إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (473)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم الطلاق المؤقت

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلا بالشيخ: عبد العزيز.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، باعث الرسالة مستمع من هناك يقول: (م. أ. م)، صاحب هذه الرسالة عرضنا بعض أسئلة له في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة بقي له سؤالان.

    سؤاله الأول يقول: رجل قال لزوجته: أنت طالق لمدة سنة، ما حكم ذلك، وهو يريد مراجعة زوجته فماذا يعمل؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

    فالمعروف عند أهل العلم أن الطلاق لا يؤقت، متى وقع وقع، بخلاف التحريم فإنه يؤقت، أما المرأة فلا يكون طلاقها مؤقتاً، متى طلقت صار طلاقها غير مؤقت، فإن كان رجعياً فله رجعتها، وإن كان بائناً بانت بذلك، ولكن لخطورة المقام ووجوب الحيطة نؤجل البت في ذلك إلى حلقة أخرى؛ لأن المقام جدير بالعناية، والله ولي التوفيق.

    1.   

    حكم قول المصلي في التشهد: السلام عليك أيها النبي

    السؤال: سؤاله الثاني يقول: هل يقول المصلي في أثناء التشهد: السلام عليك أيها النبي! أو يقول: السلام على النبي؟

    الجواب: كلاهما جائز، والأفضل أن يقول: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته)؛ لأن هذا هو المحفوظ في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلم أصحابه هكذا، في حديث ابن مسعود وفي حديث أبي مسعود الأنصاري وغيرهما يعلمهم: (السلام عليك أيها النبي) وهكذا في حديث أبي موسى وغيرهما، فهذا هو الأفضل: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته)، فإن قال: (السلام على النبي ورحمة الله وبركاته) صح، يروى هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه، لكن الأول هو الذي ينبغي؛ لأنه هو الذي صدر من النبي صلى الله عليه وسلم وعلمه أصحابه، (السلام عليك أيها النبي!) وهذا من باب الاستحضار، ما هو بدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد يتوهم بعض الناس أن هذا دعاء للنبي صلى الله عليه وسلم وليس دعاء للنبي، ما يدعوه الإنسان إنما يدعو له، فهو يدعو له بالسلامة والرحمة والبركة. (السلام عليك أيها النبي!) يعني: السلامة من الله لك، والرحمة من الله لك والبركة، وليس يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم السلامة، بل يدعو له بالسلامة، يدعو له بالرحمة والبركة، فقوله: (أيها النبي) ليس دعاء له (يا أيها النبي) هو بمعناه أني أسأل النبي شيئاً، بل معناه: أخصك أيها النبي بهذه الدعوة، (السلام عليك أيها النبي) يعني: أخصك أيها النبي بهذا الدعاء من السلامة والرحمة والبركة.

    1.   

    شروط الحجاب الشرعي

    السؤال: من جمهورية السودان الشقيقة هذه رسالة بعثتها إحدى الأخوات، تقول: سعدية موسى ، الأخت سعدية تسأل ثلاثة أسئلة: في أحد أسئلتها تقول: ما هي شروط الحجاب الشرعي؟

    الجواب: شروط الحجاب الشرعي: أن يكون ساتراً لمحاسن المرأة، يستر وجهها وشعرها وبدنها، ليس رقيقاً ترى منه زينتها، بل يكون ساتراً صفيقاً يستر عورتها ويستر بدنها، ويكون ذلك من اللباس الذي ليس فيه محذور، ليس مغصوباً ولا نجساً.

    1.   

    تحريم مصافحة المرأة للرجل الأجنبي

    السؤال: سماحة الشيخ! كثر السؤال عن مصافحة المرأة للرجل أو العكس، وأختنا سعدية تسأل أيضاً؟

    الجواب: تقدم في هذا البرنامج غير مرة الجواب عن هذا، وأنه لا يجوز للمرأة أن تصافح الرجال غير محارمها، وليس للرجل أن يصافح غير محرمه، أما المحرم كأخته وعمته فلا بأس، أما المرأة كونها تصافح الرجل الأجنبي كابن عمها أو أخي زوجها أو زوج أختها هذا لا يجوز ولو من دون حائل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء)، وتقول عائشة رضي الله عنها: (والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط ما كان يبايعهن إلا بالكلام) وما ذاك إلا لأنهن فتنة، ولأن مصافحتهن وسيلة إلى الافتتان بهن، فإن لمسك كفها ومعرفة حال كفها قد يجر إلى فتنة، حتى قال بعض أهل العلم: إن ذلك أضر وأخطر من النظر.

