إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. أحمد حطيبة
  5. شرح الترغيب و الترهيب للمنذرى
  6. شرح الترغيب والترهيب - الترغيب في المشي إلى المساجد سيما في الظُّلَم وما جاء في فضلها

شرح الترغيب والترهيب - الترغيب في المشي إلى المساجد سيما في الظُّلَم وما جاء في فضلهاللشيخ : أحمد حطيبة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في المشي إلى المساجد وأخبر أن الله سبحانه يُعد لمن مشى إليها نزلاً عنده في الجنة كلما غدا إليها أو راح، كما بشر النبي صلى الله عليه وسلم الذين يذهبون إلى المساجد في الظُّلم -خاصة- بالنور التام يوم القيامة وأخبر أن الله ضمن لمن خرج إلى المسجد أن يرزقه وأن يكفيه ما دام حياً وإن مات أن يدخله الجنة.

    1.   

    فضيلة المشي إلى المساجد

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.

    أما بعد:

    روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح) .

    وروى أبو داود والترمذي عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) .

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليضيء للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنور ساطع يوم القيامة) .

    رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.

    وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين) رواه أبو داود .

    هذه أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يذكرها الحافظ المنذري في كتابه الترغيب والترهيب في باب: الترغيب في المشي إلى المساجد لا سيما في الظُّلم.

    والمسلم إذا مشى إلى بيوت الله فإن الله يأجره على ذلك، فلا يخطو خطوة إلا ويرفع الله عز وجل له بها درجة ويحط عنه بها سيئة، بعد عن المسجد أو قرب منه، وكلما ابتعدت كلما كان الأجر أعظم، وكلما كان بيتك بعيداً عن المسجد كلما كان أفضل.

    وليس معنى الحديث أن الإنسان يتتبع المساجد البعيدة لهذا الفضل؛ لأنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن تتبع المساجد، ولكن يصلي الإنسان في مسجد حيه، حتى يأتلف مع أهل حيه، ويتعرف عليهم، ويكون معهم في صلاتهم، ويعود مريضهم، ويحضر جنازتهم، ويعرف أهل حاجتهم وهكذا. لكن الذي يكون بيته بعيداً عن المسجد لا يخطو خطوة إلا كان له بها أجر ولا يخطو أخرى إلا حط الله عز وجل عنه بها وزراً.

    هنا يقول عليه الصلاة والسلام: (من غدا إلى المسجد أو راح) والغدو: البكور في أول النهار. والرواح في آخر النهار، وكأن الغرض أنه في أي صلاة من الصلوات من الفجر إلى العشاء كلما ذهبت إلى المسجد ورجعت إلى بيتك أعد الله عز وجل لك في الجنة نزلاً كلما غدوت أو رحت، فكلما ذهبت إلى المسجد في أول النهار أو في آخر النهار فإن الله سبحانه وتعالى يكافئك بنزل في الجنة، وأصل النزل: طعام الضيف، فالله عز وجل يعد لك ضيافتك في الجنة كلما ذهبت إلى بيت الله عز وجل.

    فأنت وأنت ذاهب إلى بيت الله عز وجل تعد زائراً لله سبحانه وتعالى، وقد ورد عن سلمان عند الطبراني في الكبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله، وحق على المزور أن يكرم الزائر) أنت إذا زرت إنساناً فإنه يقدم لك الضيافة، والله عز وجل من فضله جعل لك حقاً عليه وهو أن يقدم لك ضيافتك عنده في الجنة سبحانه وتعالى.

    1.   

    الترغيب في المشي إلى المساجد في الظلام

    لقد ورد في فضل الذهاب إلى المسجد في الظلام أحاديث كثيرة منها حديث بريدة وحديث أبي هريرة وحديث أبي الدرداء وحديث سهل بن سعد الساعدي وذكر فيه: (بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة) .

    وفي رواية: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) . وهذا أصل الحديث.

    وفي رواية: (من مشى في ظلمة الليل إلى المسجد لقي الله عز وجل بنور يوم القيامة) .

    وفي رواية: (يبشر المشاءون في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) .

