إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب السهو - (باب كم مرة يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ...؟) إلى (باب نوع آخر من الدعاء عند الانصراف من الصلاة)

شرح سنن النسائي - كتاب السهو - (باب كم مرة يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ...؟) إلى (باب نوع آخر من الدعاء عند الانصراف من الصلاة)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • سن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أذكاراً بعد الفراغ من الصلاة المكتوبة؛ ليكملوا بذلك ما نقص من صلاتهم، ومن ذلك التهليل، ودعاء كفارة المجلس، وغير ذلك من الأدعية.

    شرح حديث المغيرة بن شعبة في قول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له...) ثلاث مرات عقب الصلاة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كم مرة يقول ذلك.

    أخبرنا الحسن بن إسماعيل المجالدي أنبأنا هشيم أخبرنا المغيرة وذكر آخر، ح، وأخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم حدثنا غير واحد منهم المغيرة عن الشعبي عن وراد كاتب المغيرة: أن معاوية كتب إلى المغيرة أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه المغيرة: إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثلاث مرات)].

    يقول النسائي رحمه الله: كم مرة يقول ذلك؟ أي: التهليل الذي يكون بعد السلام، وهو: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وقد مر في البابين السابقين، أو في الحديثين السابقين حديث وراد الذي يرويه عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، والذي فيه هذا الذكر ومعه: (اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، ولم يذكر فيه العدد.

    والحديث رواه البخاري، ومسلم وغيرهما، وليس فيه ذكر العدد، وقد رواه النسائي من هذه الطريق وفيها ذكر العدد وأنه ثلاث مرات، أي: يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، بعد الصلوات أو بعد كل صلاة ثلاث مرات، والذي جاء بالطرق الكثيرة في الصحيحين وفي غيرهما ذكر هذا الذكر وليس فيه ذكر العدد، وإنما الذي جاء به ذكر العدد هذه الرواية عند النسائي، وقد ذكر الشيخ الألباني أن هذه الرواية شاذة؛ لأن الحديث إسناده ثقات، ولكن الرواة الآخرون الذين رووه من غير هذا الطريق لم يذكروا العدد، والشاذ تعريفه عند المحدثين هو: ما يرويه الثقة مخالفاً من هو أوثق منه، فالثقات رووه بدون ذكر الثلاث، وهم كثيرون في الصحيحين وفي غيرهما، وهنا فيه ذكر العدد، فتعتبر الرواية شاذة من جهة أن الثقة خالف من هو أوثق منه.

    إذاً: فالثابت هو لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وقد جاء مرة واحدة خرجه أئمة كثيرون منهم البخاري، ومسلم، وليس فيه ذكر هذه الزيادة التي هي ثلاث مرات.

    تراجم رجال إسناد حديث المغيرة بن شعبة في قول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له ...) ثلاث مرات عقب الصلاة

    قوله: [أخبرنا الحسن بن إسماعيل المجالدي].

    هو الحسن بن إسماعيل المجالدي المصيصي، ثقة، أخرج حديثه النسائي .

    [أنبأنا هشيم].

    هو ابن بشير الواسطي، ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، قال عنه الحافظ في التقريب: كثير التدليس والإرسال الخفي.

    التدليس هو: رواية الراوي عن شيخه ما لم يسمع منه بلفظ موهم السماع كعن أو قال، هذا هو تدليس الإسناد، والإرسال الخفي هو: أن يروي الراوي عمن عاصره ولم يسمع منه، بحيث يكون معاصراً له واللقي ممكن فيروي عنه ما لم يسمع منه، فهذا يقال له: إرسال خفي؛ لأن الإرسال هو إضافة الحديث إلى من لم يلقه، وقد يكون فيه انقطاع، أي: بأن يكون فيه مسافة طويلة، وقد يكون مدركاً له في زمنه، والذي مدركاً زمنه ومعاصراً له هو الذي يكون فيه خفاء؛ لأنه إذا نظر في تاريخ الولادة، وتاريخ الوفاة يقال: إنه قد أدركه، فالسماع ممكن، والرواية ممكنة، لكن إذا كان بين وفاة هذا وولادة هذا مدة عُرف أن فيه انقطاع، ويكون الانقطاع واضح، والإرسال واضح.