    1.   

    التوبة من الغيبة

    السؤال: لها سؤال أخير تقول فيه: كنت في الماضي أغتاب الناس، والآن تركت الغيبة والحمد لله، فهل يتوب الله علي؟

    الجواب: نعم، من تاب تاب الله عليه، إذا تاب الإنسان توبة صادقة مشتملة على الندم على الماضي والإقلاع من الذنب، والعزم الصادق ألا يعود إليه تاب الله عليه، كما قال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [التحريم:8].

    لكن من شرط التوبة من حق المسلم أن يعطى حقه، إن كان مالاً يعطى حقه، إن كان دماً يمكن من القصاص، إن كان عرضاً يستباح يقال: يا أخي! أبحني تكلمت في عرضك سامحني أبحني اعف عني، فإن كان لا يستطيع ذلك لأن الذي اغتيب قد مات، أو بعيد عنه لا يتمكن من مقابلته أو الكتابة إليه، أو يخشى من إخباره بذلك فتنة وشراً، فإنه يكفيه الاستغفار والندم والتوبة الصادقة مع ذكر أخيه الذي اغتابه في المجالس التي اغتابه فيها، يذكره بالخير، يذكره بالشيء الطيب الذي يعرفه عنه بدلاً مما ذكره به من الشر، فيكون هذا بدل هذا، كما ذكره سابقاً بصفاته الذميمة يذكره بعد ذلك بصفاته الطيبة التي يعلمها حتى تكون هذه بهذه، إذا لم يتيسر استحلاله خوفاً من الفتنة، ويدعو له ويستغفر له، والله جل وعلا يتوب على التائبين سبحانه وتعالى.

    1.   

    حكم قراءة المأموم الفاتحة في الصلاة الجهرية والسرية

    السؤال: من جمهورية مصر العربية، كليه التربية، محافظة كفر الشيخ، المستمع: محمد حامد محمد عبد الوهاب بعث برسالة وضمنها سبعة أسئلة.

    في أحد أسئلته يقول: إذا قرأ الإمام في الصلاة الجهرية بالفاتحة ثم أتبعها بسورة ولم يترك بينهما وقتاً، فهل أقرأ أنا الفاتحة أم أسكت؟ وإذا فصل بين الفاتحة والسورة وقرأت أنا ولكن المدة لم تكف، وقرأ هو السورة وأنا ما زلت في الفاتحة فهل أكمل الفاتحة أم أسكت؟

    الجواب: نعم، الواجب قراءة الفاتحة مطلقاً سواء سكت الإمام أم لم يسكت الإمام، إن سكت شرع للمأموم أن يقرأها في السكتة حتى يجمع بين القراءة وبين الإنصات، ولو قرأت ثم بدأ يقرأ وأنت لم تكمل كملتها، فإن لم يسكت تقرأ وإن كان يقرأ ثم تنصت بعد ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟ قلنا: نعم. قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها)، وهذا نص صريح في أمر المأموم بقراءتها مطلقاً في الجهرية والسرية، وهكذا عموم قوله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج فهي خداج غير تمام). فالواجب على المأموم في أصح قولي العلماء أن يقرأ في السرية والجهرية.

    والعلماء لهم أقوال ثلاثة:

    أحدها: أنه لا يقرأ مطلقاً لا في السرية ولا في الجهرية بل تسقط عنه القراءة بقراءة الإمام.

    والقول الثاني: يقرأ في السرية دون الجهرية؛ لعموم قوله جل وعلا: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا [الأعراف:204]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (وإذا قرأ الإمام فأنصتوا).

    والقول الثالث: أنه يقرأ في السرية والجهرية؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، ولقوله أيضاً عليه الصلاة والسلام: (لعلكم تقرءون خلف إمامكم، قلنا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها).

    فهذا حديث صحيح يدل على أن المأموم يقرأ في السرية والجهرية الفاتحة خاصة، ثم إذا كان في الجهرية ينصت لإمامه، أما في السرية فيقرأ زيادة ولا حرج؛ لأنه ليس هناك قراءة ينصت لها، أما قوله جل وعلا في كتابه العظيم: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا [الأعراف:204] فهذا من العام المخصوص والسنة تخص القرآن، هذه الآية مخصوصة بغير الفاتحة، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم: (وإذا قرأ الإمام فأنصتوا) هذا عام مخصوص بالفاتحة، والقاعدة الكلية أن السنة تخص الكتاب، وأن الأحاديث يخص بعضها بعضاً، هذه قاعدة معلومة عند أهل الأصول وعند أهل المصطلح، فإذا تعارضت النصوص وجب تخصيص العام بالخاص ووجب تقييد المطلق بالمقيد، وهذا أمر معلوم عند أهل العلم، والله ولي التوفيق.

