إسلام ويب

سلسلة من أعلام السلف الإمام الليث بن سعدللشيخ : أحمد فريد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الليث بن سعد علم من أعلام السلف الصالح، عرف بسخائه وكرمه وفضله وعلمه، كان نبراساً في العلم والفقه، تربى على مائدة الكتاب والسنة، فعرف بحرصه على اتباع السنة ونشرها رحمه الله تعالى.

    1.   

    نسب الليث بن سعد ومولده وصفته

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

    أما بعد:

    فما زلنا بحمد الله مع أعلام السلف الكرام، ومعنا في هذه الترجمة المباركة الإمام الحافظ شيخ الإسلام عالم الديار المصرية: أبو الحارث الفهمي الليث بن سعد رحمه الله.

    قال أبو نعيم : ومنهم الثري السخي المري الوفي، لعلمه عقول، ولماله بذول، أبو الحارث الليث بن سعد ، كان يعلم الأحكام مرياً، ويبذل الأموال سخياً، وهو من أئمة أتباع التابعين، من أقران مالك والسفيانين والأوزاعي ، حفظ الله عز وجل بهم الإسلام، وارتفعت بهم أعلام السنة، ونكست أعلام البدعة، فرحم الله الجميع.

    وقد كان الليث إماماً في الحديث والفقه والسخاء فرحمه الله رحمة واسعة، وأدخله جنة عالية قطوفها دانية.

    اسمه: ليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي أبو الحارث المصري مولى عبد الرحمن بن خالد بن مسافر ، وقيل: ثابت بن ظاعن جد عبد الرحمن بن خالد بن مسافر ، وأهل بيته يقولون: نحن من الفرس من أهل أصبهان. قال: أو سعيد بن يونس ، وليس لما قالوه في ذلك عندنا صحة.

    يقول: وروي عن الليث أنه قال مثل ذلك، والمشهور أنه فهمي، وفهم من قيس عجلان، يعني: بطن من قبيلة قيس عجلان.

    مولده: ولد بقرقشندة ، قرية على نحو أربعة فراسخ من مصر، في سنة أربع وتسعين، وقيل: ثلاث وتسعين. ذكره سعيد بن أبي مريم، يقول: والأول أصح؛ لأن يحيى يقول: سمعت الليث يقول: ولدت في شعبان سنة أربع. قال الليث : حججت سنة ثلاث عشرة ومائة.

    صفته: عن عمرو بن محمد الحيري قال: سمعت محمد بن معاوية يقول وسليمان بن حرب إلى جنبه: خرج الليث بن سعد يوماً فقوموا ثيابه ودابته وخاتمه وما عليه ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألفاً، فقال سليمان : لكن خرج علينا شعبة يوماً فقوموا حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهماً إلى عشرين درهماً.

    فمن العلماء من كان له صولة وجولة وعز ورفعة في الدنيا والآخرة كالإمام مالك ، وكعالمنا في هذه الترجمة الليث بن سعد ، ومر كذلك من العلماء الذين كان لهم شرف ومال وسخاء، فالإمام الزهري كان برتبة أمير في دولة بني أمية، وهناك الفقراء جداً، فقد مر بنا الأعمش أحد صغار التابعين، وكان يلبس فروة خروف، وكان يجعل الصوف إلى الخارج. فقيل له: ألا جعلت الصوف إلى الداخل؟!

    وكذلك مر بنا شعبة الذي قوموا حماره وسرجه ولجامه بثمانية عشر درهماً إلى عشرين درهماً.

    1.   

    ثناء العلماء على الليث بن سعد

    عن شرحبيل بن جميل بن يزيد مولى شرحبيل بن حسنة قال: أدركت الناس أيام هشام بن عبد الملك ، وكان الليث بن سعد حدث السن، وكان بمصر عبيد الله بن جعفر وجعفر بن ربيعة والحارث بن يزيد ويزيد بن أبي حبيب وابن هبيرة وغيرهم من أهل مصر، ومن يقدم علينا من فقهاء المدينة، وإنهم ليعرفون لليث فضله وورعه وحسن إسلامه على حداثة سنه.

    وقال ابن بكير : ورأيت من رأيت فلم أر مثل الليث .

