إسلام ويب

صفات أولياء اللهللشيخ : عائض القرني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • عباراتٌ رائعة، سردها الشيح متناسبة مع روعة العنوان -صفات أولياء الله- ذكر من صفاتهم عشر صفات، أوردها إجمالاً في مستهل حديثه، ثم تكلم عنها بالتفصيل، ذاكراً في ثنايا كلامه ضوابط مهمة في الأولياء، وفي معرفتهم وآراء أهل السنة والجماعة في مختلف القضايا.
    يا محفل الخير حَيَوا لي محياه      نداء حق من الفصحى سمعناه

    قد أطرب الأذن فانصاعت لنغمتـه      وأطرقت برهة تسعى لفحواه

    يقول للجيل والإيمان رافده      عودوا إلى الله قد ناداكم الله

    عُبَّاد ليل إذا جن الظلام بهـم     كم عابدٍ دمعه في الخد أجراه

    وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم      هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه

    يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً      يُشيدون لنا مجداً أضعناه

    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، سلام الله عليكم يا أولياء الله: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ * وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء:101-105] هم أولياء الله: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:63،62].. إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُون * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [فصلت:30-32].

    عنوان هذا الدرس: صفات أولياء الله. جعلنا الله من أوليائه، وحشرنا الله في زمرة أوليائه، وأظلنا الله في ظله مع أوليائه.

    من هم أولياء الله؟

    أمن لبس العباء وتمشلح بالقباء ونام في العراء؟

    من هم أولياء الله؟

    أمن أتى بالمراسيم، وقُبِّل كفه حتى أنزل منزلة العظيم، وانحني على صدره حتى كأنه ملك كريم؟

    من هم أولياء الله؟

    أمن لبس العمائم أو الغتر الحمراء، أو الثياب البيضاء، أو المناصب العالية، أو المراكب الوطية، أو الفلل البهية؟

    من هم أولياء الله؟

    أأهل الحشود والجنود والبنود؟ أأهل الأعلام الفئام؟!

    من هم أولياء الله؟

    العلماء أم طلبة العلم؟ العوام أم الجنود؟ التجار أم الفلاحون؟

    من هم أولياء الله؟

    ذلكم ما سوف نجيب عليه إن شاء الله.

    أولياء الله لهم عشر مواصفات جمعتها عموماً ومجملاً، وإلا فتفصيلها يدخل في مئات الجزئيات، فمن وجد ذلك في نفسه فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه..

    إذا كان هذا الدمع يجري صبابة      على غير سعدى فهو دمع مضيع

    صفات أولياء الله مجملة

    أول صفاتهم: إخلاصهم للواحد الأحد.

    ثانيها: أنهم يرضون بالرسول صلى الله عليه وسلم إماماً وقدوة وأسوةً ومعلماً، ولا يرضون بغيره ولا يحكمون بعد كلام الله إلا كلامه، فهو معصوم.

    والصفة الثالثة: يحبون في الله، ويبغضون في الله، ويوالون في الله، ويعادون في الله، ويعطون في الله، ويمنعون في الله، لا على مشرب ولا هيئة ولا انتماء ولا تحزب قال تعالى: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [المائدة:55].

    الصفة الرابعة: سلامة صدورهم للمسلمين، فصدورهم للمؤمنين بيضاء وألسنتهم سليمة عفيفة من أعراض المسلمين.

    والصفة الخامسة: حرصهم على إتمام الفرائض وأداء النوافل، فيتقربون إلى الله بالسجود وبالعبادة والخشوع، وبالتلاوة والصدقة وصيام النوافل، وسوف يأتي لها تفصيل.

    الصفة السادسة: سلفيتهم في المعتقد وسنيتهم في السلوك، فلا يصانعون مبتدعاً ولا يداجون مارداً.

    اعتقادهم اعتقاد السلف، فلا يتجمعون تحت مظلة بدعية، ولا يرضون بمبتدع أن يكون أخاً لهم أو حبيباً أو قريباً، ولا يتنازلون في المعتقد؛ بل معتقدهم معتقد السلف الصالح: معتقد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وأبي حنيفة وأحمد والشافعي ومالك والأوزاعي والثوري وأضرابهم وأمثالهم من أهل السنة والجماعة، فلا منازلة ولا اختيار ولا مداجاة، ولا لبس ولا غبش، فعقيدتهم سلفية صرفة مأخوذة من الكتاب والسنة.

    أما الصفة السابعة: يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقولون الحق ويقبلونه ممن قاله، ويستضيئون بالحق، ويصبحون على الحق ويمسون على الحق.

    الصفة الثامنة: أنهم يحبون الجماعة -جماعة المسلمين- الذين يستقبلون القبلة خمس مرات في كل يوم وليلة، هؤلاء هم جماعة المسلمين الذين يجتمعون على الكتاب والسنة؛ تجار وعوام وعلماء وجنود وفلاحون، يحبون جماعة المسلمين ويكرهون الفرقة، ويسعون إلى جمع الشمل ونبذ الاختلاف، فمن سعى في تفريق الكلمة فقد نقص في الولاية بنقصه من هذه الجزئية.

    والصفة التاسعة من صفاتهم: أنهم يعودون إلى الكتاب والسنة عند التنازع، فيتحاكمون إلى الكتاب والسنة إذا اختلفوا، ولا يرضون منهما بديلاً، ولا يعودون إلى الآراء والأهواء.

    أما الصفة العاشرة: فيقولون بالحق وبه يعملون وإليه يدعون، ثم إن لهم منهج تنظير مؤسس وهو الكتاب والسنة.

    من أولياء الله أبو بكر الصديق

    يا إخوتي في الله: لم ترفع أبا بكر الصديق تجارته، فقد كان تاجراً ولكن أنفقها في سبيل الله، ولا منصبه فقد كان خليفة لكن -والله- ما رفعه ذلك عند الله.

    الذي رفعه أنه ولي من أولياء الله.

    يقول عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري: {إن للجنة أبواباً ثمانية فمن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الريان، دعي من باب الصيام، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد..} إلى آخر تلك الأبوب، فينبري أبو بكر ويقول: {يا رسول الله! أيدعى أحد من أبواب الجنة الثمانية؟ فيقول صلى الله عليه وسلم: نعم. وأرجو أن تكون منهم} يقول ابن القيم:

    من لي بمثل سيرك المدلل      تمشي رويداً وتجي في الأول

    و في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: {من زار منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر: أنا. قال: من شيع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال صلى الله عليه وسلم: من تصدق منكم اليوم بصدقة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من أصبح منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكر: أنا. قال: لا تجتمع في رجل في يوم واحد إلا دخل الجنة} قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [المؤمنون:1-11] هذه مواصفات أولياء الله تبارك وتعالى.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088781138

    عدد مرات الحفظ

    778990430