك، وقد أعل هذا الحديث البزار رحمه الله في المسند لما أخرجه، فإنه قال: لا يعرف هذا الحديث من حديث ثابت إلا من رواية جعفر ، ولا عن جعفر إلا من رواية عبد الرزاق ، قال: ورواه رجل من أهل البصرة هو سعيد بن سليمان ، يرويه عن جعفر بن ثابت عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال وأنكره عليه، وضعفه، يعني: أن هذا الحديث لا يعرف إلا من حديث عبد الرزاق في روايته عن جعفر عن ثابت عن أنس بن مالك ، وأعله ابن عدي رحمه الله في كتابه الكامل، فإنه أورده مع جملة مفاريد جعفر عن ثابت عن أنس بن مالك ، أما الدارقطني رحمه الله فقد أخرج هذا الحديث في كتابه السنن، وجاء بعده في السنن إسناده صحيح، والمتتبع لطريقة الدارقطني رحمه الله في أبواب علل الأحاديث بالتفرد يجد أنه يشدد في هذا، وهذا لا يجري على طريقته، ولهذا أقول: إنه ينبغي أن يحترز من إطلاق كلمة: إسناده صحيح عند الدارقطني في كتابه السنن، وينبغي أن ينظر إلى ما يتكلم عليه في كتابه العلل، وينظر إلى المناهج الأخرى فربما تكون هذه الألفاظ أو بعضها من النساخ وليس من الدارقطني ، والأصل في السنن أن الدارقطني صنفها لجمع المنكرات والمفاريد والغرائب في الأحكام، وإذا قصد هذا فإن ما يحكم عليه بالصحة وكذلك الحسن فإنه ينظر إلى هذا الاصطلاح عنده، وينظر أيضاً إلى مجموع كلامه في كتبه الأخرى، كالعلل وغيرها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089347833

    عدد مرات الحفظ

    783949493