من صفات الله تعالى الثابتة له بالأدلة الصحيحة صفة النزول إلى سماء الدنيا، وقد وردت الأدلة بوصف النزول بعدة أحوال، فثبت وصفه بأنه ينزل في الثلث الأول من الليل، وينزل في نصف الليل، وينزل في الثلث الأخير من الليل، وينزل عشية عرفة، فهو سبحانه وتعالى ينزل على أحد هذه الأوجه كما يليق به سبحانه وتعالى.
ذكر بعض أدلة إثبات صفة النزول لله عز وجل إلى السماء الدنيا
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
جاء في هذا الحديث زيادة: (وذلك حين تصيح الديوك) والحقيقة أن الزيادة هذه فيها غرابة، والمحقق قال: لم أجد تخريجاً له، لاسيما أن في آخر الحديث قال: (وذلك حين..) وهذا يظهر أنه إدراج من أحد الرواة والله أعلم، لاسيما أنه فيه ما يعارض النصوص (وذلك حين تصيح الديوك)، والديوك تصيح حين ترى الملائكة خاصة في بعض أوقات الصياح، أما نهيق الحمير فمرتبط برؤية الشيطان، فالنص أو المتن هذا فيه نكارة وغرابة، وأقترح لو أن أحد الإخوان يتولى البحث عن هذا الإدراج لعله يجد فيه زيادة إيضاح في بعض كتب الحديث أو الآثار.
وكما قلت: المحقق قال: لم أجد تخريجاً له، لكن مع ذلك مجال البحث واسع.
هذا الحديث من الأحاديث التي جمعت بين ألفاظ الأحاديث الأخرى، وكما قلت: إنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وصف النزول بعدة أحوال، ثبت وصفه بأنه في الثلث الأخير وأنه في الثلث الأول وأنه في نصف الليل، ومن سياق الأحاديث يبدو أن ذلك راجع إلى نوع النزول، وأن نزول الرب تبارك وتعالى أحياناً يحدث على هذا الوجه، أي: من ثلث الليل الأول، وأحياناً يحدث على الوجه الآخر، أي: من نصف الليل، وأحياناً يحدث على الوجه الثالث، وهو: الثلث الأخير من الليل، وأحياناً يحدث عشية، كما في يوم عرفة، فهذه كلها أنواع من النزول صحيحة، والأحاديث فيها مؤيدة بعضها لبعض، ويجمع هذه النصوص مثل هذا الحديث.
ولفظ (أو) ليس على سبيل الشك، إنما على سبيل التنويع، وتدل عليه الأحاديث الأخرى التي كلها صحيحة في الصحيحين وغيرهما.
وعلى هذا يكون هذا الحديث جمع لجميع ما ورد في الروايات الأخرى من أن النزول يحدث على أوجه عدة، فربنا تبارك وتعالى ينزل على أحد هذه الأوجه بحسب الأحوال وكما يليق بجلاله.