إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب كيف الوتر بواحدة - باب كيف الوتر بثلاث

شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب كيف الوتر بواحدة - باب كيف الوتر بثلاثللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • صلاة الليل مثنى مثنى، فإن خشي الإنسان الصبح أوتر بواحدة، ويجوز له أن يصلي ثلاث ركعات مسرودة بتسليمة واحدة، ويجوز أن يسلم بعد ركعتين ويصلي واحدة ويسلم، وهذا كله فعله النبي صلى الله عليه وسلم.

    شرح حديث: (... فاركع بواحدة توتر لك ما قد صليت)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كيف الوتر بواحدة.

    أخبرنا الربيع بن سليمان، حدثنا حجاج بن إبراهيم، حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد الرحمن بن القاسم، حدثه عن أبيه، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرف فاركع بواحدة توتر لك ما قد صليت)].

    يقول النسائي رحمه الله: كيف الوتر بواحدة، أي: كيف يكون الوتر بواحدة، ومن المعلوم أن الوتر يكون بركعة، ويكون أكثر من ذلك، وقد أورد النسائي حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما وأرضاهما، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرف فاركع واحدة توتر لك ما صليت)، وهذا فيه بيان أن الركعة التي يكون بها الوتر، والتي تختم بها صلاة الليل، تكون واحدة، أي: أنها بعدما يسلم من الركعتين اللتين قبلها، يقوم فيصليها ثم يسلم، فتكون تلك الركعة مستقلة عما قبلها، أي: ركعة منفردة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (صلاة الليل مثنى مثنى)، أي: اثنتين اثنتين، فإذا أردت أن تنصرف، يعني: تنتهي من صلاة الليل، تأتي بركعة توتر لك ما قد صليت، يكون ما صليته بعد أن كان شفعاً يكون وتراً بهذه الركعة الواحدة التي أوترت بها ما مضى، أو جعلت بها ما مضى من الشفع وتراً.

    وقد جاء أيضاً بيان ذلك من فعله عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عباس الذي تقدم، والذي فيه مبيته عند خالته ميمونة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وأنه لما قام النبي عليه الصلاة والسلام يصلي من الليل، وقام وصلى معه، قال: فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، حتى عد ست مرات ركعتين، ثم قال: ثم صلى ركعة.

    إذاً: الوتر بركعة واحدة مستقلة قبله سلام، وفي نهايتها سلام، جاء من فعله، ومن قوله، من فعله عليه الصلاة والسلام كما جاء في حديث ابن عباس عندما بات عند خالته ميمونة، ومن قوله في هذا الحديث الذي هو حديث عبد الله بن عمر: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرف فاركع واحدة توتر لك ما قد صليت).

    تراجم رجال إسناد حديث: (... فاركع بواحدة توتر لك ما قد صليت)

    قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان ].

    هو ابن عبد الجبار المرادي المصري، صاحب الإمام الشافعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه. وهذا هو ربيع بن سليمان المرادي، وهو ابن عبد الجبار، وهو المصري، ويتفق معه في الاسم واسم الأب، ربيع بن سليمان بن داود، وهو أيضاً مصري من أهل بلده، وهو من شيوخ النسائي أيضاً، لكن الذي يبدو أنه عند الإطلاق يريد المرادي صاحب الإمام الشافعي، ابن عبد الجبار، بدليل أنه أحياناً عندما يذكر الأول يذكر جده فيقول: الربيع بن سليمان بن داود، كما سيأتي في بعض الأسانيد.

    [حدثنا حجاج بن إبراهيم].

    ثقة، فاضل، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [حدثنا ابن وهب].

    هو عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عمرو بن الحارث].

    هو عمرو بن الحارث المصري، وهو ثقة، فقيه أيضاً، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الرحمن بن القاسم].

    هو عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [يروي عن أبيه].

    هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وهو ثقة، فقيه، من فقهاء المدينة السبعة المشهورين في عصر التابعين، هو أحد الستة الذين متفق على عدهم في الفقهاء السبعة؛ لأن السابع فيهم فيه ثلاثة أقوال، ومنهم القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، والفقهاء السبعة هم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وعروة بن الزبير بن العوام، والقاسم بن محمد، هؤلاء الستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: أنه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

    [عن ابن عمر ].

    رضي الله تعالى عنهما هو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد، وجابر، وأنس وأم المؤمنين عائشة، هؤلاء سبعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، تميزوا عن غيرهم من الصحابة بكثرة الحديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

    شرح حديث: (صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة) من طريق ثانية

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة، حدثنا خالد بن زياد، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة)].

    أورد النسائي رحمه الله حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما من طريق أخرى، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: [(صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة)]، يعني: في آخر صلاة الليل، مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة يأتي بها الإنسان مضمومة إلى ما قبلها، ويكون ذلك العدد وتراً، ويجوز أن يوتر بركعة واحدة ليس قبلها شيء، لكن لا ينبغي للإنسان أن يقتصر على ركعة واحدة، مع أنه سائغ، لكن الأولى الزيادة عليها.

    تراجم رجال إسناد حديث: (صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة) من طريق ثانية

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا خالد بن زياد ].

    هو خالد بن زياد الأزدي الترمذي، وهو صدوق، أخرج له الترمذي، والنسائي، وقد بلغ عمره مائة سنة، وهو من المعمّرين، وقتيبة أيضاً مثله من المعمرين بلغ عمره تسعين سنة، ولهذا فالإسناد رباعي، بين النسائي فيه وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام أربعة أشخاص.

    [عن نافع].

    و نافع هو مولى ابن عمر، وهو ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [ عن ابن عمر ].

    مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.

    وهذا الحديث هو من أعلى الأسانيد عند النسائي؛ لأن النسائي ليس عنده ثلاثيات، أعلى ما عنده الرباعيات، فالرباعيات كثيرة عند النسائي وهذا الإسناد رباعي، قتيبة يروي عن خالد بن زياد، وخالد يروي عن نافع، ونافع يروي عن ابن عمر.

    وأصحاب الكتب الستة ثلاثة منهم عندهم ثلاثيات، وثلاثة أعلى ما عندهم الرباعيات، فالذين عندهم ثلاثيات البخاري عنده في صحيحه اثنان وعشرون حديثاً ثلاثياً، والترمذي عنده حديث واحد ثلاثي، وابن ماجه عنده خمسة أحاديث ثلاثية، ولكنها كلها بإسناد واحد وهو ضعيف.

    أما مسلم، وأبو داود، والنسائي، فأعلى ما عندهم الرباعيات، وليس عندهم شيء من الثلاثيات.

    شرح حديث: (فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة) من طريق ثالثة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له، عن ابن القاسم، حدثني مالك، عن نافع وعبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى)].

    أورد حديث ابن عمر رضي الله عنه من طريق أخرى، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح أتى بركعة توتر له ما قد صلى)، أي: يكون العدد وتراً بعد أن كان شفعاً.

    تراجم رجال إسناد حديث: (فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة ...) من طريق ثالثة

    قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين].

    محمد بن سلمة، هو المرادي المصري، وهو ثقة ثبت، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وهناك محمد بن سلمة، وهو من طبقة شيوخ شيوخ النسائي، وهو يروي عنه بواسطة، فإذا جاء محمد بن سلمة يروي عنه مباشرة فهو المصري، وإذا جاء يروي عنه بواسطة فهو الباهلي، وقد توفي سنة مائتين وأربع، أي: أنه لا يروي عنه إلا بواسطة.

    والحارث بن مسكين المصري، ثقة، فقيه، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له].

    وكثيراً ما يأتي النسائي في روايته عن الحارث بن مسكين أن يقول: قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له، فسماعه أو روايته أو أخذه عن الحارث بن مسكين وهو يسمع القارئ يقرأ عليه، ثم أيضاً يجعل اللفظ له، عندما يروي عنه وعن غيره يقول: واللفظ له، أي: للحارث بن مسكين، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [عن ابن القاسم].

