إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. سلمان العودة
  5. شرح العمدة (الأمالي)
  6. شرح العمدة (الأمالي) - كتاب الطهارة - باب قضاء الحاجة

شرح العمدة (الأمالي) - كتاب الطهارة - باب قضاء الحاجةللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من كمال الإسلام وعظمته وشموليته أنه بين للإنسان كيفية قضاء الحاجة من بول أو غائط، وكيف يدخل أو يخرج، وكيف يتطهر من ذلك، وكل ذلك بيسر وسهولة، وبآداب وأخلاق عالية، وهذه الأحكام والآداب ليست مع الإنسان ونفسه فقط، بل حتى مع من حوله من بني جنسه ومع الحيوان والنبات.
    بسم الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم النبيين؛ نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين.

    كان عندنا بالأمس باب: الآنية.

    أما اليوم فعندنا باب: قضاء الحاجة, وفي الواقع أنه ليس فيه كبير إشكال كالبابين قبله؛ لأنه في الغالب عبارة عن بعض الآداب التي تتعلق بقضاء الحاجة.

    والمقصود بقضاء الحاجة: قضاء الضرورة التي لابد للإنسان منها, وهي: البول والغائط.

    قال المصنف رحمه الله تعالى في المسألة الأولى: [يستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقول: باسم الله, أعوذ بالله من الخبث والخبائث ومن الرجس النجس الشيطان الرجيم].

    هذا الذكر الذي أشار المصنف إلى أنه يستحب أن يقال عند دخول الخلاء, هو عبارة عن ثلاثة أقسام:

    القسم الأول: أن يقول: (بسم الله), وهذا جاء في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( ستر ما بين أعين الجن وبين عورات بني آدم إذا أراد أحدكم دخول الخلاء أن يقول: باسم الله ). والحديث رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب, وأشار الترمذي إلى ضعفه, وحسنه جماعة من أهل العلم, والحديث حسن إن شاء الله تعالى بشواهده.

    فهو يدل على أنه يستحب للإنسان أن يقول: باسم الله عند دخول الخلاء. هذا فيما يتعلق بالتسمية.

    وقوله: (لمن أراد دخول الخلاء) المقصود بالخلاء: هو ما يسمى بالحُش, وهو المكان المعد لقضاء الحاجة, وقد يحمل عليه إذا كان الإنسان في الصحراء المكان الذي اختاره الإنسان وأراده لقضاء حاجته؛ وإنما سمي الخلاء لأن الإنسان يذهب في الصحراء بعيداً إذا أراد قضاء الحاجة, وقد يسمى الحُش -كما ذكرنا-, وأصله الحائط أو البستان؛ لأنهم يذهبون إليه حيث يستترون بالنخل وغيره في قضاء حوائجهم.

    أما الدعاء الثاني: وهو قوله: (أعوذ بالله من الخبث والخبائث) فقد جاء فيه حديث أنس رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما, بل رواه الجماعة أهل السنن : أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: أعوذ بالله من الخبث والخبائث ). وفي رواية: ( إذا أراد دخول الخلاء ). وهذا يفسر معنى قوله: (إذا دخل), فإنه ليس المعنى أنه يقول هذا الدعاء بعدما يدخل، وإنما يقوله إذا أراد الدخول.

    وقوله: (الخبُث) فيها وجهان:

    الوجه الأول: بسكون الباء: ( أعوذ بالله من الخبث )، وهو مذهب أبي عبيدة وغيره من أهل العلم, وقالوا: الخبْث مصدر, أي: الشر: ( أعوذ بالله من الخبْث ), أي: من الشر.

    والوجه الثاني: الخبُث, بضم الباء, قالوا: جمع خبيث, كما اختاره الخطابي وغيره أيضاً, فيكون استعاذ بالله من الخبث جمع خبيث.

    وقوله: (من الخبائث) الخبائث جمع خبيثة, أي: استعاذ بالله تعالى من ذكران الشياطين ومن إناثهم.

    ورجح الأول طائفة من أهل العلم أن المعنى: أنه استعاذ بالله من الخبْث, يعني: من الشر, ومن الخبائث يعني: من الأشياء الخبيثة أياً كانت.

    أما الدعاء الثالث: وهو قوله في الدعاء: ( ومن الرجس النَجس ) أو النِجس, يجوز الوجهان. (الرجس النَجس الشيطان الرجيم ). فهذا جاء فيه حديث أبي أمامة رضي الله عنه الذي انفرد بإخراجه ابن ماجه في سننه, والحديث لفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أيعجز أحدكم إذا أراد دخول مرفقه -يعني: الحش, أو الكنيف- أن يقول: أعوذ بالله من الخبث والخبائث, ومن الرجس النَجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم ). يعني: هو خبيث في نفسه, مُخبث لغيره, يعني: متسبب لغيره في الخبث.

    وهذا الحديث -كما ذكرت- انفرد بإخراجه ابن ماجه , وقال البوصيري في الزوائد : إسناده ضعيف, وعلة الحديث: أن فيه علي بن يزيد الدمشقي , وهو ضعيف.

    إذاً: هذا الدعاء يصح منه أن يقول الإنسان: ( باسم الله, أعوذ بالله من الخبث والخبائث )، أما زيادة: ( ومن الرجس النَجس الشيطان الرجيم ), فهي زيادة ضعيفة انفرد بإخراجها ابن ماجه , وضعفها البوصيري وغيره, وفي إسنادها علي بن يزيد الدمشقي , وهو ضعيف.

    مواد ذات صلة

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088778088

    عدد مرات الحفظ

    778964474