إسلام ويب

أبواب إقامة الصلوات والسنة فيها [3]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من آداب الإسلام فيما يتعلق بالمرأة، أن جعل لها التصفيق لتذكير الإمام والفتح عليه، ولم يجعلها تتكلم في حضرة الرجال، وذلك أنها في مشهد جماعات، وحديثها في ذلك ولو كان بكلمة يسيرة هو خلاف الأولى، ولو كان المترجح أن صوت المرأة ليس بعورة، إلا أنه ربما يجر إلى ما بعد ذلك، وإذا كان هذا في الصلاة والرجال منشغلون في عبادة والنساء كذلك، ففيما دون ذلك من باب أولى.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    قال المصنف رحمه الله: [ باب القبلة.

    حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر أنه قال: ( لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من طواف البيت أتى مقام إبراهيم، فقال عمر: يا رسول الله! هذا مقام أبينا إبراهيم الذي قال الله: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة:125]، قال الوليد: فقلت لـمالك: أهكذا قرأ (واتخذوا)؟ قال: نعم ) .

    حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا هشيم، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: قال عمر: قلت: ( يا رسول الله! لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة:125] ) .

    حدثنا علقمة بن عمرو الدارمي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: ( صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ثمانية عشر شهراً، وصرفت القبلة إلى الكعبة بعد دخوله إلى المدينة بشهرين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى إلى بيت المقدس أكثر تقلب وجهه في السماء، وعلم الله من قلب نبيه صلى الله عليه وسلم أنه يهوى الكعبة، فصعد جبريل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعه بصره وهو يصعد بين السماء والأرض ينظر ما يأتيه به، فأنزل الله: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ [البقرة:144] الآية، فأتانا آت فقال: إن القبلة قد صرفت إلى الكعبة، وقد صلينا ركعتين إلى بيت المقدس ونحن ركوع، فتحولنا فبنينا على ما مضى من صلاتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل! كيف حالنا في صلاتنا إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله عز وجل: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ [البقرة:143] ) ].

    وفي هذا أنه يجوز للإنسان أن يخاطب المصلي لمصلحة صلاته ولو كان في صلاته، ويجوز أن يتحرك المصلي لمصلحة الصلاة، إما للاستدارة إلى القبلة، أو للاستتار بشيء، أو أن يصلي على موضع هو أخشع له، أو إذا كان في موضع فيه شمس يجد حراً عند سجوده فيتحرك ليسجد على موضع ظل، هذا مما لا بأس به، وهو من الحركة الجائزة.

    استقبال القبلة هذا على ما تقدم مما لا خلاف فيه، وللإنسان أن يصلي في بعض المواضع إلى جهة يريدها، ويجوز له أن يصلي إلى غيرها، وذلك مثلاً عند الصلاة في جوف الكعبة يصلي إلى أي جهة شاء، كذلك أيضاً إذا صلى في الجهة الأخرى من الأرض بحيث تستوي في ذلك الجهات، فهل للإنسان في ذلك التخيير أنه يصلي ما شاء على أي جهة؟ نقول: لا، ليس له إلا إذا كان منفرداً، بخلاف الجماعات فإنه يوضع مسجد في مثل هذا على قبلة واحدة؛ حتى لا تكون القبلة ألعوبة، بحيث يتخذ في المسجد عدة محاريب إلى عدة جهات، وإنما يوضع على جهة معينة ثم يصلي إليها، وأما إذا كان منفرداً قد يترخص الإنسان.

    وأما إذا كان مسافراً وأراد أن يصلي على راحلته فالسنة أن يستقبل القبلة ثم يصلي أينما اتجهت به راحلته، واستقباله سنة ابتداءً هذا إذا كان على الراحلة، ولكن إذا كان على الأرض وأراد أن يتنفل وجب عليه أن يستقبل القبلة قولاً واحداً، وإنما يرخص في مسألة الاستقبال إذا كان على الراحلة، وفي النافلة، وأن يكون مسافراً، أما الصلاة على الراحلة في حال الإقامة فلم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك شيء، جاء فيه خبر من حديث أنس بن مالك، ولا يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن أحد من أصحابه أنهم صلوا النافلة على الراحلة في الحضر.

    قال: [ حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، قال: حدثنا هاشم بن القاسم (ح)

    وحدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، قال: حدثنا عاصم بن علي، قالا: حدثنا أبو معشر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما بين المشرق والمغرب قبلة ) ].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088808364

    عدد مرات الحفظ

    779180453