    ويوم القيام يوم فظيع وعظيم، وطويل، وإذا مرَّ الناس على الصراط فهم في ظلمة شديدة فالمؤمنون يعطيهم الله عز وجل نوراً كل إنسان بحسب عمله، منهم من يسطع نوره أمامه، ومنهم من يخبو نوره ويشتعل ويخبو ويشتعل، ومنهم من ينطفئ نوره. والذي يواظب على صلاة الجماعة وخاصة صلاة الفجر والعشاء له نور تام يوم القيامة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بشر المشائين في الظلم) أي: الذين يمشون في الظلمات لصلاة الفجر وصلاة العشاء بأن لهم نوراً لا يخبو، ولا ينقطع يوم القيامة، بل لهم نور ساطع عظيم (بالنور التام يوم القيامة) .

    ونور كل إنسان لنفسه فقط يوم القيامة، أما في الدنيا فقد يمشي في الطريق ومعه مصباح يضيء فيستضيء به الذين بجواره، أما يوم القيامة فلا يكون ذلك، فمن كان عمله صالحاً أعطاه الله نوراً ومن كان غير ذلك لم يعطه ولم ينفعه نور الآخرين، ولذلك فإن المنافقين يقولون للمؤمنين: انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا [الحديد:13] فهم غير قادرين على أن يقتبسوا من نور المؤمنين، لقد رأوا المؤمنين ولهم نورهم ولكن نور المؤمنين يضيء للمؤمنين فقط ولا يضيء للمنافقين، فلا ينتفع أحد بنور أحد يوم القيامة.

    والذي يواظب على الصلاة في الجماعة خاصة صلاة الفجر والعشاء يبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالنور التام يوم القيامة، مع الأجر العظيم، ففي حديث أبي أمامة في سنن أبي داود : (من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم) يعني: إذا كان الإنسان يصلي في اليوم خمس صلوات في بيت الله عز وجل فله أجر خمس حجج على الصلوات التي يؤديها، فإذا كان في صلاة الفجر خصوصاً وجلس حتى تشرق الشمس ثم صلى الضحى فله أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة.

    ثم قال صلى الله عليه وسلم (ومن خرج إلى تسبيح الضحى -لكي يصلي صلاة الضحى- لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين) أي: وصلاة بعد صلاة، يعني: إذا صليت الصبح ثم رجعت إلى بيتك وذهبت إلى عملك على شرط: أن لا تلغو، أي: أن لا تتكلم كلاماً باطلاً ولا تقع في الكذب، ولا في الزور، حتى تصلي الصلاة التي بعدها فإنه يكتب كتابك في عليين، وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ [المطففين:19] ، كِتَابٌ مَرْقُومٌ [المطففين:9] .

    وهذه المنزلة هي التي يتنافس فيها المتنافسون، وعليون من العلو وهو أعلى الجنة، وكل إنسان يتمنى أن يكتب كتابه في عليين، وفي حديث البراء بن عازب كما في المسند وفي سنن أبي داود والذي ذكر فيه: موت الإنسان وكيف تأتيه الملائكة إذا كان مؤمناً وكيف يصعدون بروحه إلى السماء حتى يرفعونه إلى السماء السابعة، وبعد ذلك يقول الله سبحانه وتعالى: (اكتبوا كتاب عبدي في عليين) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ [المطففين:19] ، كِتَابٌ مَرْقُومٌ [المطففين:9] أي: كتاب عظيم عند رب العالمين، فيكون مكان هذا العبد عال في جنة الفردوس. نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهلها.

    1.   

    ثلاثة ضمن الله لهم الرزق والجنة

    روى الإمام أبو داود حديثاً عن أبي أمامة وفيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة كلهم ضامن على الله -يعني: مضمون لهم ما وعدهم الله عز وجل به- إن عاش رزق وكفي، وإن مات أدخله الله الجنة) وأمنية كل إنسان هي: أن يرزقه الله ويكفيه إذا عاش وأن يدخله الجنة إذا مات، قال النبي: (من دخل بيته فسلم فهو ضامن على الله) والإنسان الذي يتعود السلام على الخلق وعلى أهله يتعامل مع الناس بالأمن والأمان والطمأنينة فيكون سالم مسالم، لا يريد أن يؤذي أحداً من الناس، والسلام عنوان لذلك، وبعض الناس مع الغريب يقول: السلام عليكم، لكنه إذا دخل بيته يضرب هذا ويرفع صوته على هذا ويوقظ هذا مع أن النبي قال: (خيركم خيركم لأهله) فإذا سلمت حين تدخل البيت فأنت مأجور على ذلك، وسيرزقك الله سبحانه ويدخلك الجنة.