    هو عبد الرحمن بن القاسم المصري، وهو ثقة، فقيه، حديثه أخرجه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.

    [حدثني مالك].

    هو مالك بن أنس، إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن نافع].

    هو مولى عبد الله بن عمر، وقد مر ذكره.

    عبد الله بن دينار].

    هو عبد الله بن دينار العدوي مولى عبد الله بن عمر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    وعندكم (وعبدُ الله)، وهي: خطأ، بل هي (عبدِ الله) يعني: معطوف على نافع، يعني: أن مالكاً يروي عن شخصين هما: نافع، وعبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر، أي: شيخ مالك فيه شخصان، وكل منهما يروي عن ابن عمر، نافع وعبد الله بن دينار، وهي: مذكورة (عبد الله) بالضم، أي: معناه كأنه معطوف على مالك، وأن عبد الرحمن بن القاسم يروي عنه، وليس الأمر كذلك، بل مالك يروي عن نافع وعبد الله، فتكون (عبد الله) مجرورة وليست مرفوعة، معطوفة على نافع.

    والحديث في البخاري، مالك عن نافع، وعبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر.

    [عن عبد الله بن عمر].

    وقد مر ذكره.

    شرح حديث: (صلاة الليل ركعتين ركعتين فإذا خفتم الصبح فأوتروا بواحدة) من طريق رابعة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم، حدثنا محمد يعني: ابن المبارك، حدثنا معاوية وهو ابن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ونافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: (صلاة الليل ركعتين ركعتين، فإذا خفتم الصبح فأوتروا بواحدة)].

    ثم أورد النسائي رحمه الله حديث ابن عمر من طريق أخرى، وهو نفس الذي قبله، (صلاة الليل ركعتين ركعتين)، وهو بمعنى: (مثنى مثنى)، تصلي ثنتين ثم ثنتين ثم ثنتين، وإذا أرد أن ينتهي أو خشي الصبح، فإنه يوتر بركعة واحدة، سواء أراد أن ينتهي كما مر في الحديث الذي يقول: فإذا أردت أن تنصرف، أو خشي الصبح، فإنه يأتي بركعة يضيفها إلى ما مضى، فيكون العدد وتراً بعد أن كان شفعاً.

    تراجم رجال إسناد حديث: (صلاة الليل ركعتين ركعتين فإذا خفتم الصبح فأوتروا بواحدة) من طريق رابعة

    قوله: [أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم ].

    هو النسائي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن محمد يعني: ابن المبارك].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وكلمة (يعني: ابن المبارك) هذه قالها من دون عبيد الله، وهو النسائي أو من دون النسائي؛ لأن كلمة (يعني) فعل مضارع فاعله ضمير مستتر يرجع إلى تلميذ ذلك الرجل، وهو هنا عبيد الله، أما قائلها فهو النسائي أو من دونه، وهو يريد أن يبين أن محمداً الذي ذكره عبيد الله غير منسوب، أن المراد به محمد بن المبارك، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن معاوية وهو ابن سلام].

    أيضاً محمد بن المبارك قال (عن معاوية) فقط، وما زاد عليها (ابن سلام) فهي ممن دونه، أي: من دون محمد بن المبارك إما عبيد الله أو من دونه هو الذي قال: هو، فهذا الإسناد فيه العبارتان اللتان يؤتى بهما للتوضيح، وهما: كلمة (يعني)، وكلمة (هو ابن فلان)؛ لأنهم يأتون بهاتين العبارتين، إما بكلمة (يعني)، أو بكلمة (هو ابن فلان)، إذا أرادوا أن يوضحوا اسم شخص، ويزيدوا على كلام التلميذ، أتوا بكلمة (يعني)، أو كلمة (هو)، فإذاً الإسناد الواحد هذا جمع فيه بين اللفظين اللذين هما: (يعني)، و(هو ابن فلان).

    ومعاوية بن سلام بن أبي سلام أبو سلام، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن يحيى بن أبي كثير اليمامي ].

