إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الإمامة - (باب حث الإمام على رص الصفوف والمقاربة بينها) إلى (باب الصف المؤخر)

شرح سنن النسائي - كتاب الإمامة - (باب حث الإمام على رص الصفوف والمقاربة بينها) إلى (باب الصف المؤخر)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • ينبغي على الإمام أن يحرص على تراص الصفوف والعناية بتسويتها، وفضل الصف الأول أكثر من فضل الصف الثاني، فينبغي للمسلم أن يبادر ويبكر لإدراك الصف المقدم؛ فإن خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها.

    شرح حديث أنس: (أقبل علينا رسول الله... فقال: أقيموا صفوفكم وتراصوا)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حث الإمام على رص الصفوف والمقاربة بينها

    أخبرنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال: (أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه حين قام إلى الصلاة قبل أن يكبر، فقال: أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري)].

    يقول النسائي رحمه الله: حث الإمام على رص الصفوف والمقاربة بينها.

    المقصود من هذه الترجمة: أن الإمام قبل أن يدخل في الصلاة يدعو المأمومين إلى التراص وإلى التقارب بين الصفوف، بحيث يكون بعضها قريب من بعض، وكذلك بالنسبة للصفوف؛ كل صف يسوى بأن يكون على سمت واحد لا اعوجاج فيه، ولا تقدم ولا تأخر، ولا فجوات أو خلل يكون بين الصفوف، وإنما يكون هناك التراص والتقارب، بحيث يتصل المنكب بالمنكب، والركبة بالركبة، والقدم بالقدم، وأن يقارب بين الصفوف؛ فلا يكون الصف بعيداً عن الصف، وإنما يكون كل صف قريباً من الذي قبله.

    وقد أورد النسائي حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه: (أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقبل عليهم بوجهه)، أي: قبل أن يدخل في الصلاة يتجه إليهم، ويقول: (أقيموا صفوفكم وتراصوا)، فقوله: أقيموا صفوفكم هو تسويتها وإقامتها، إقامتها تسويتها: (لتقيمن صفوفكم)، أي: لستوون صفوفكم، ثم قال: (وتراصوا فيها)، يعني: مع كونها تكون مستقيمة على سمت واحد، لابد أيضاً من التراص، والتقارب، حتى لا يكون هناك فجوات، ثم أيضاً تتقارب الصفوف، ولا ينأى بعضها عن بعض، وهي كون بعضها بعيداً عن بعض.

    ثم قال عليه الصلاة والسلام: (فإني أراكم من وراء ظهري)، وهذا سبق أن مر في الدرس الفائت في حديث أنس: (فإني أراكم من وراء ظهري كما أراكم بين يدي)، وهذه معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنها خاصة بالصلاة، أي: ليس هناك شيء يدل على أن ذلك يحصل للرسول عليه الصلاة والسلام في غير الصلاة، وإنما جاء في الحديث حصوله له صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فهو من معجزاته، ولهذا أورده البخاري رحمه الله في علامات النبوة، علامات نبوة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    تراجم رجال إسناد حديث أنس: (أقبل علينا رسول الله... فقال: أقيموا صفوفكم وتراصوا)

    قوله: [أخبرنا علي بن حجر].

    وهو علي بن حجر بن إياس السعدي المروزي، ثقة، حافظ، خرج له البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.

    [عن إسماعيل].

    وهو ابن جعفر، وهو ثقة ثبت، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وقد سبق أن مر إسناد مثل هذا الإسناد.

    وكنت ذكرت فيما مضى أنه إسماعيل بن علية، وإسماعيل بن علية من شيوخ علي بن حجر، لكن في هذا الإسناد وفي الإسناد الذي معنا هو: إسماعيل بن جعفر، وقد ذكر هذا المزي وسماه في تحفة الأشراف، يعني: في الإسنادين هو إسماعيل بن جعفر، وليس إسماعيل بن علية، فيشطب على ابن علية هناك، ويكتب مكانه: ابن جعفر.

    وإسماعيل بن جعفر ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وكذلك إسماعيل بن علية ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، إلا أنه في هذا الإسناد، يعني: شيخ علي بن حجر في هذا الإسناد هو إسماعيل بن جعفر، كما ذكر ذلك المزي في تحفة الأشراف.

