إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (891)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ, ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين, فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة المستمع (س. س) من الجنوب, أخونا عرضنا بعضاً من أسئلته في حلقة مضت, وفي هذه الحلقة يقول: سمعت أن هناك حديثاً معناه أن الذي يضرب زوجته ظلماً بدون سبب فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون خصمه يوم القيامة!! فهل معنى هذا صحيح, وهل ورد ما يفيد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فلا أذكر شيئاً في هذا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام, ولكنه صلى الله عليه وسلم أوصى بالنساء خيراً فقال: (استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان عندكم), يعني: أسيرات عندكم, ونهى عن ظلمهن والتعدي عليهن, وأمر بإحسان العشرة كما أمر الله بهذا في قوله سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19], وقال عز وجل: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228], وقال عليه الصلاة والسلام لما سأله معاوية بن حيدة القشيري فقال: (يا رسول الله! ما حق زوج أحدنا عليه؟ قال: تطعمها إذا طعمت, وتكسوها إذا اكتسيت, ولا تضرب الوجه, ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت), فالمؤمن يعتني بزوجته ويكرمها ويحسن عشرتها ولا يظلمها. هذا هو الواجب عليه أن لا يظلمها لا في نفسها ولا في مالها ولا في عرضها.

    فإذا ظلمها خصمه الله أعظم, أعظم من الرسول صلى الله عليه وسلم, خصم الظالمين الرب عز وجل, هو الذي يجازيهم بما يستحقون كما قال عز وجل: وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا [الفرقان:19], وقال سبحانه: وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ [الشورى:8], وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر -يعني: عاهد ثم غدر- ورجل باع حراً فأكل ثمنه, ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره), خرجه البخاري في صحيحه, يقول الله عز وجل: (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة), الله خصمهم (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر), يعني: أعطى بي العهود ثم غدر, (ورجل باع حراً فأكل ثمنه), كما قد يقع فيما مضى من بعض الناس يسرق بنات الناس أو أولاد الناس ويبيعهم على أنهم عبيد وهو كاذب, (ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره), وهكذا يكون الله خصم من ظلم امرأته بغير حق أو ظلم عبده بغير حق أو خادمه بغير حق أو ولده بغير حق أو جيرانه بغير حق أو غيرهم من المسلمين, فالله خصمه يوم القيامة, ومن كان الله خصمه فهو مخصوم, والله أعظم من رسوله عليه الصلاة والسلام, فالواجب على كل مسلم أن يحذر ظلم زوجته أو ظلم أهل بيته من أولاد ذكور أو إناث.. من أخوات.. من خادمات.. من غير ذلك.

    وهكذا ظلم الجيران بالكلام السيئ أو بالأفعال القبيحة أو برفع صوت المذياع حتى يؤذيهم به أو ما أشبه ذلك مما يتأذى به الجيران, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره), في اللفظ الآخر (فليكرم جاره), وفي اللفظ الثالث: (فليحسن إلى جاره).

    وبهذا تعلم أيها السائل أن ظلم الزوجة وظلم غير الزوجة كله أمر محرم, والله خصم الظالمين يوم القيامة, وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة), وقال عليه الصلاة والسلام: (يقول الله عز وجل: يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا), نسأل الله للمسلمين العافية والهداية.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088781859

    عدد مرات الحفظ

    778994286