إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب [576]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • السؤال: شاب لم يستطع الزواج نظراً لغلاء المهور، فبماذا تنصحونه مع أنه يطلب العلم الشرعي؟ وهل من نصيحة للآباء وأولياء أمور البنات؟

    الجواب: أنصح هذا الشاب بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حيث قال: ( يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) هكذا أرشد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الشباب وأمرهم بأن يصبروا وأن يستعفوا ليغنيهم الله عز وجل، كما قال الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:33]، وفي الحديث: ( ثلاثة حق على الله عونهم ) وذكر منهم: ( المتزوج يريد العفاف ).

    أما نصيحتنا لأولياء الأمور فإننا نذكرهم الله عز وجل فيمن ولاهم الله عليهم من النساء، ونذكرهم أن يتقوا الله تعالى فيهن، ونذكرهم أن يزوجوهن من يرضى دينه وخلقه لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )، ونذكرهم بأن المقصود بالنكاح ليس جمع المال لا للزوجة ولا لأهلها، المقصود بالنكاح هو إعفاف كل من الزوجين لتحصين الفرج وغض البصر، المقصود بالنكاح أن يجعل الله بينهما -أي: بين الزوجين- ولداً صالحاً ينتفع بحياته وينفع والديه في حياتهما وبعد مماتهما، المقصود بالنكاح دفع أسباب الشر والفتنة والفساد، المقصود بالنكاح خيرٌ كثير لا يتسع المقام لذكره. وليس المقصود بالنكاح تحصيل المال، فتحصيل المال يكون بالبيع والشراء والاستئجار والتأجير وما أشبه ذلك.

    فليتق الله الأولياء في أنفسهم وفيمن ولاهم الله عليه، وياحبذا لو أن كل قبيلة من القبائل اجتمعت وقدرت المهر المناسب الذي يحصل به الكفاية من غير شطط ولا مشقة، وليعلم أن أعظم النكاح بركة أيسره مئونة، وأنه كلما تغالى الناس في المهور صعبت الأمور، إن الرجل إذا بذل مائة ألف في صداق وهو ميسور الحال فسوف يستدين ويستقرض ويثقل كاهله بالديون، ثم لو حصل بينه وبين الزوجة نزاع صعب عليه أن يطلقها ويفارقها إلا إذا رد إليه ماله، وماله ربما يكون قد فني وتبعثر، ويشق على أهل الزوجة وعلى الزوجة أن يستعيدوه فيحصل بذلك الضرر العظيم.

    فأقول: لو اجتمع كل قبيلة اجتمع منها شرفاؤها وكبراؤها وقدروا من المهور ما تحصل به الكفاية وألزموا من يتخلف عن التزويج بغير سبب شرعي لكان في هذا خير كبير.

    مداخلة: لكن بعض الأخوات يشكين من رد الخطاب الأكفاء من قبل أولياء الأمور أيضاً. فما نصيحتكم لمثل هذا؟

    الشيخ: نصيحتنا أن يتقي الله هؤلاء وأن يخافوا الله عز وجل، أليس هم يشتهون فإذا كانوا يشتهون فإن النساء يشتهين أيضاً، فلماذا يمنعون المرأة مما تريد وهم يعلمون مشقة ذلك عليها كما هو مشاهد، وليعلم كل واحد أنه مسئول أمام الله عز وجل، مسئول عن تنفيذ قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )، ومسئول عن ولايته على هذه البنت المسكينة التي تريد الرجال كما يريدوا هم النساء، وربما يحصل فتنة وشر وفساد بسبب منع هؤلاء من تزويج بناتهم، وليعلم أن الأب وهو أولى الأولياء إذا امتنع عن تزويج ابنته كفئاً في دينه وخلقه فإن لها الحق بل لأوليائها من بعده أن يزوجوها غصباً عليه ورغماً على أنفه، فإن لم يفعل الأقارب وقالوا: ما لنا وللمشاكل فإن القاضي يجب عليه أن يزوجها، يجب عليه وجوباً أن يزوجها إذا كان الخاطب كفئاً في دينه وخلقه ورضيت المرأة، ولو سلكنا هذا المسلك لا نحل في ذلك مشاكل كثيرة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088801823

    عدد مرات الحفظ

    779132646