    وعن أبي الوليد عبد الملك بن يحيى بن بكير قال: سمعت أبي يقول: ما رأيت أحداً أكمل من الليث بن سعد ، كان فقيه البدن، عربي اللسان، يحسن القرآن والنحو، ويحفظ الشعر والحديث، وحسن المذاكرة -ومازال يذكر خصالاً جميلة ويعقد بيده حتى عد عشراً- لم أر مثلهم.

    وعن هارون بن سعيد قال: سمعت ابن وهب يقول: كل ما كان في كتب مالك : وأخبرني من أرضى من أهل العلم، فهو الليث بن سعد .

    أحياناً الإمام مالك لا يصرح بمن يحدث عنه، ولكن يقول: أخبرني من أرضى من أهل العلم، فإذا قال ذلك فإنه يقصد الليث بن سعد .

    وعن الربيع بن سليمان قال: قال ابن وهب : لولا مالك والليث لضل الناس.

    وقال الفضل بن زياد : قال أحمد : ليث كثير العلم صحيح الحديث.

    وعن أحمد بن سعد الزهري قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الليث ثقة ثبت.

    فمن أعلى درجات التوثيق الجمع بين الصفتين، تقول: ثقة ثقة أو ثقة ثبت، فهذا يكون أعلى من قوله ثقة.

    وقال عثمان الدارمي : سمعت يحيى بن معين يقول: الليث أحب إلي من يحيى بن أيوب ويحيى ثقة. قلت: فكيف حديثه عن نافع ؟ قال: صادق ثقة.

    وعن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: سمعت الشافعي يقول: الليث أفقه من مالك ، إلا أن أصحابه لم يقوموا به.

    فكان بعض العلماء يقدم الليث على نجم السنن الإمام مالك ، ولكن أصحاب الليث لم يقوموا بـالليث ، يعني: لم يرفعوه، كما رفع أصحاب الإمام مالك الإمام مالكاً .

    وكان الإمام مالك في المدينة التي هي منارة العلم وفيها أحفاد المهاجرين والأنصار.

    وقال محمد بن سعد : وكان ثقة كثير الحديث صحيحه، وكان قد اشتغل بالفتوى في زمنه بمصر، وكان سرياً من الرجال نبيلاً سخياً، له ضيافة.

    وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول: أصح الناس حديثاً عن سعيد المقبري ليث بن سعد ، يفصل ما روى عن أبي هريرة وما روى عن أبيه عن أبي هريرة .

    فـسعيد المقبري يروي أحياناً عن أبي هريرة مباشرة وأحياناً يروي عن أبيه عن أبي هريرة .

    وقال علي بن المديني : الليث بن سعد ثبت .

    وقال العجلي : مصري فهمي ثقة.

    1.   

    سخاء الليث بن سعد

    عن حرملة بن يحيى قال: سمعت ابن وهب يقول: كتب مالك إلى الليث : إني أريد أن أدخل ابنتي على زوجها، فأحب أن تبعث لي بشيء من عصفر. قال ابن وهب : فبعث إليه بثلاثين جملاً عصفراً، فصبغ منه لابنته وباع منه بخمسمائة دينار. والدينار عملة ذهبية.

    وعن أسد بن موسى قال: كان عبد الله بن علي يطلب بني أمية فيقتلهم، فلما دخلت مصر دخلتها في هيئة رثة يعني: مستنكراً حتى لا يعرفه أحد. قال: فدخلت على الليث بن سعد فلما فرغت من مجلسه خرجت، فتبعني خادم له في دهليزه فقال: اجلس حتى أخرج إليك، فجلست، فلما خرج إلي وأنا وحدي دفع إلي صرة فيها مائة دينار، فقال: يقول لك مولاي: أصلح بهذه النفقة بعض أمرك، ولم من شعثك، وكان في حوزتي هيمان -ما يجعله الحاج في وسطه- فيه ألف دينار، فأخرجت الهيمان فقلت: أنا عنها في غنى استئذن لي على الشيخ، فاستأذن لي فدخلت عليه، فأخبرته بنسبي واعتذرت إليه من ردها، وأخبرته بما مضى. فقال: هذه صلة وليست بصدقة فقلت: أكره أن أعود نفسي عادة وأنا في غنى. فقال: ادفعها إلى بعض أصحاب الحديث ممن تراه مستحقاً لها، فلم يزل بي حتى أخذتها ففرقتها على جماعة.

    وعن يحيى بن بكير قال: سمعت أبي يقول: وصل الليث بن سعد ثلاثة أنفس بثلاثة آلاف دينار، احترقت دار ابن لهيعة فبعث إليه بألف دينار.

