قال: [ هداية الآيات ] مع هداية الآيات.
[ من هداية ] هذه [ الآيات:
أولاً: بيان حال الإنسان قبل الإيمان والاستقامة، فإنه ] والعياذ بالله [ يكون أحط المخلوقات قدراً، وأضعفها شأناً ] وشر المخلوقات كما بين تعالى.
[ ثانياً: تقرير عقيد البعث والجزاء بذكر بعض الأحداث فيها ] وهي: عقيدة الإيمان بيوم القيامة، والإيمان بالساعة. والذي لا يؤمن إيماناً حقيقاً بأنه سيحيا بعد موته، ويسأل عما عمل، ويجزى بعمله، هذا المخلوق شر الخلق، ولا يوثق فيه، ولا يعول عليه أبداً. وهذا أكفر الكفار. والذي يؤمن بالدار الآخرة والجزاء فيها على الكسب في الدنيا هذا يكون فيه خير، وما ييأس من صاحبه ولا يقنط منه، ولكن الذي فقد هذه العقيدة ولم يؤمن بالبعث والدار الآخرة والجزاء هذا والله شر الخليقة. ولهذا يكرر تعالى ذكر الدار الآخرة في كل الآيات، وخاصة في السور المكية.
[ ثالثاً: ذم اليأس والقنوط، والكبر والاختيال، والكفر للنعم، ونسيان المنعم، وعدم شكره ] وكذلك ذم الكبر، وذم الاختيال والمباهة، والفخر والتكبر، والانغماس في الشهوات. فهذه كله مذموم، ذمه الله عز وجل.
وكفر النعم: عدم شكرها والاعتراف لله بها. وكفر النعمة أنه لا يقول: الحمد لله، ولا يقول: هذا من الله، أو من فضل الله، بل يقول: هذا من طاقتنا وجهودنا، والعياذ بالله.