إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (181)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    في بداية لقائنا نرحب بسماحة الشيخ وعلى بركة الله نبدأ في استعراض بعض رسائل السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: شيخ عبد العزيز! نعود في بداية لقائنا إلى رسالة الأخ أحمد جليدان من الإمارات العربية المتحدة، أخونا عرضنا بعض أسئلته في حلقة مضت وفي هذه الحلقة يسأل ويقول: ما صحة ما نشر في بعض الكتب عن تارك الصلاة أنه يعاقب بخمس عشرة عقوبة، منها ثلاث في الدنيا وثلاث عند الموت وثلاث في القبر وست في يوم القيامة، هل هذا صحيح أو مكذوب؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    هذا الحديث المذكور في بيان عقوبة تارك الصلاة في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة ليس له أصل بل هو مكذوب على النبي عليه الصلاة والسلام، نبه على ذلك جمع من أهل العلم منهم الحافظ ابن حجر رحمة الله عليه في كتابه لسان الميزان.

    فهو حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، وفيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غنية عما يخالف ذلك، والله عز وجل قد بين في كتابه الكريم عظم شأن الصلاة والوعيد في حق من تركها، حيث قال سبحانه: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43] وحيث قال سبحانه: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [مريم:59] يعني: خساراً ودماراً، وقيل معناه: واد في جهنم خبيث طعمه بعيد قعره، وقال عز وجل: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:4-5].

    فالصلاة عمود الإسلام وإضاعتها كفر وضلال وسبب للخلود في النار، فإن من تركها جاحداً لوجوبها كفر إجماعاً، ومن تركها تهاوناً كفر في أصح قولي العلماء وصار حكمه حكم المرتدين عن الإسلام نعوذ بالله من ذلك، والتهاون بها فيه تشبه بالمنافقين الذين قال الله سبحانه فيهم: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا [النساء:145]، وقال فيهم سبحانه: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:142]، فالذي يتهاون بها ويتساهل بها قد أشبه أعداء الله وسار على نهجهم، فالواجب الحذر غاية.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088778971

    عدد مرات الحفظ

    778971541