    كان قاضياً من قضاة مصر صدوقاً، قيل: إنه كان سيئ الحفظ من بداية أمره، ولما احترقت داره واحترقت كتبه صار يحدث من حفظه، وكان ضبطه ضبط كتاب وليس ضبط حفظ، فوهم كثيراً، فما روي عنه قبل احتراق داره فهو صحيح، وما روي عنه بعد احتراق داره فهو ضعيف، فمن الذين رووا عنه قبل احتراق كتبه عبد الله بن وهب قاضي مصر، وعبد الله بن مبارك محدث خراسان.

    قال: وحج فأهدى إليه مالك بن أنس رطباً على طبق، فرد إليه في الطبق ألف دينار، ووصل منصور بن عمار القاضي بألف دينار وقال: لا تسمع بهذا بني فتهون عليهم، فوصل ثلاثة أنفس كل نفس بألف دينار.

    وقال قتيبة : كان الليث يركب في جميع الصلوات إلى الجامع، ويتصدق كل يوم على ثلاثمائة مسكين.

    وعن عبد الله بن صالح قال: صحبت الليث عشرين سنة لا يتغدى ولا يتعشى إلا مع ناس، وكان لا يأكل إلا بلحم إلا أن يمرض. قال قتيبة : وجاءت امرأة إلى الليث فقالت: يا أبا الحارث ! إن ابناً لي عليل -يعني: مريض- واشتهى عسلاً، فأعطاها مرطاً من عسل، والمرط: عشرون ومائة رطل.

    1.   

    اتباع الليث بن سعد للسنة

    عن حرملة بن يحيى قال: سمعت الشافعي يقول: الليث بن سعد أتبع للأثر من مالك بن أنس .

    عن عثمان بن صالح قال: كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث بن سعد ، فحدثهم بفضائل عثمان ، فكفوا عن ذلك، وكان أهل حمص ينتقصون علياً حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائله فكفوا عن ذلك.

    وعن سعيد بن أبي مريم قال: سمعت الليث بن سعد يقول: بلغت الثمانين وما نازعت صاحب هوى قط.

    قال الذهبي : كانت الأهواء والبدع خاملة في زمن الليث ومالك والأوزاعي والسنن ظاهرة عزيزة، فأما في زمن أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد فظهرت البدع -خاصة بدعة المعتزلة- وامتحن أئمة الأثر، ورفع أهل الأهواء رءوسهم بدخول رجال الدولة معهم، فاحتاج العلماء إلى مجادلتهم بالكتاب والسنة، ثم كثر ذلك، واحتج عليهم العلماء أيضاً بالعقول، فطال الجدال واشتد النزاع وتولدت الشبه.

    ففي زمن الليث ومالك والأوزاعي والسفيانين كانت البدعة خاملة والسنة ظاهرة، وفي زمن أحمد بن حنبل وإسحاق وأبي عبيد ظهرت البدع.

    وعن أبي بكر الفقيه الخلال قال: أخبرني أحمد بن محمد بن واصل المقرئ قال: حدثنا الهيثم بن خارجة قال: أخبرنا الوليد بن مسلم قال: سألت مالكاً والثوري والليث والأوزاعي عن الأخبار التي في الصفات فقالوا: أمروها كما جاءت، أمروها كما جاءت، فهذا كالإجماع.

    يعني: أجمع أئمة أتباع التابعين على ما أجمع عليه التابعون، وعلى ما أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم أن آيات الصفات وأحاديث الصفات تمر كما جاءت.

    1.   

    عرض ولاية مصر على الليث بن سعد

    عن أبي بكير قال: قال الليث : وقال لي أبو جعفر : تلي لي مصر؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين! إني أضعف عن ذلك، إني رجل من الموالي، فقال: ما بك ضعف، ولكن ضعفت نيتك في العمل عن ذلك لي.

    وعن يحيى بن بكير قال: قال الليث : قال لي المنصور : تلي لي مصر؟ فاستعفيت، قال: أما إذ أبيت فدلني على رجل أقلده مصر. قلت: عثمان بن الحكم الجذامي رجل له صلاح وله عشيرة. قال: فبلغ عثمان ذلك فعاهد الله لا يكلم الليث .