    فالفرق بين التدليس والإرسال الخفي: أن التدليس يختص بمن روى عمن عرف لقاءه إياه، أي: يدلس عن شيخ من شيوخه، أما إن عاصره ولم يعرف أنه لقيه فهو المرسل الخفي، ولكن الإرسال المعروف عند المحدثين هو أن يقول التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، هذا هو المرسل عند المحدثين، ويطلق الإرسال عند الفقهاء على ما هو أعم، وهو: أن من روى عمن لم يدرك عصره أو عاصره ولم يسمع منه، يقال له: مرسل بهذا المعنى، لكونه يضيف الحديث إلى من لم يسمع منه، سواء عاصره أو لم يعاصره، فهو يقال له: مرسل بهذا المعنى، ويقال: إن هذا هو اصطلاح الفقهاء، وأما اصطلاح المحدثين والمشهور عندهم فإنهم يقولون: المرسل قول التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أي: يخصون ذلك بالتابعي، وأما المعنى العام الذي منه هذا الإرسال الخفي الذي عرف به هشيم بن بشير، وهو متأخر، فهذا من المرسل بالمعنى العام الذي هو اصطلاح الفقهاء.

    وهشيم بن بشير الواسطي أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بالتدليس، ولهذا العراقي عندما مثّل في ألفيته للمدلسين في الصحيح ذكر هشيم، قال:

    وفي الصحيح عدة كالأعمش وكهشيم بعده وفتش

    أي: تجد كثيراً من رواة الصحيحين وصفوا بالتدليس، ومنهم هشيم بن بشير هذا الواسطي.

    [عن المغيرة].

    وهو: المغيرة بن مقسم الضبي الكوفي، ثقة، متقن، يدلس، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [وذكر آخر].

    قوله: وذكر آخر، يعني: أن هشيماً ذكر مع المغيرة بن مقسم شخص آخر، لكنه هنا أُبهم، هذا يسمى المبهم، أي: كون الرجل يذكر بأن يقال مثلاً: رجل أو قال شخص آخر، هذا يقال له المبهم، بخلاف المهمل، فالمهمل هو: أن يذكر اسمه أو اسمه واسم أبيه، ولكنه يلتبس بغيره ممن يوافقه في الاسم واسم الأب، فهذا يسمى المهمل، وأما إذا قيل: رجل أو امرأة، فهذا يسمى المبهم، قال: وذكر رجلاً آخر، أي: فلم يذكره في الإسناد هنا، وإنما أشار إليه إشارة، وأبهمه ولم يسمه، ومن المعلوم أن ذلك لا يؤثر؛ لأن العمدة على الشخص المذكور؛ لأن الإسناد لم يبن على شخص مبهم، بل ذكر شخص ثقة، وأضيف إليه شخص مبهم، فوجود المبهم مثل عدمه، لا يؤثر، وإنما يضر الإبهام لو كان الإسناد مبنياً عليه، بأن يكون هشيم روى عن شخص لم يسم، أو قال: عن رجل، فهذا يقال له: مبهم، ويؤثر، لكن هنا لا يؤثر.

    تراجم رجال إسناد حديث المغيرة بن شعبة بعد تحويل السند

    [ح].

    ح، ثم ذكر تحويلاً وهو (ح)، وهي حاء مهملة يؤتى بها للإشارة إلى التحول من إسناد إلى إسناد يعني: المحدث يمضي في الإسناد، ثم يريد أن يستأنف إسناداً آخر من جديد يتلاقى مع الإسناد الأول، فبدل ما يمشي في الإسناد من أوله إلى آخره ثم يذكر إسناداً آخر تتكرر الأسماء في الآخر، فيريد أن لا يكرر، فيذكر الإسناد ويمضي فيه إلى مكان يكون فيه التلاقي بين الإسناد المذكور والإسناد الذي سيذكره، فيأتي بكلمة (حاء) الدالة على التحويل، أي: التحول من إسناد إلى إسناد، فالذي بعد (حاء)، يعتبر شيخ من شيوخ النسائي ؛ لأنه بدأ بإسناد آخر يمشي مع هذا الإسناد الأول، ويلتقيان عند شخص، ثم يتحد الإسناد بعد ذلك، فيكون طريقان يلتقيان عند شخص، ثم يتحد الطريقان بعد ذلك.