    1.   

    حكم من ركع إمامه وهو لم يكمل قراءة الفاتحة

    السؤال: يقول أخونا: إذا ركع الإمام وأنا أقرأ الفاتحة ولم أكملها بعد، فهل أركع معه أم أكمل الفاتحة؟ ومتى تسقط الفاتحة عن المأموم في الصلاة؟

    الجواب: إذا كان لم يبق إلا شيء يسير كالآية والآيتين يكمل، وإذا كنت تخشى أن يرفع فاركع ويسقط عنك ما بقي، كما لو جئت والإمام قد ركع تركع وتسقط عنك الفاتحة، لو جاء المأموم والإمام راكع ركع معه وأجزأته الركعة كما في صحيح البخاري من حديث أبي بكرة رضي الله عنه (أنه جاء والنبي صلى الله عليه وسلم راكع فركع دون الصف ثم دخل في الصف، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال له: زادك الله حرصاً ولا تعد) ولم يأمره بقضاء الركعة، وهذا قول الأئمة الأربعة جميعاً، أن من أدرك الإمام راكعاً أجزأته الركعة وسقطت عنه الفاتحة، فهكذا إذا قرأ أولها ثم خاف من فوات الركعة يركع ولا يضره ذلك، وهكذا لو نسيها المأموم أو كان جاهلاً سقطت عنه وأجزأته صلاته مع الإمام.

    بخلاف المفرد والإمام فإنها لا تجزئه، لو سها عنها أو جهلها لابد من قراءتها؛ لأنها ركن صلاته، أما المأموم فهي في حقه واجبة مع الذكر ومع العلم، بدليل أنه صلى الله عليه وسلم لم يأمر أبا بكرة الثقفي بالإعادة لما جاء والإمام راكع.

    1.   

    حكم الصلاة في المسجد الذي حوله قبر

    السؤال: إذا كان المسجد ملحقاً به قبر، والقبر خارج المسجد وليس بداخله، فهل تجوز الصلاة فيه، وهل إذا دعتني الحاجة للصلاة فيه فهل أصلي أم لا؟

    الجواب: إذا كان القبر خارج المسجد فلا مانع أن يصلى فيه، وينبغي نقل القبر إلى المقبرة العامة إبعاداً للشبهة، ولئلا يغلى فيه لاسيما إذا كان منسوباً للصلاح، فينبغي للمسئولين أن ينقلوا رفاته إلى المقبرة العامة، وإذا كان يخشى من الفتنة يدفن في الليل ويخفى ولا يعرفه أحد إلا الخواص الذين دفنوه، كما فعل عمر في قبر دانيال لما خاف الفتنة حفر له ثلاثة عشر قبراً بالليل ودفنه في واحد منها وسواها كلها حتى يخفى أمره في العراق.

    فالمقصود أن القبر الذي حول المسجد ينبغي نقله إلى المقبرة العامة حتى لا يفتن به الناس إذا تيسر ذلك، وهذا يتعلق بالمسئولين من العلماء والأمراء، فإذا تيسر نقله من دون فتنة نقل وإلا بقي، ولكن لا يجوز أن يدعى من دون الله، ولا أن يطاف به، ولا أن يستغاث به، ولا أن يتمسح به، ولا يمنع من الصلاة في المسجد إذا كان خارج المسجد لا يمنع من الصلاة في المسجد، أما إذا كان في داخل المسجد فإنه ينبش، إذا كان بعد المسجد ينبش ويبعد عن المسجد إلى المقبرة العامة.

    أما إذا كان قديماً والمسجد بني عليه فالمسجد هو الذي يهدم؛ لأنه أسس على غير هدى، إذا بني على القبر صار هو الجديد فإنه يهدم لأنه أسس على غير تقوى.

    المقدم: جزاكم الله خيراً.. سؤال في نفس الموضوع تقريباً يقول: هل هناك فرق بين صلاة النافلة وصلاة الفرض إذا صليت في المسجد الذي فيه قبر؟

    الشيخ: لا فرق في ذلك لا يجوز ولا تصح، سواء كانت نافلة أو فريضة.

    1.   