    قال الذهبي : كان الليث رحمه الله فقيه مصر ومحدثها ومحتشمها ورئيسها ومن يفتخر بوجوده هذا الإقليم، أي: كانوا يعملون بأمره، ويرجعون إلى رأيه ومشورته، قال: ولقد أراده المنصور أن ينوب له على الإقليم فاستعفى من ذلك.

    1.   

    درر من أقوال الليث بن سعد

    عن الليث قال: بلغت الثمانين وما نازعت صاحب هوى قط.

    وعن يحيى بن بكير قال: أخبرني من سمع الليث يقول: كتبت من علم ابن شهاب علماً كثيراً، وطلبت ركوب البريد إلى الرصافة فخفت ألا يكون ذلك لله فتركته، ودخلت على نافع فسألني فقلت: أنا مصري فقال: ممن؟ قلت: من قيس، قال: ابن كم؟ قلت: ابن عشرين سنة، قال: أما لحيتك فلحية ابن أربعين.

    وعن حفص بن سلمة قال: تكلم الليث بن سعد في مسألة، فقال له رجل: يا أبا الحارث ! في كتابك غير هذا، قال: في كتبنا ما إذا مر هذبناه بعقولنا وألسنتنا، يعني: كتب ذلك في بداية الأمر ثم رجع عنه، فقد كان يمر على الكتاب فيصلح فيه أو يزيد فيه أو ينقص.

    وعن عبد الله بن صالح قال: سمعت الليث بن سعد يقول: لما قدمت على هارون الرشيد قال لي: يا ليث ما صلاح بلدكم؟ قلت: يا أمير المؤمنين صلاح بلدنا بإجراء النيل وإصلاح أميرها، ومن رأس العين يأتي الكرم فإذا صفا رأس العين صفت السواقي، فقال: صدقت يا أبا الحارث !

    وهذا كقول عمر بن عبد العزيز : السوق يؤتى إليها ما ينفق فيها. فالأمير إذا كان من أهل الخير ومن أهل العلم والصلاح كان الناس متسابقين على الخير والصلاح والعبادة والطاعة، وإن كان الأمير عكس ذلك، فإن الناس يتسابقون على عكس ذلك.

    1.   

    شيوخ الليث بن سعد وتلامذته

    1.   

    وفاة الليث بن سعد رحمه الله

    قال يحيى بن بكير وسعيد بن أبي مريم : ومات الليث للنصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومائة، قال يحيى : يوم الجمعة، وصلى عليه موسى بن عيسى .

    قال خالد بن عبد السلام الصدفي : شهدت جنازة الليث بن سعد مع والده، فما رأيت جنازة قط أعظم منها، رأيت الناس كلهم عليهم الحزن، وهم يعزي بعضهم بعضاً ويبكون، فقلت: يا أبت! كأن كل واحد من الناس صاحب هذه الجنازة؟ فقال: يا بني! لا ترى مثله أبداً.

    فرحم الله الليث بن سعد وسائر أئمة المسلمين.

    1.   

    الأسئلة

    بيان بداية الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان

    السؤال: متى يكون الاعتكاف في ليلة عشرين أم في ليلة واحد وعشرين؟

    الجواب: في ليلة واحد وعشرين، فيدخل المعتكف المسجد قبل غروب شمس يوم عشرين من رمضان؛ لأن الليل يبدأ بالمغرب، قال تعالى: ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ [البقرة:187] ومن السنة أيضاً أن يبكر بدخوله إلى المسجد، فيدخل قبل فجر يوم عشرين، فيجمع يوم عشرين إلى ليلة واحد وعشرين، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

    والاعتكاف: ترك الدنيا ومشاغلها، والعكوف على العبادة والصلاة والدعاء والبكاء، فلا ينبغي للمعتكف أن يحضر كتباً للمذاكرة في المسجد، أو يحضر معه حساباته إلى المسجد؛ لأن هذا هو عكوف على الدنيا وليس على الآخرة، والذي لا يتمكن من الاعتكاف كامل أيام وليالي العشر الأواخر من رمضان يتحرى ليلة القدر، فيمكنه أن يتفرغ في النهار لأعمال الدنيا كمذاكرة أو امتحانات أو أعمال لا يستطيع أن يتركها، فعندما ينتهي منها تماماً يدخل المسجد كل يوم قبل غروب الشمس ويخرج بعد الفجر، فيعتكف في ليالي العشر الأواخر، ويتحرى أيضاً ليلة القدر.

    نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم سائر الطاعات.

    أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

    وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755821125