إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. سلمان العودة
  5. شرح بلوغ المرام
  6. شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة الكسوف - حديث 530-534

شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة الكسوف - حديث 530-534للشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • مشروعية صلاة الكسوف عند رؤية الكسوف جاءت السنة به، فيستحب للإمام أن يطيل القراءة بما لا يشق على المصلين، ويجهر في صلاته، وتصلى في جماعة في المسجد، ولا يشترط أن تستمر الصلاة حتى انجلاء الشمس، وتؤدى موعظة بعد الصلاة يذكر الخطيب فيها الناس بالتوبة والرجوع إلى الله والإنابة والتضرع بين يديه، كما اختلفت أقوال العلماء في عدد ركوعات صلاة الكسوف على أقوال أقواها أنه في ركعة ركوعان وهو الذي عليه جمهور العلماء.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأصلي وأسلم على خاتم رسله، وأفضل أنبيائه، وخيرته من خلقه، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

    ثم السلام عليكم ورحمة الله!

    رقم هذا الدرس: (187) من شرح بلوغ المرام، وهذا يوم الثلاثاء الرابع عشر من جمادى الثانية من سنة (1426هـ).

    وإن شاء الله تعالى في هذا اليوم سوف نأتي على البقية الباقية من باب: صلاة الكسوف؛ لأننا بالأمس أتينا على معظم المسائل الكبار والمهمة في الباب، مثل: حكم صلاة الكسوف، وذكرنا أن الخلاصة في الحكم أنه فرض كفاية.

    ومثل: صفة صلاة الكسوف، وسبب الكسوف، والجهر بصلاة الكسوف، والاجتماع لها، وكسوف الشمس، وخسوف القمر، وما يتعلق بذلك من الأحكام.

    فبقي عندنا أحاديث في الغالب ليست إلا استكمالاً أو تأكيداً لما مضى.

    الأول منها: ورقمه (505)، حديث ابن عباس رضي الله عنه، قال: ( انخسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فصلى فقام قياماً طويلاً بقدر قراءة سورة البقرة، ثم ركع ركوعاً طويلاً، ثم قام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم قام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم قام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم سلم، وقد تجلت الشمس، فخطب الناس ).

    [والمصنف رحمه الله يقول: [متفق عليه، واللفظ للبخاري]. ]

    تخريج الحديث

    الحديث رواه البخاري في أبواب الكسوف، باب صلاة الكسوف جماعة، ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في صلاة الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف، وذلك أن في استتمام الحديث في رواية مسلم وغيره، وفي بعض روايات البخاري : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم تقدم ثم تكعكع، فلما سلم قالوا له: يا رسول الله! فقال: إني عرضت عليَّ الجنة حتى رأيت الجنة، ولو أخذت منها قطفاً من عنب لأكلتم منه ما بقي في الدنيا، وعرضت عليَّ النار فلم أر منظراً قط أفظع )، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ( ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته)، إلى آخر الحديث.

    فـمسلم رحمه الله خرج هذا الحديث في باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف.

    وكذلك رواه أبو داود في الصلاة، باب القراءة في صلاة الكسوف، لقوله: ( بقدر قراءة سورة البقرة )، والنسائي أيضاً في قدر القراءة في صلاة الكسوف، ومالك في الموطأ وأحمد في المسند، والشافعي وابن حبان وابن المنذر وابن خزيمة والبيهقي وغيرهم .

    قول المصنف رحمه الله في آخر الحديث: (فخطب الناس)، والمصنف يقول: وهذا لفظ البخاري، وهذا مما يستغرب من المصنف، فإن ابن حجر رضي الله عنه كان في غاية الدقة في الرواية والضبط والإتقان، بينما: (فخطب الناس) هذه ليست في رواية البخاري ولا في رواية مسلم، وإنما هي صياغة المؤلف لقول النبي صلى الله عليه وسلم، يعني: حكاية المؤلف لما وقع من النبي صلى الله عليه وسلم من الكلام، وإلا الحديث فيه أنه: (فقام وقال كذا وقال الناس كذا)، وليس فيها أنه خطب الناس، وإنما المضمون، فهي من باب الرواية بالمعنى.

    والمصنف رحمه الله في هذا الكتاب بالذات: البلوغ تساهل في هذا الموضوع في غير ما موضع، سبق معنا الإشارة إليها، وذلك لأنه كتب الكتاب للطلاب، فأحياناً يعتمد على الاختصار ليسهل على الطالب فهم المراد، مثل حديث عمران : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من مزادة امرأة مشركة )، وهذا الحديث هو حديث طويل في البخاري اختصره المؤلف في هذا السطر القليل.

    إذاً: (انصرف فخطب الناس) ليست من رواية ابن عباس وإنما هي حكاية فعل.

    معاني ألفاظ الحديث

    ما يتعلق بمفردات الحديث:

    قوله: (على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، يعني: في زمنه وحياته، وهذه من الألفاظ التي إذا قيلت علم أن الحديث له حكم المرفوع، حتى ولو لم يكن مرفوعاً، يعني: الحديث الذي نحن بصدده أن النبي صلى الله عليه وسلم قام وصلى هذا لا إشكال فيه، لكن لو قال الصحابي: كنا نفعل كذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اعتبر أن هذا له حكم الرفع؛ لأن فيه إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الفعل.