    فالسلام مفتاح حسن الخلق، فإذا كان خلقك حسناً فأنت تستحق من الله أن يرزقك، وأن يكفيك، وأن يدخلك الجنة، فكأن السلام عنوان حسن خلق الإنسان، ومن الناس من يدخل بيته ولا يسلم! كأن يدخل إلى الأكل والشرب مباشرة، أو يقول: صباح الخير، أو مساء الخير، وينسى التسليم الذي جاءنا به القرآن وجاءت به السنة، وهو قول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ولو أنك كلما دخلت بيتك سلمت اعتاد أهل البيت ذلك وحرسته الملائكة، فكان في سلام وطمأنينة، وأمن وبركة من الله عز وجل.. وهذا هو معنى قوله: إن الله عز وجل ضامن لمن دخل بيته فسلم عليهم.

    قال: (ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله) أي: إذا ذهبت إلى صلاة الجماعة وأنت مأمور بها فإن الله هنا من لك الرزق والجنة. فلا تضيع الجماعة، ولا تصل متكاسلاً في بيتك، وتقول: عندي عمل والصلاة ستضيع علي الوقت، الصلاة لن تضيع عليك شيئاً.

    أحياناً بعض الناس قد يعمل عند شخص من الأشخاص فيقول لصاحب العمل: اسمح لي أن أصلي صلاة الجماعة، وأحياناً قد يكون صاحب العمل سيء الخلق فيمنعه من الصلاة، وأحياناً يكون المصلي نفسه هو السبب في منعه من صلاة الجماعة؛ لأن صلاة الجماعة قد تأخذ من الوقت عشر دقائق، أو ربع ساعة، فيذهب يصلي في جماعة ويتأخر ساعتين فيمنعه صاحب العمل بسبب ذلك، فالعمل عليك واجب لأنك تأخذ عليه أجراً، فاعط العمل حقه، وصلاة الجماعة لها قدر معين، فالله لم يأمرك أن تصلي صلاة الجماعة ساعتين، فتصلي في المسجد ثم تتكلم مع هذا وتتحدث مع هذا، ثم بعد ذلك تأتي إلى العمل، فإذا أردت أن تصلي صلاة الجماعة فاذهب وقت صلاة الجماعة، ثم صل ركعتين، ثم ارجع إلى عملك عندئذٍ يعرف صاحب العمل أنك أمين مع الله عز وجل، وستكون أميناً على عملك.

    وإذا تركت الصلاة لست مأموناً على دينك ولذلك لن تكون مأموناً على عملك، والله سبحانه وتعالى لا يجعل صاحب العمل في كثير من الأحيان يحب تارك الصلاة ويتمسك به. وكثير ممن ترك الصلاة يذهب يبحث عن عمل فلا يقبله صاحب العمل أبداً، بخلاف المحافظ على الصلاة فإنهم يحبونه ويقولون عنه: إنه أمين وإنه ممتاز.

    فيجب عليك أن تؤدي الأمانات إلى أصحابها، وأمانة الله عز وجل الصلاة فتؤديها في وقتها، وتصليها حيث ينادى بها، وأمانة صاحب العمل إن تواظب على عملك في وقته ولا تفرط فيه، وسوف تؤجر على هذا كله.

    فإذا كنت تصلي الصلوات المكتوبات في بيت الله عز وجل فالله ضامن أن يرزقك ويكفيك سبحانه وتعالى، وإذا مت أن يدخلك الجنة.

    قال: (ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله) أي: ومن خرج مجاهداً في سبيل الله عز وجل فهو ضامن على الله أن يرجعه بأجر وغنيمة أو يستشهد فيكون في أعلى عليين.

    1.   

    أحب البلاد إلى الله وأبغضها إليه

    روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) .

    وفي المسند عن جبير بن مطعم : (أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أي البلاد أحب الله؟ وأي البلدان أبغض إلى الله؟ -والبلاد هنا بمعنى: المواطن والأماكن- فقال: لا أدري حتى أسأل جبريل، فأتاه جبريل فأخبره أن أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق) . فلا تشبه المسجد بالسوق أبداً، فالمسجد بيت الله عز وجل يجب عليك أن تحترمه وتعظمه، والسوق مكان الشيطان وفيه يرفع رايته.

