إسلام ويب

شرح كتاب التوحيد [11]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد سد الإسلام كل باب يفضي إلى الشرك أو يوصل إليه، ومن ذلك أنه حرّم تعليق التمائم والحروز والقلائد لدفع العين أو السحر؛ فهذه كلها من عادات الجاهلية، وتُنبئ عن عقلية ساذجة خرافية، وقد اشتد قول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، حتى إنه دعا على من تعلق تميمة
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى في باب: من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه.

    [عن عمران بن حصين رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة، قال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً ) رواه أحمد بسند لا بأس به.

    وله عن عقبة بن عامر مرفوعاً: ( من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له ).

    وفي رواية: ( من تعلق تميمة فقد أشرك ).

    ولـابن أبي حاتم عن حذيفة : ( أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى فقطعه وتلا قوله تعالى: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ [يوسف:106] )].

    تقدم لنا ما ترجم له المؤلف رحمه الله من قوله: (باب: من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه)، ومناسبة هذا الباب في كتاب التوحيد: أنه يخل بأصل التوحيد أو بكماله، وأنه مما يضاد التوحيد.

    وتقدم معنى قول الله عز وجل: قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ [الزمر:38]... إلى آخر الآية.

    ثم قال المؤلف رحمه الله: (عن عمران بن حصين : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة، فقال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً ) رواه أحمد بسند لا بأس به).

    عمران بن حصين الخزاعي صحابي جليل، توفي رضي الله تعالى عنه سنة اثنتين وخمسين بالبصرة.

    وقوله: ( رأى رجلاً في يده حلقة من صفر ) الصفر: نوع من أنواع المعادن، والحلقة: هي الحديدة، أي: شيء مستدير من الصفر.

    ( فقال: ما هذه؟ ) استفهام إنكاري.

    ( قال: من الواهنة ) الواهنة: نوع من المرض يصيب اليد. ( فقال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً ) اطرحها. يعني: انزعها اطرحها وهو الجذب بقوة. ( فإنها لا تزيدك إلا وهناً ) يعني: ضعفاً وخوراً.

    ( فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً ) الفلاح: هو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب.

    في هذا الحديث: أن لبس الحلقة ونحوها لدفع المرض أو لرفعه بعد وقوعه من الشرك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لـعمران بن حصين رضي الله تعالى عنه ( ما أفلحت أبداً ).

    وهل هذا شرك أكبر أو شرك أصغر؟

    نقول: فيه تفصيل:

    إن اعتقد أنها تنفع وتضر من دون الله عز وجل فهو شرك أكبر؛ لأنه جعلها نداً لله عز وجل.

    وإن لم يعتقد ذلك، وإنما اتخذها مجرد اتخاذ، فنقول بأنه شرك أصغر. وسيأتينا إن شاء الله ما يتعلق باتخاذ الأسباب، وأن من اتخذ سبباً للبركة لجلب النفع أو دفع الضر ولم يثبت أنه سبب في الشرع أو الحس أو التجربة الظاهرة المباشرة فهذا شرك أصغر، وإن اعتقد أنه ينفع ويضر من دون الله فهو شرك أكبر.

    وعلى هذا قوله: ( ما أفلحت أبداً ) نفي الفلاح هنا إن اعتقد أنها تنفع وتضر من دون الله، فهو على ظاهره ما أفلح أبداً؛ لأنه دخل في الشرك الأكبر، وإن اعتقد أنها مجرد سبب فالمقصود هنا: نفي كمال الفلاح.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    الأكثر استماعا لهذا الشهر

    عدد مرات الاستماع

    3088776914

    عدد مرات الحفظ

    778954185