    وهو ثقة، يرسل ويدلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [حدثني أبو سلمة].

    هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، فقيه، ومن فقهاء المدينة السبعة على أحد الأقوال في السابع كما أشرت آنفاً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    نافع عن ابن عمر ].

    قد مر ذكرهما.

    شرح حديث: (كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الرحمن، حدثنا مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، ثم يضطجع على شقه الأيمن)].

    أورد النسائي رحمه الله حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: [(أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة)]. أي: يصلي ركعة واحدة في آخرها يوتر بها ما مضى، (ثم يضطجع على شقه الأيمن)، محل الشاهد منه قوله: (ثم يوتر منها بركعة واحدة، ثم يضطجع على شقه الأيمن)، وكيفية هذه الإحدى عشرة ركعة جاء بيانها في حديث ابن عباس: ركعتين ثم ركعتين. ثم ركعتين، وجاء في حديث عائشة الذي سيأتي: (يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً)، إلا أنه هنا قال: أنه يوتر منها بواحدة، أي: مستقلة منفردة، بعدما يسلم من الركعتين قبلها، يقوم فيصلي ركعة واحدة ثم يسلم منها، فيكون العدد بهذه الركعة مضمومة إلى ما سبق، يكون وتراً بعد أن كان شفعاً.

    وقوله: [(ثم يضطجع على شقه الأيمن)]، قال الشيخ الألباني: إن هذه الزيادة شاذة، وأن المحفوظ أنها بعد صلاة الصبح، بعد ركعتي الصبح، أنه كان يضطجع، لكن إذا كان المقصود بالاضطجاع هو ما جاء في حديث عائشة الذي جاء في حديث مضى قريباً، وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام ينام ثم يقوم فيصلي، ويوتر ثم يضطجع، فإن كان له حاجة لأهله ألم بها، ثم إذا جاء الصبح وثب، فإن كان عليه جنابة اغتسل، وإلا توضأ وخرج للصلاة، فإن كان المقصود من ذلك النوم الذي يكون منه بعد الصلاة، وأنه يضطجع بعد ما ينتهي من صلاة الليل، وبعد ما ينتهي من الوتر، فهو على بابه، وهو متفق مع الرواية الأخرى، وأما قضية الاضطجاع فهو مشهور في الروايات بعد صلاة الصبح، ويحتمل أن يكون شاذاً إذا كان يراد به أنه خطأ عن صلاة الصبح، وإذا كان المقصود منه النوم الذي يكون بعد الوتر كما جاء مبيناً في الأحاديث، فلا يكون شاذاً.

    تراجم رجال إسناد حديث: (كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة)

    قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].

    هو الكوسج المروزي، لقبه الكوسج، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود. وفي رجال الكتب الستة شخص آخر اسمه إسحاق بن منصور السلولي، ولكنه متقدم عن هذا بطبقة، وهو من طبقة شيوخ شيوخ النسائي، فهذا من جنس محمد بن سلمة المرادي، والباهلي، يعني: إسحاق بن منصور الكوسج والسلولي، والكوسج من شيوخه، والسلولي من شيوخ شيوخه.

    [أخبرنا عبد الرحمن].

    هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، ثقة ثبت، عارف بالرجال والعلل، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا مالك].

    وهو مالك بن أنس، وقد مر ذكره قريباً.

    [عن الزهري].

    هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبيد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، ينسب إلى جده زهرة بن كلاب، وينسب إلى جده شهاب، فيقال: ابن شهاب، ويقال: الزهري، وهو ثقة، فقيه، مكثر من رواية رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو من صغار التابعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن عروة].

    هو عروة بن الزبير بن العوام، وهو ثقة، فقيه، أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين الذين ذكرتهم قريباً، وأشرت إليهم قريباً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن عائشة ].

    هي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ستة رجال وامرأة واحدة وهي عائشة، وقد مر ذكرهم قريباً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088816455

    عدد مرات الحفظ

    779221257