    وقوله: (قام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول)، ما معنى: دونه؟ يعني: أقصر منه، أي: أقل منه طولاً.

    وكذلك قوله: (ثم انصرف) ما معنى الانصراف؟ الانصراف يطلق على أحد معنيين: يطلق على السلام من الصلاة. ويطلق على الالتفات إلى المأمومين.

    واللفظ محتمل هنا، فيحتمل أن يكون المعنى، (انصرف) يعني: سلم من صلاته، أو التفت إلى الناس، والفرق بينهما يسير.

    وفي الحديث في رواية مسلم قولهم له صلى الله عليه وسلم: (رأيناك كعكعت يا رسول الله!)، ومعنى (كعكعت) يعني: أنه رجع إلى الوراء بسرعة، كعكع أو تكعكع يعني: رجع، وهذا مستخدم عندنا في العامية أم لا؟ لا يزال من فصيح العامة، أنه يقال: فلان كع أو كعكع، يعني: رجع إلى الوراء.

    وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قوله للنساء: ( إني رأيتكن -في نفس السياق- أكثر أهل النار، قيل: يكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئاً، قالت: ما رأيت منك خيراً قط )، فقوله: (يكفرن العشير) معناه: أن المرأة تنسى جميل زوجها، فإذا أخطأ عليها نسيت ما سبقه منه من الخير .

    فوائد الحديث

    من فوائد الحديث:

    أولاً: استحباب طول القيام في صلاة الكسوف، وذلك بما لا يشق على الناس، فـابن عباس رضي الله عنه هنا ذكر أن القيام الأول بقدر سورة البقرة، وفي حديث أسماء وهو في البخاري أيضاً: أنه قام حتى كان الناس بعضهم يتغشاه الغشي، وقد يخر من هول الموقف وأيضاً من طول القراءة، ومع ذلك يراعى في ذلك ألا يكون فيه مشقة على الناس.

    من فوائد الحديث: أن السنة في الصلوات أن يكون أولها أطول من آخرها، وهذا كما نجده في صلاة الكسوف هنا في القيام والركوع، كذلك هو في صلاة الفريضة، فإن الركعة الأولى أطول من الثانية، ولماذا يستحب هذا؟

    أولاً: للنشاط؛ لأن الإنسان أول ما يقبل على العبادة يكون نشطاً، فما دام نشطاً تطول العبادة، فإذا فتر نشاطه خففت.

    وثانياً: من أجل أن يدرك الناس الصلاة، يدركون الركعة الأولى؛ لأن كثيراً من الناس يأتون مع الإقامة أو مع تكبيرة الإحرام، فيكون في ذلك نوع من الاستئناء بهم حتى يدركوا الصلاة.

    كذلك من فوائد الحديث: بيان صفة صلاة الكسوف بالنص الصريح، كما في حديث ابن عباس هنا، وهو في الصحيحين كما ذكرنا.

    وفيه: أن صلاة الكسوف ركعتان، وكل ركعة فيها ركوعان، وسجودان.

    إذاً: فالزيادة في صلاة الكسوف هي زيادة ركوع واحد فقط على الصلاة المعتادة، مع تطويل القراءة، ومع القراءة بعد الركوع الأول، أعني: مع قراءة الفاتحة وسورة بعد الركوع الأول.

    كذلك من فوائد الحديث: استحباب الجماعة لصلاة الكسوف، كما ذكرنا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم جمع الناس وصلى بهم وامتلأ المسجد، بل ونودي للصلاة بـ(الصلاة جامعة)، فهذا من أقوى الأدلة على استحباب صلاة الجماعة للكسوف، وأيضاً للخسوف خلافاً لمن قال بأنها تصلى فرادى.

    كذلك من الفوائد: مشروعية الخطبة لصلاة الكسوف، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس كما في الحديث، والخطبة هنا ما حكمها واجب أو سنة؟ سنة؛ لأن الصلاة سنة والخطبة أولى بالسنية.

    ومن الفوائد: أن الخطبة إذا كانت سنة فإنها تكون بعد الصلاة، بحيث إن الإنسان يريد أن يصلي ويخرج يسعه ذلك، مثل ماذا؟ مثل العيدين، ومثل الكسوف كما هاهنا.

    أما إذا كانت الخطبة واجبة فإنها تكون قبل الصلاة مثل خطبة الجمعة، فهاتان فائدتان.

    وقد يقال: إن الخطبة المذكورة في صلاة الكسوف هنا ليست خطبة، وإنما هي موعظة لها مناسبة، وما مناسبتها؟ قول الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصحح ما عندهم، وهذا مأخذ جيد، ولكن نقول: يستحب أن يعظ الإمام الناس في الكسوف وغيره إذا وجدت مناسبات، والكسوف بحد ذاته مناسبة لتحريك القلوب وتذكيرها بالله عز وجل .

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088779149

    عدد مرات الحفظ

    778972882