    المشروع لمن أقيمت الصلاة وهو يصلي النافلة

    السؤال: إذا أقام المؤذن للصلاة وأنا مازلت في صلاة السنة، فهل أسلم من الصلاة، أم أكمل الصلاة ثم ألحق بهم؟

    الجواب: الأرجح من قولي العلماء أنك تنوي قطعها وتلحق بالصلاة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) رواه مسلم ، ولما رأى صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي وقد أقيمت الصلاة أنكر عليه.

    فالمقصود: أنه إذا أقيمت الصلاة وأنت تصلي فاقطعها وادخل مع الإمام ولا تكملها، فالفريضة أهم، وقال بعض أهل العلم: إنه يتمها خفيفة، ولكن الصواب أنه لا يتمها بل يقطعها ولا يحتاج إلى سلام، بل يقطعها بالنية ويكفي والحمد لله.

    1.   

    حكم صلاة تحية المسجد بعد العصر

    السؤال: دخلت المسجد قبل صلاة المغرب فهل أصلي تحية المسجد أم أجلس؟

    الجواب: السنة أن تصلي تحية المسجد، إن كان قبل الغروب فهذه من ذوات الأسباب، تصلي على الصحيح ثم تجلس، أما إن كان بعد الغروب فليس في ذلك إشكال، تصلي تحية المسجد ثم تجلس؛ لأنه زال وقت النهي، لكن الخلاف فيما إذا دخلت قبل الغروب، هذا هو محل الخلاف بين العلماء: هل تصلي أم لا؟ والصواب أنه يشرع للداخل أن يصلي ركعتين إذا دخل بعد العصر قبل غروب الشمس ثم يجلس؛ لأن هذه الصلاة يقال لها: إنها من ذوات الأسباب، يعني: لها سبب وهو الدخول فيصليها ثم يجلس، وهكذا لو كسفت الشمس بعد العصر فإنها تصلى صلاة الكسوف لأنها من ذوات الأسباب، وهكذا لو طاف بعد العصر في مكة بالكعبة صلى ركعتي الطواف بعد العصر أو بعد الصبح؛ لأنها من ذوات الأسباب.

    1.   

    المشروع لمن دخل المسجد والمؤذن يؤذن

    السؤال: إذا دخلت المسجد وكان المؤذن يؤذن، فهل أقف أم أجلس؟

    الجواب: تقف تستمع، تجيب المؤذن ثم تصلي ركعتين، هذا هو السنة، تجيب المؤذن ثم تصلي ركعتين، وتجمع بين السنتين، فإن شق عليك القيام تبدأ تصلي ركعتين ولو كان يؤذن والحمد لله.

    1.   

    حكم قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة وحكم مسح الوجه باليدين بعد الدعاء

    السؤال: سؤاله الأخير: ما حكم قراءة آية الكرسي في دبر كل صلاة، وكذلك مسح الوجه بعد الفراغ من الدعاء؟

    الجواب: قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة سنة، جاءت فيها عدة أحاديث، فيستحب للمؤمن قراءتها بعد الصلاة، بعد السلام وبعد الذكر، يقرؤها بينه وبين نفسه، هذا هو الأفضل.

    أما مسح الوجه باليدين فقد اختلف فيه العلماء، وورد فيه أحاديث ضعيفة، فالأفضل ترك ذلك، وإن مسح فلا حرج؛ لأن بعض أهل العلم رآها من باب الحسن لغيره وأجاز المسح، فالأمر في هذا واسع.

    لكن الأحاديث الصحيحة الكثيرة تدل على أن الترك أفضل؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما دعا في الاستسقاء لم ينقل عنه أحد أنه مسح بيديه بعدما فرغ من دعاء الاستسقاء، والناس يسمعونه وينظرونه عليه الصلاة والسلام، وهكذا لا نعلم في الأحاديث الصحيحة أنه مسح عليه الصلاة والسلام، لكن جاء في أحاديث فيها ضعف أنه مسح، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في البلوغ: إن مجموعها يقضي بأنه حديث حسن، يعني: حسن لغيره.

    1.   

    حكم الفطر للمسافر أول يوم من رمضان

    السؤال: رسالة من مستمع لم يذكر اسمه داخل الرسالة، له جمع من الأسئلة.

    في أحدها يقول: ما حكم صيام وإفطار المسافر لليوم الأول من رمضان إذا أتاه رمضان أثناء سفره؟

    الجواب: الأفضل له الفطر إذا كان في السفر، في أول رمضان أو في غيره الأفضل له الفطر؛ لقول الله سبحانه: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185]، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يفطرون في السفر ويصومون، ودلت السنة على أن الفطر أفضل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس من البر الصوم في السفر).

    1.   

