إسلام ويب

شرح كتاب العلم من صحيح البخاري [1]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • العلم أجل الأعمال وأشرفها عند الله سبحانه وقد أثنى على العلم وأهله، ورفع مكانتهم في الدنيا والآخرة، وهناك آداب تتعلق بالعلم والتعلم منها الحرص على حضور مجالس العلماء وسؤالهم عما ينفع، والعمل بما يتعلمه ومن ثم تبليغه للناس وإرشادهم بالأساليب المناسبة كطريقة السؤال والاختبار، ولا يعذر أحد في إبلاغ ما تعلمه حتى وإن لم يكن فقيهاً فيبلغه عن طريق نشر الكتب أو طباعتها ونحو ذلك، فرب مبلغ أوعى من سامع.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد: نشرع في عدة مجالس في الكلام على كتاب العلم من صحيح الإمام البخاري رحمه الله، وإنما كان الاختيار لكتاب العلم من صحيح البخاري؛ لأن العناية بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وفهم معانيها المتعلقة بفضائل العلم، وربط مسائل العلم وأحكامه وآدابه بهدي النبي صلى الله عليه وسلم هو أولى ما ينبغي أن يبني عليه طالب العلم، وهذا من الأمور المهمة التي ينبغي أن يتأصل عليها الطالب، وكتاب العلم من صحيح البخاري كتاب مختصر ميسر، فيه أحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، وآي، وفيه بعض الآثار المروية عن بعض السلف عليهم رحمة الله تبين مسائل العلم وآدابه وأحكامه التي ينبغي لطالب العلم أن يعلمها، وقد صدر البخاري رحمه الله صحيحه بهذا الكتاب بعد كتاب بدء الوحي وكتاب الإيمان، فهو الكتاب الثالث من صحيح البخاري باعتبار أن الوحي علم، وما في هذا الكتاب أيضاً علم الله سبحانه وتعالى الذي علمه عباده، وهذا فضل الله سبحانه وتعالى وإحسانه على هذه الأمة.

    قول البخاري رحمه الله: (كتاب العلم)، الكتاب هو من كتب يكتب كتاباً، وأصل هذه المادة الجمع، وإنما سمي الكتاب كتاباً لجمعه لمسائل العلم، وكذلك يسمى كتاباً لالتصاق أوراقه واجتماع الحروف فيه، فربما يكتب الإنسان ورقة واحدة ويقول: كتب فلان كتاباً، أي: جمع فيه وحشد الحروف، وتسمى الكتيبة كتيبة لاجتماع أفرادها بعضهم مع بعض، وهذا أمر ظاهر؛ ولهذا يقول الشاعر:

    لا تأمنن فزارياً خلوت به على قلوصك واكتبها بأسيار

    يعني: واجمعها، وأصل الاشتقاق في هذه المادة الجمع أينما استعملت، وهذا ما يذكره العلماء في الكتب والدواوين، وجرى عليه اصطلاح العلماء لهذا الأمر، فيقال: كتاب الإيمان، كتاب العلم، كتاب الوضوء، كتاب الصلاة، أي: الجامع لأحاديث أو آيات أو مسائل هذا الباب، والمراد بالعلم: هو المعرفة والإدراك، وقيل: إن العلم والمعرفة لا يتساويان من جميع الوجوه؛ ولهذا الله سبحانه وتعالى عالم، ويتحفظ بعض العلماء في إطلاق اسم العارف على الله سبحانه وتعالى بهذا الاعتبار.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088810094

    عدد مرات الحفظ

    779193399