    [عن حميد].

    وهو ابن أبي حميد الطويل وهو ثقة، مدلس، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وذكر في ترجمته: أنه توفي وهو قائم في الصلاة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أنس بن مالك].

    صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخادمه الذي خدمه عشر سنوات منذ قدم المدينة إلى أن توفاه الله عز وجل، وعمر طويلاً حتى أدركه صغار التابعين ورووا عنه، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وهم الذين جمعهم السيوطي في ألفيته بقوله:

    والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر

    وأنس والبحر كالخدري وجابر وزوجة النبي

    فـأنس رضي الله تعالى عنه أحد هؤلاء السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وهذا الإسناد رباعي، وهو من أعلى الأسانيد عند النسائي؛ لأن أعلى الأسانيد عند النسائي الرباعيات، التي يكون فيها بين النسائي وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أشخاص؛ لأنه ليس عنده ثلاثيات، وقد ذكرت فيما مضى أن أصحاب الكتب الستة، ثلاثة منهم عندهم ثلاثيات، وثلاثة ليس عندهم ثلاثيات، بل أعلى ما عندهم الرباعيات، فالذين أعلى ما عندهم الرباعيات: مسلم، وأبو داود، والنسائي، هؤلاء ليس عندهم ثلاثيات، أعلى ما عندهم الرباعيات، أما البخاري فعنده: اثنان وعشرون حديثاً ثلاثياً، والترمذي عنده: حديث واحد ثلاثي، وابن ماجه عنده: خمسة أحاديث ثلاثية كلها بإسناد واحد، أي: الخمسة الثلاثية عند ابن ماجه إسنادها واحد.

    شرح حديث: (راصوا صفوفكم... فوالذي نفس محمد بيده إني لأرى الشياطين تدخل من خلل الصف)

    [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي حدثنا أبو هشام حدثنا أبان حدثنا قتادة حدثنا أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (راصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفس محمد بيده إني لأرى الشياطين تدخل من خلل الصف كأنها الحذف)].

    أورد النسائي حديث أنس رضي الله تعالى عنه، فيقول فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (تراصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق)، فقوله: (حاذوا بالأعناق)، يدل على المساواة، وأنها على سمت واحد، لا تقدم ولا تأخر، فقوله: (راصوا)، يدل على التقارب بين كل شخص وغيره، ويكون هذا إلى جهة الإمام، بحيث أن الصف تسد فيه الفجوات إلى جهة الإمام، وإذا كان هناك فجوة يقرب إلى جهة الإمام، ثم كل واحد يتبع الذي يليه، إلى جهة الإمام؛ فإن كان الإمام من جهة اليسار -بأن كان في ميامن الصف- فكل واحد يقرب إلى أخيه من جهة يساره إلى جهة الإمام، وإن كان عن يسار الإمام -أي: في أيسر الصف- فإنه يقرب إلى جهة اليمين.

    فالمحاذاة بين الأعناق فيها: أنهم على سمت واحد، ما في تقدم ولا تأخر، والتراص: على أن ما فيه فجوات، والمقاربة بين الصفوف، معناه: كل صف يكون قريباً من الآخر، ما يكون هناك مسافة كبيرة بين الصف والصف، وإنما يكون كل صف قريباً من الآخر.

    وقوله: (إني لأرى الشياطين تدخل من خلل الصف كأنها الحذف)، والمقصود من ذلك: إذا كان هناك فجوات وليس هناك تراص، معناه يكون هناك فرج للشياطين، وتدخل الشياطين من بين الأفراد المتباعد بعضهم عن بعض، وإذا حصل التراص والتقارب لا يحصل هذا للشياطين، وقوله: (كأنها الحذف)، المقصود بها: أولاد الغنم الصغار، يعني: تشبهها، وهذا فيه معجزة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أو من علامات نبوته عليه الصلاة والسلام كونه يرى الشياطين تدخل من الصفوف، أو بين الصفوف، أو في الصف، إذا كان هناك فجوات، فكأنها الحذف التي هي أولاد الغنم الصغار، والتقارب بين الصفوف يكون فيه عدم حصول هذا من الشياطين، التي تدخل بين الصفوف، ثم أيضاً: يحصل مع ذلك تفاوت القلوب، وتنافر القلوب، الذي أشار إليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: (لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم)، (لا تختلفوا فتختلف قلوبكم).