    حبس دم الذبيحة عند ذبحها

    السؤال: يسأل ويقول: البعض عند ذكاة الحمام يمنع خروج الدم بقبضته عند رقبة الفراخ، ما حكم لحم هذا الذبيح؟

    الجواب: إذا كان منع خروج الدم لا تصح الذبيحة، لابد أن يكون الدم مسفوحاً، لابد من إراقة دم الذبيحة، سواء كان ذبيحة من الأنعام كالإبل والبقر والغنم أو من الدجاج أو من الطيور الأخرى، لابد من إسالة دمها، لأن الرسول عليه السلام قال: (ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل)، ومعناه الذي ما ينهر الدم لا يؤكل.

    1.   

    حكم تلقين الميت بعد دفنه

    السؤال: يعتقد البعض أن الميت يلقن الحجة، وهي أن يقال له بعد ذهاب الناس بعد الدفن، ينادى باسمه منسوباً إلى أمه عند سؤال الملكين قل كذا وكذا، هل هذا وارد في السنة؟

    الجواب: هذا ورد في أحاديث ضعيفة بل موضوعة، وورد عن بعض السلف، لكنه قول ضعيف غير صحيح بل هو بدعة، لا يشرع أن يلقن، يروى عن جماعة من أهل الشام من العلماء ولكنه قول ضعيف، وهذه المسائل لا تقال بالرأي، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لقن أو أمر بالتلقين، بل الأحاديث المرفوعة في هذا كلها غير صحيحة، والمشروع أن لا يلقن، بل إذا فرغ الناس من دفنه دعوا له بالثبات والمغفرة فقط، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل (كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، وقال: استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل) وما كان يلقنه، ما كان يقول له: اذكر ما خرجت من الدنيا أنك تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأنك رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً وبالقرآن إماماً، ما كان يفعل هذا عليه الصلاة والسلام.

    المقصود: أنه ما كان يلقن الميت ولا كان أصحابه يلقنون، وإنما كان يدعو له إذا فرغ من دفنه، قال: (استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل) هكذا السنة، يقول: اللهم اغفر لفلان، اللهم اغفر له، اللهم ثبته بالقول الثابت، اللهم ثبته على الحق، هذا هو المشروع.

    1.   

    تقييم تفسير ابن كثير

    السؤال: بعض الكتاب الإسلاميين يحمل كثيراً على ابن كثير ويرجح ابن الجوزي في بعض الشروح فما هو رأيكم؟

    الجواب: تفسير ابن كثير تفسير عظيم، تفسير سلفي على طريقة أهل السنة والجماعة، ويمتاز بالعناية بالأحاديث وتطريقها وعزوها إلى مخرجيها، فلا أعلم له نظيراً، كتاب عظيم ليس له نظير من جهة العناية بتفسير القرآن بالآيات والأحاديث، لكن يفوقه بعض التفاسير الأخرى في العناية بالمعاني والقراءات، أما من جهة تفسير القرآن بالقرآن والعناية بالعقيدة السلفية والعناية بالأحاديث فليس له نظير فيما أعلم، لا ابن الجوزي ولا غيره، وابن الجوزي له أغلاط في العقيدة.

    وتفسيره تفسير مفيد ولكن تفسير ابن كثير يمتاز عليه من جهات كثيرة كما تقدم، ويمتاز على غيره من التفاسير أيضاً.

    1.   

    حكم تقليد عالم من العلماء مطلقاً كأحد الأئمة الأربعة

    السؤال: هل يمكن أن أختار أحد العلماء الأربعة المشهورين لكي أعمل على طريقتهم دون الآخرين، وأقرأ له لكي أتمكن من التطبيق فعلاً؟

    الجواب: ليس لك أن تقلد واحداً مطلقاً، بل عليك أن تسأل أهل العلم عما أشكل عليك، والتقليد لا يجوز بل يجب على طالب العلم أن ينظر في الأدلة الشرعية ويختار ما تقتضيه الأدلة، سواء وافق الأئمة الأربعة أو لم يوافقهم، وإذا كان عامياً فإنه لا يقلد أحداً من هؤلاء، بل يسأل أهل العلم في زمانه، أهل العلم بالسنة أهل البصيرة يسألهم عما أشكل عليه ويعمل بما يفتى به؛ لأن مثله لا يعرف يميز بين الصحيح والسقيم من أقوال العلماء، لا يعرف الحق من الباطل، فالعامي يحتاج إلى من يقوده إلى الحق ويدله عليه من علماء السنة.

    المقدم: سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767424473