    ففي السوق الكذب، والغدر، والخداع، والغش، والخيانة، وأكل أموال الناس بالباطل، وفيه هيشات وصخب وضجيج، أما المسجد فلا يكون كذلك أبداً، ولذلك نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن البيع والشراء في المسجد وقال لنا: (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، فإن المساجد لم تبن لهذا) . فالمسجد لا يشبه بالسواق أبداً، فلا ترفع فيه الأصوات، ولا تكون فيه عقود البيع والشراء والإجارة ونحوها، ولا يكون فيه أمور تؤذي المصلين، كما أن الأسواق فيها الرائحة الكريهة، والمساجد يجب أن يكون فيها الروائح الطيبة، فلا تؤذي أحداً في المسجد لا بصوت ولا بكلام ولا بضجيج، ولا ترفع صوتك إلا محتاجاً إلى ذلك، سواء كنت عالماً أو متعلماً سائلاً أو مسؤلاً، وقد ترفع صوتك بالقراءة كصلاة الجماعة مثلاً، أو في مجلس علم بشرط ألا تؤذي أحداً من المسلمين.

    وبعض الإخوة يدخل المسجد وقد ضبط ساعته على وقت معين فتنبهه الساعة في المسجد وهذا تشبيه لها بالأسواق لأنه لم يحترمها، وكذلك التلفون قد يدخل به المسجد وينسى أو يتعمد بأن يتركه حتى يدخل في الصلاة، ثم يتصل به فإذا بالتلفون يشغل المصلين، والتلفونات أصبحت كلها موسيقى وأشياء تجعل الملائكة تنفر من المكان التي هي فيه؛ فلا تأت المسجد بالتلفون حتى لا تطرد الملائكة من المسجد، وحين تأتي إلى المسجد ضع تلفونك في بيتك ولا تأت به إلى المسجد وإذا جئت به فأغلقه.

    وقد يقول قائل: إذا كانت نغمة التلفون موسيقى لكن على لحن الأذان؟ الجواب: الأذان لا يصلح فيه هذا أصلاً، والذي يأذن ويتغنى في الأذان واقع في الحرام فقد جاء عن ابن عمر رضي الله عنه أنه دخل مسجداً فسمع المؤذن يتغنى في الأذان، فلما سمع المؤذن يتغنى لم يصل في المسجد الذي فيه ذلك، فلحقه المؤذن وقال: ما هذا يا أبا عبد الرحمن والله إني لأحبك في الله. قال أبو عبد الرحمن : والله إني لأبغضك في الله. فقال: ولم يا أبا عبد الرحمن ؟ -و عبد الله بن عمر صحابي فاضل وهذا المؤذن تابعي- فقال له: لأنك تتغنى بالأذان وتأخذ عليه أجراً. والتغني يكون في قراءة القرآن وليس في الأذان، فكأنه يقول له: تريد أن تشبه الأذان بالقرآن؟ والتغني لا يكون إلا في قراءة القرآن فقط، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) . فلا تقنت في الصلاة أو تدعو في الصلاة وتغني فيه وتقول: إن الناس يعجبهم هذا، وإلا فكل إنسان سيفعل مثل ذلك حتى يشبه الكلام العادي بكتاب الله عز وجل.

    فالتغني فقط بالقرآن لا بالأذان ولا بالدعاء ولا بغيره.

    جاء عن أحد السلف أنه دخل المسجد ثم خرج وقال: أخرجتني البدعة -قد يكون ابن عمر أو غيره- وذلك لأنه سمع المؤذن يتغنى بالأذان.

    فإذا كان التغني بالأذان ممنوع منه فما بالك بالموسيقى التي على صوت الأذان، وليست بأذان أصلاً، فلا يجوز لك أن تدخل بها بيت الله سبحانه وتعالى، وقد تكون معذوراً بأن تكون محتاجاً لهذا الجهاز وفيه نغمات الموسيقى، لكن ليس معنى ذلك أن تدخل به المسجد والله أعلم.

    نكتفي بهذا القدر، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755945799