    تراجم رجال إسناد حديث: (راصوا صفوفكم ... فوالذي نفس محمد بيده إني لأرى الشياطين تدخل من خلل الصف)

    قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي].

    وهو ثقة، خرج حديثه البخاري وأبو داود والنسائي ولم يخرج له مسلم، ولا الترمذي، ولا ابن ماجه.

    [حدثنا أبو هشام].

    وهو المغيرة بن سلمة المخزومي، وهو ثقة، خرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه، أي: لم يخرج له الترمذي، ولم يخرج له البخاري في الأصول، وإنما خرج له تعليقاً.

    [حدثنا أبان].

    وهو ابن يزيد العطار، وهو ثقة، له أفراد، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

    [حدثنا قتادة].

    وهو ابن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا أنس].

    وهو أنس بن مالك رضي الله عنه، وقد تقدم ذكره.

    شرح حديث: (ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم ...)

    [أخبرنا قتيبة حدثنا الفضيل بن عياض عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أنه قال: (خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم؟ قالوا: وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال: يتمون الصف الأول، ثم يتراصون في الصف)].

    أورد النسائي حديث جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه: (أن النبي عليه الصلاة والسلام خرج عليهم فقال: ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم؟ قالوا: وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال: يتمون الصف الأول، ثم يتراصون في الصف).

    قوله صلى الله عليه وسلم: (ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم؟)، أي: كونه يأتي بما يريد أن يعلمهم إياه بهذه الصيغة التي هي الاستفهام، والتي هي العرض، هذا يجعلهم يستعدون ويتهيئون ويتشوقون إلى معرفة ذلك، ولهذا قالوا: وكيف تصف الملائكة؟ فقال: (يتمون الصف الأول، ثم يتراصون في الصف)، فمثل هذا التعبير فيه لفت الأنظار وحث الهمم، وجعل النفوس تتطلع وتتشوف إلى ذلك الشيء الذي مهد له بهذا التمهيد، وقدم له بهذا التقديم: (ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم).

    وهذا أيضاً: هذا يدل على أن الملائكة تصف عند الله عز وجل، وأنهم يكونون على هذه الهيئة التي وصفها رسول الله، أنهم يتراصون في الصفوف، وقد جاء في الحديث عند ابن ماجه قال: (يتمون الصف الأول، ثم يتراصون في الصف).

    وهنا قال: (يتمون الصف الأول)، وعند أبي داود: (ثم يتراصون في الصف)، ويحتمل أن يكون المقصود بقوله: الصف الأول، المراد به: الجنس، يعني: التي هي الصفوف الأول، كما جاء عند أبي داود وعند ابن ماجه، ويحتمل أن يكون المقصود بذلك: أن الصف الأول هو الذي يبادر إليه، وهو الذي يتم قبل أن يبدأ بغيره، كما جاء في بعض الأحاديث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإتمام الصف الأول، ثم الذي يليه)، وإن كان شيء نقص، فإنه يكون في المؤخر، وسيأتي هذا الحديث؛ أنه يتم الصف الأول، ثم الذي يليه، وإن كان نقصاً، فإنه يكون في المؤخر.

    تراجم رجال إسناد حديث: (ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم ...)

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    وهو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو من شيوخ النسائي الذين أكثر من الرواية عنهم، وكثيراً ما يأتي ذكر قتيبة في سنن النسائي، بل أول حديث في سنن النسائي هو من رواية شيخه قتيبة .

    [حدثنا الفضيل بن عياض].

    وهو الفضيل بن عياض، وهو ثقة، فاضل، زاهد، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

    [عن الأعمش].

    وهو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن المسيب بن رافع].

    وهو المسيب بن رافع، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن تميم بن طرفة].

    وهو تميم بن طرفة، وهو أيضاً ثقة، خرج حديثه مسلم، وأبو داود والنسائي وابن ماجه، أي: لم يخرج له الترمذي ولا البخاري .

    [عن جابر بن سمرة].

    وهو جابر بن سمرة، صاحب رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088788868

    عدد مرات الحفظ

    779049812