إسلام ويب

شرح سنن ابن ماجه المقدمة [16]للشيخ : عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إذا رأيت الرجل حريصاً على غلق أبواب الشر، مفتاحاً لأبواب الخير، مع وجود أصل طيب شرعي، فاشهد له بالإيمان وصلاح الحال، فهو ينفق ماله في وجوه البر، ويسعى في التعليم والتعلم؛ لأنه يعلم أن العلم شرف لصاحبه، وأن طالب العلم هو وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أجل ذلك كان حرياً بمن هذه صفاته أن يتبعه عمله إلى قبره، وأن يشفع له عند الله سبحانه وتعالى.

    شرح حديث (إن من الناس مفاتيح للخير...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب من كان مفتاحاً للخير.

    حدثنا الحسين بن الحسن المروزي أنبأنا محمد بن أبي عدي حدثنا محمد بن أبي حميد حدثنا حفص بن عبيد الله بن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه) ].

    هذا الحديث ضعيف؛ لأجل محمد بن أبي حميد فهو متروك، ومتهم بالكذب.

    قال البوصيري : (هذا إسناد ضعيف من أجل محمد بن أبي حميد فإنه متروك ولم يترك).

    ولم يترك، أي: لا يرى أنه يصل إلى درجة أنه متروك وضعيف.

    ولا شك أن العلماء والأخيار الذين نفع الله بهم البلاد والعباد ونشروا العلم، وكذلك الدعاة والمصلحون وأهل الأموال الذين ينفقون أموالهم في المشاريع الخيرية، والذين ينفعون الناس بشفاعاتهم ووجاهتهم تكون أعمالهم قدوة للناس فهم مفاتيح للخير، ومغاليق للشر.

    وهذا الحديث لا يستشهد به لأنه شديد الضعف.

    شرح حديث (إن هذا الخير خزائن...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا هارون بن سعيد الأيلي أبو جعفر حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن هذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، وويل لعبد جعله الله مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير) ].

    وهذا الحديث ضعيف أيضاً؛ لأن فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وهو يضعف في الحديث، من الثامنة، وله إخوان كلهم ضعفاء، أشدهم ضعفاً عبد الرحمن ، ولكن هذا الحديث أقل ضعفاً من الحديث السابق، لأن الأول فيه متروك.

    وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم لم يصل إلى درجة الترك، وروايته معتبرة في الشواهد، وعليه فكلا الحديثين يشد أحدهما الآخر ويتقوى به، وكل واحد منهما حسن لغيره، كما قال الشيخ ناصر رحمه الله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088780348

    عدد مرات الحفظ

    778983398