    فـ(حاء) هذه تدل على التحويل، والإمام مسلم رحمه الله يستعملها كثيراً جداً، والسبب في هذا، أنه يجمع الأحاديث في مكان واحد، لا يفرقها مثل البخاري، والنسائي يفرقها في أبواب ويعقد تراجم، ويأتي بحديث لعدة تراجم، فيذكر الحديث بإسناد في مكان، وبإسناد في مكان، فلا يحتاج إلى التحويل، لكن مسلم رحمه الله، يجمع الأحاديث في مكان واحد، فيحتاج إلى كثرة التحويل لجمعه الأحاديث في مكان واحد، والنسائي رحمه الله، ليس كثير التحويل، أي: بالنسبة لـمسلم، وإن كان يوجد عنده تحويل، لكنه ليس بالكثرة الكاثرة، وإنما هو قليل بالنسبة لمثل مسلم، والبخاري مثل النسائي، يحول، يعني: يستعمل التحويل، ولكنه ليس كثيراً كـمسلم، رحمة الله على الجميع.

    [أخبرني يعقوب بن إبراهيم الدورقي].

    وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو من شيوخ أصحاب الكتب الستة، كلهم رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، وأصحاب الكتب الستة هم البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والترمذي ويعتبر يعقوب بن إبراهيم شيخاً لهم جميعاً، كلهم يروون عنه مباشرة وبدون واسطة، فهو من صغار شيوخ البخاري، وقد مات قبل البخاري بأربع سنوات، البخاري توفي سنة ست وخمسين ومائتين، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي توفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين، فالفرق بينهما أربع سنوات.

    ومثل يعقوب بن إبراهيم الدورقي في كونه توفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وكذلك بكونه شيخاً لأصحاب الكتب الستة، شخصان آخران وهما: محمد بن المثنى الملقب الزمن العنزي، ومحمد بن بشار الملقب بندار، فهذان الشخصان كل منهما توفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وكل منهما شيخ لأصحاب الكتب الستة، فهؤلاء الثلاثة يعتبرون من صغار شيوخ البخاري، وماتوا قبل البخاري بأربع سنوات وكانت وفاتهما في سنة واحدة.

    [حدثنا هشيم].

    هو هشيم بن بشير الذي مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.

    [حدثني غير واحد].

    قوله: حدثني غير واحد؛ لأن لفظ يعقوب بن إبراهيم الدورقي في روايته عن هشيم، أن هشيماً قال: حدثني غير واحد، أو أخبرني غير واحد منهم المغيرة أي: ابن مقسم، فذاك الإسناد الأول يقول: وذكر آخر، يعني: أن هشيماً ذكر آخر في روايته عن يعقوب عن المغيرة بن مقسم، وأما في طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي فإنه في الرواية عن هشيم قال: حدثني غير واحد منهم المغيرة بن مقسم الضبي الكوفي.

    [عن الشعبي].

    هو عامر بن شراحيل الشعبي، ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن وراد].

    وراد هو مولى المغيرة بن شعبة، وقد مر ذكره في الإسنادين السابقين قبل هذا، وهو ثقة خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن المغيرة بن شعبة الثقفي].

    صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    وذكرت في الدرس الماضي أن معاوية رضي الله عنه ليس من رواة الحديث أي: ليس من رجال الإسناد؛ لأن ذكر معاوية فيه ورد عرضاً؛ لأنه كتب إلى المغيرة يريد منه أن يحدثه بحديث عن رسول الله، فالذي يروي الحديث هو وراد عن المغيرة، لكن رسالة معاوية هي السبب في كون وراد سمع من المغيرة، أو كتب للمغيرة هذا الحديث الذي أرسل به إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088776704

    عدد مرات الحفظ

    778951126